مصر حققت 38 ميدالية على مدار مشاركتها في دورات الألعاب الأولمبية الصيفية
مصر حققت 38 ميدالية على مدار مشاركتها في دورات الألعاب الأولمبية الصيفية

لطالما كانت مشاركات مصر في الألعاب الأولمبية مصحوبة بجدل واسع، خاصة خلال العقد الماضي. ففي أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، أثارت ملابس البعثة المصرية جدلا واسعا، وفي طوكيو 2020 كانت قضية المنشطات وإيقاف الاتحاد المصري لرفع الأثقال.

والآن، في أولمبياد باريس 2024،  تواجه البعثة المصرية قضايا المشاركة والاستبعاد.

وشهدت مشاركة مصر في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 جدلا واسعا حول اختيار الزي الرسمي للبعثة، إذ انتقد الجمهور ما اعتبروه تصميما قديما يعود لأولمبياد الشباب عام 2014، حسب ما نشرت حينها وسائل إعلام محلية.

أما في أولمبياد طوكيو 2020، كان إيقاف الاتحاد المصري لرفع الأثقال لمدة عامين حاضرا قبل البطولة، على خلفية إيجابية نتائج اختبار المنشطات لبعض رباعي مصر في الرياضة التي حازت فيها البلاد على أكبر عدد من الميداليات طوال مشاركتها في الأولمبياد بنحو 14 من أصل 38 ميدالية أولمبية حققتها على مدار مشاركتها في دورات الألعاب الأولمبية الصيفية.

وفي أولمبياد باريس 2024، جاءت القضية التي شغلت الرأي العام حول اللاعبتين شهد سعيد وجنة عليوة في مقدمة الأزمات التي سبقت البعثة، ثم تلا ذلك أزمة استبعاد الملاكمة يمنى عياد، التي تشارك في منافسات وزن تحت 54 كيلوغراما، إثر عدم تمكنها من تجاوز الفحص والميزان.

وعلى مدار دورتي الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو وطوكيو، حققت البعثة المصرية نحو 9 ميداليات: 3 برونزيات في ريو دي جانيرو، وذهبيتان وميدالية فضية و3 برونزيات في طوكيو.

تضم بعثة الإمارات 14 رياضيا ورياضية في 5 ألعاب بأولمبياد باريس
الأولمبياد على الأبواب.. ما حظوظ العرب في أكبر حدث رياضي عالمي؟
أسابيع قليلة تفصلنا عن أكبر حدث رياضي يشهده العالم كل أربعة أعوام، وذلك مع بدء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستنطلق قريبا في العاصمة الفرنسية باريس، وسط آمال بأن يحقق فيها العرب العديد من الميداليات الملونة بما يليق مع حجمهم السكاني والإمكانيات التي تملكها الكثير من دولهم.

"فلكلور شعبي"

وتشير الأحداث التي ترافق البعثات الأولمبية المصرية والنتائج "المخيبة للآمال" إلى وجود تحديات هيكلية "عميقة" في الإعداد للمشاركة في دورات الألعاب الأولمبية على مدار سنوات عدة، وفق الناقد الرياضي حسن المستكاوي، الذي يقول في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة": "على مدار 40 عاما أحلل وأغطي وأتابع وانتقد مشاركة مصر والبعثات العربية في الأولمبياد، ولا شيء يتغير في ما يتعلق بالنتائج وعدد الميداليات المحققة".

ويضيف المستكاوي، وهو صحفي وإعلامي رياضي معروف، أن "جدل المشاركة المشرفة في دورات الألعاب الأولمبية قديم جدا جدا، لكنه أصبح قويا الآن".

ويتابع: "حتى الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، كان العالم العربي بعيدا عن التكنولوجيا ولم يكن يشاهد كيف يلعب العالم وأداء الأبطال، وعندما بدأ العرب والمصريون بالاهتمام رويدا بدأوا يشعرون بالفجوة الكبيرة".

