فيما يعيش المواطن المصري ظروفا معيشية صعبة بسبب التضخم وارتفاع الأسعار وتفاقم مشكلة الدين العام، يرى رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب المصري، فخري الفقي، أن عودة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض ستكون له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد المصري.
يقول الفقي لموقع "الحرة" إن سعي ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من شأنه أن يخفف الضغط على الاقتصاد المصري، الذي يعتمد على استيراد كميات ضخمة من القمح والنفط.
ووعد ترامب بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أول يوم عودته إلى البيت الأبيض، وقال إنه سيجلب طرفي الحرب إلى طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع.
وإذا توقفت الحرب الروسية على أوكرانيا، بحسب الفقي، "فإن انخفاض أسعار النفط والغاز والحبوب سيخفف الضغط على موارد النقد الأجنبي، مما يساعد مصر في استقرار سعر صرف الجنيه المصري وتخفيف الأعباء الاقتصادية على المواطن".
ويعتقد الفقي أنه إذا أوقف ترامب الحرب في غزة كما وعد، فإن حركة الملاحة في قناة السويس ستعود إلى طبيعتها، مما يسهم في زيادة حصيلة القناة من النقد الأجنبي.
ويذكر الفقي أن حصيلة قناة السويس قد شهدت زيادات ملحوظة في السنوات الأخيرة، وصلت إلى تسعة مليارات دولار قبل اندلاع الحرب في غزة، "ومن المتوقع أن تزداد هذه الحصيلة إلى أكثر من 10 مليارات دولار إذا استقرت الأوضاع" في المنطقة.
ويعاني الاقتصاد المصري سلسلة صدمات مرتبطة بالحرب في غزة، مثل هجمات المتمردين الحوثيين اليمنيين على السفن التجارية، وهو ما أدى ذلك إلى انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 70 في المئة، وشكّل خسارة لمصر بقيمة تتراوح بين 6 و7 مليارات دولار في بلد تبلغ قيمة ديونه الخارجية نحو 165 مليار دولار.
"تعريفة جمركية"
في المقابل، يرى الخبير الاقتصادي المصري، وائل النحاس، أنه "إذا تبنى ترامب سياسة تصادمية مع الصين ودول أخرى، مثلما ظهر في تصريحاته، فإن هذا قد يؤدي إلى توترات تجارية عالمية تؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد المصري الذي يتأثر بتقلبات الأسعار العالمية".
ويخطط ترامب لفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة، وخاصة من الصين والمكسيك، بنسبة 25 في المئة، على أساس أن ذلك سيساهم في حماية الوظائف الأميركية وتقليص العجز التجاري.
وقال النحاس في حديث مع موقع "الحرة" إنه "إذا تصاعدت الحرب التجارية العالمية، قد تجد مصر نفسها مضطرة للتكيف مع ظروف اقتصادية أصعب نتيجة لهذه التوترات".
"الاستثمارات الأجنبية"
وفيما يتوقع مراقبون زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر عند استقرار الأوضاع الجيوسياسية، يرى الخبير الاقتصادي وائل النحاس، أن "الأزمات الإقليمية منحت مصر ورقة ضغط سياسية في المفاوضات مع المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، كما أن العديد من الدول الأوروبية والبنك الدولي قد دعموا مصر بعد اندلاع الحرب في غزة".
ويقول: "إذا اختفت هذه الأزمات، قد تجد مصر نفسها في موقف صعب دون وجود ورقة التفاوض التي كانت تستخدمها" خلال الأزمات في المنطقة.