ومع ذلك، فإن هناك مفاهيم خاطئة في ما يتعلق بالمشاركة الأولمبية، حسب المستكاوي، الذي يشير إلى أن "تحقيق مراكز في المنافسات والألعاب المختلفة من الرابع وحتى الثامن، يعتبر إنجازا كبيرا ويجب أن يبنى عليه في الإعداد المستقبلي للأبطال سواء كان في مصر أو في الدول العربية".

بدوره، يعتبر الناقد الرياضي ياسر أيوب أن الجدل الذي يثار قبل مشاركة مصر في الألعاب الأولمبية أصبح بمثابة "فلكلور (تراث) شعبي مصري"، حيث دائما الحديث عن "المشاركة المشرفة" التي يرافقها الجدل المستمر، والقليل من الميداليات الذهبية.

ويقول أيوب في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة": "يبدو أننا تعودنا على هذا الجدل الذي أصبح من الموروثات، حيث مهاجمة كل شيء قبل كل دورة أولمبية. نهاجم الملابس مرة، ثم نهاجم التكاليف، وعندما نعود من الدورة دون نتائج إيجابية تذكر، يأتي رؤساء الاتحادات ليخبرونا عن ضعف الميزانيات مقارنة بدول العالم".

ويضيف: "يبدو أننا تأقلمنا على هذا الوضع؛ الصحفيون يعرفون أنهم ينتقدون دون أن يتغير شيء، ورؤساء الاتحادات يعرفون أنهم يتعرضون للنقد دون أن يتغير شيء. لذلك، نحن متعايشون مع هذا الوضع الذي أصبح بمثابة فلكلور شعبي".

تشارك مصر بأكبر بعثة في تاريخها الأولمبي
مصر ترصد مكافآت "بالملايين" لحاصدي الذهب والفضة في أولمبياد باريس
كشف وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، في حديث لوكالة فرانس برس أن بعثة بلاده تستهدف الحصول بين 6 و10 ميداليات في أولمبياد باريس الصيف المقبل، مشيراً إلى رفع الجوائز المالية للرياضيين إلى أرقام غير مسبوقة.

"أموال ضخمة"

وتشارك مصر في أولمبياد باريس 2024، ببعثة هي الأكبر عربيا وأفريقيا، تضم 164 لاعبا في نحو 22 رياضة.

وكشفت وسائل إعلام محلية، عن رصد وزارة الشباب والرياضة المصرية ميزانية تبلغ 1.1 مليار جنيه (22 مليون دولار) استعدادا لأولمبياد باريس 2024، بزيادة 777 مليون جنيه (16 مليون دولار) عن تكلفة بعثة مصر التي شاركت في أولمبياد طوكيو 2020.

وخلال أول يومين من المنافسة في أولمبياد باريس، جاءت النتائج مخيبة للآمال، حيث خرج بعض الرياضيين المصريين من المنافسة، والتي كان في مقدمتهم لاعب السلاح، زياد السيسي، المصنف الأول عالميا في سلاح السيف، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلى النهائي، لكنه خسر أمام التونسي فارس الفرجاني، ثم في منافسات المركز الثالث على الميدالية البرونزية.

وينتقد أيوب خلال حديثه أداء بعض الرياضيين المصريين المشاركين في أولمبياد باريس بعد خروجهم من المنافسة، إذ يقول إن "هناك اتحادات تصرف عليها الدولة أموالا ضخمة ونحن جميعا نعلم أننا لن نحقق أي شيء فيها".

ويضيف: "عندما تصرف 20 مليون جنيه (414 ألف دولار) على رياضة الفروسية من أجل مشاركة فارس واحد تحت اسم مصر. و8.5 مليون جنيه (175 ألف دولار) فقط على رياضة القوس والسهم التي خرج لاعبوها من المنافسة في أول يوم، فماذا تتوقع؟ هذا إهدار للمال العام".

هذا إلى جانب استبعاد لاعبة الملاكمة يمنى عياد، حيث "الغموض والتستر على الحقائق"، وفق أيوب، الذي يقول: "لا يوجد أحد يتحدث عما جرى بشأن زيادة وزنها وأدى إلى استبعادها من المنافسة، هذا أمر يثير السخرية وليس الجدل".

واستبعدت اللجنة المنظمة لمنافسات الملاكمة بدورة الألعاب الأولمبية، السبت، عياد التي تشارك في منافسات وزن تحت 54 كيلوغراما، إثر عدم تمكنها من تجاوز الفحص والميزان قبل مواجهتها مع الأوزبكية نيغينا أوكتاموفا، التي تأهلت مباشرة إلى دور ثمن النهائي من المنافسات.

وكشف رئيس الاتحاد المصري للملاكمة، عبد العزيز غنيم، عن فتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب هذه الزيادة المفاجئة في وزن اللاعبة، مؤكدا أن وزنها كان مثاليا قبل يوم من المنافسة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، الأحد، عن نتائج التحقيق، وقالت في بيان إن "عياد عانت عند وصولها إلى باريس من زيادة في الوزن ناتجة عن ظروف وملابسات يوم السفر والطيران، ثم استطاعت تحقيق الوزن الخاص بعد اتباعها برنامجا خاصا في الأيام السابقة للمنافسة وبعد وصولها إلى باريس".

وتضيف: "فوجئت (عياد) بعد ذلك بتغيرات فسيولوجية وهرمونية مفهومة لكل السيدات والآنسات والأطباء، ونتحفظ على ذكر التفاصيل طبقا لأعرافنا وتقاليدنا المصرية وحفاظا على حقوق ونفسية اللاعبة".

بدوره، يرى المستكاوي أن "هناك فروقات علمية وعملية كبيرة، بين الرياضيين المصريين والعرب على حد سواء، والرياضيين من دول أخرى خلال دورات الألعاب الأولمبية، حيث يفقر الرياضي المصري إلى التدريب استنادا إلى الأسس العلمية والتقنية ويعتمد كل شيء على عقليات التدريب القديمة".

ويضيف: "الفروقات كانت واضحة في دورة الألعاب الأولمبية الماضية في طوكيو، حيث حققت البعثات العربية مجتمعة نحو 18 ميدالية فقط، فيما لو نظرنا على الولايات المتحدة سنجدها حققت منفردة 113 ميدالية".

لهذا "نحن أمام وضع رياضي، لا يحتاج فقط إلى تغيير العقلية، بل تغيير المنظومة بأكملها وإعادة بنائها مرة أخرى"، وفق المستكاوي. ويضيف قوله "منذ 90 عاما وتلقي الاتحادات الرياضية في مصر باللوم على عوامل خارجية في اخفاقاتها الدولية، وهذا الحديث يتكرر كل منافسة، حيث مرة نلوم الحكام، أو الطقس، أو حتى اللياقة البدنية. لقد حان الوقت لنفهم أن الأمور أعمق بكثير".

"تكرار الأعذار"

وتشارك مصر بانتظام في دورات الألعاب الأولمبية منذ دورة الألعاب الأولمبية في ستوكهولم عام 1912، حسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات، وحصدت 38 ميدالية متنوعة، متصدرة الدول العربية الأكثر تتويجا في تاريخ تلك المسابقات.

ومع ذلك، يرى أيوب أن بلاده لا تزال متأخرة في تطوير قدرات الرياضيين الأولمبيين، ويقول: "في عام 1984 في دورة لوس أنجلوس، فازت الصين بأول ميدالية أولمبية في تاريخها، بينما كان لدى مصر حينها أكثر من 20 ميدالية. اليوم، الصين لديها أكثر من 500 ميدالية وتحصل على المراكز الأولى".

ويضيف: "كذلك الأمر مع كينيا، التي أصبحت قوة أولمبية في أفريقيا، حيث ركزت على ألعاب محددة مثل الجري والقفز، لتحوز 86 ميدالية متنوعة وتتفوق على كل دول القارة".

ويتابع أيوب: "النصيحة التي قدمت لمصر في الستينيات هي أن تركز على رفع الأثقال والمصارعة التي تتفوق فيها، لكننا لم نأخذ بها. بدلاً من ذلك، ركزنا على ألعاب مثل السباحة والفروسية والتنس، التي لم نحقق فيها أي ميداليات وأنفقنا عليها الملايين".

ويؤكد هذا أيضا، المستكاوي بقوله إن بلاده "في حاجة إلى التركيز على الألعاب التي تناسب القدرات والجينات، في سبيل تحقيق نتائج ملموسة بالأولمبياد".

ويقول: "إذا كنا نريد أن ننافس على مستوى عالمي، علينا أن نفهم ونتعلم من الآخرين، وأن نتوقف عن تكرار نفس الأعذار والانتقادات التي لا تغير شيئا".

ويضيف: "بقالنا سبعون سنة في تهليل وفي مجاملات وأيضا جلد ذات، دون الوقوف على أرض الواقع ومعالجة القصور. الجميع يرتكب جريمة في حق الرياضة، لذا يجب أن يكون هناك تحرك واضح في ما يتعلق بالمنظومة الرياضية في مصر".

المجنى عليها نيرة أشرف
الحادثة أعادت إلى الأذهان واقعة مقتل الفتاة نيرة أشرف (أرشيف)

في واقعة صادمة هزّت مدينة بنها بمحافظة القليوبية المصرية، نجت فتاة من الموت بأعجوبة بعد تعرضها لهجوم وحشي من قبل خطيبها السابق، الذي لم يتقبل رفضها العودة إليه.

وحسب تقارير إعلامية محلية، فقد بدأت الحادثة عندما اقتحم الشاب محل الملابس الذي تعمل فيه الفتاة، حيث نشبت مشادة كلامية حادة بينهما، سرعان ما تحولت إلى واقعة عنف مروعة. 

وبحالة من الغضب العارم، أخرج الشاب سكينًا وانهال عليها بالطعن أمام أعين المتسوقين، مما أثار حالة من الفزع والهلع بين الحاضرين.

ولحسن الحظ، تدخل الأهالي بسرعة وتمكنوا من السيطرة على المعتدي قبل أن يتمكن من إلحاق المزيد من الأذى بالفتاة.

"قتل جزاء الرفض" في مصر.. كيف تنتهي مأساة "نيرة أشرف" المتكررة؟
عادت من جديد إلى الواجهة جرائم قتل النساء في مصر بسبب انفصالهن أو رفضهن الارتباط بأحد الأشخاص، حيث لقيت موظفة بجامعة القاهرة مصرعها برصاص شخص حاول الزواج بها ورفضت، قبل أن تطارده القوات الأمنية وينتحر بنفس سلاح جريمته.

وعلى الفور، تم إبلاغ الشرطة، التي وصلت إلى مكان الحادث وألقت القبض على الجاني.

ونُقلت الفتاة المصابة إلى المستشفى، حيث تلقت الإسعافات اللازمة، وأكد الأطباء أن حالتها مستقرة رغم خطورة الاعتداء.

كما تم تحويل الشاب إلى قسم شرطة بنها، حيث يخضع للتحقيقات أمام النيابة العامة، والتي ستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقه، وسط مطالبات بتشديد العقوبة لردع مثل هذه الجرائم.

النيابة العامة المصرية تصدر قرار يخص المتهم بقتل "فتاة الزقازيق"
أمر النائب العام في مصر، بإحالة المواطن إسلام محمد، المتهم بقتل زميلة له بالجامعة،  إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته، فيما تتهمه النيابة العامة بـ"القتل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد"، في جريمة أصبحت تعرف باسم "فتاة الزقازيق".

وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان جرائم سابقة بحق الفتيات في مصر، أبرزها جريمة القتل التي وقعت في 20 يونيو من العام 2022، عندما كانت الفتاة الجامعية، نيرة أشرف، متوجهة للخضوع لامتحان في جامعة المنصورة.

وقبل دخولها إلى الحرم الجامعي، اعترض طريقها زميلها الذي استلّ سكينه ليذبحها أمام الجميع، في واقعة هزت الرأي العام في مصر والعالم العربي.

وهذه الجرائم تتكرر في مصر، فهناك العديد من الفتيات اللواتي قتلن في الأعوام الأخيرة بسبب انفصالهن عن أشخاص أو رفض الدخول في علاقة معهم، ومن بينهن قضايا أثارت الرأي العام في مصر، مثل قضايا خلود درويش في بورسعيد، وسلمى بهجت في الزقازيق.