ترامب كانت له علاقة جيدة بالسيسي خلال فترة رئاسته الأولى
ترامب كانت له علاقة جيدة بالسيسي خلال فترة رئاسته الأولى

فيما يعيش المواطن المصري ظروفا معيشية صعبة بسبب التضخم وارتفاع الأسعار وتفاقم مشكلة الدين العام، يرى رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب المصري، فخري الفقي، أن عودة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض ستكون له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد المصري.

يقول الفقي لموقع "الحرة" إن سعي ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من شأنه أن يخفف الضغط على الاقتصاد المصري، الذي يعتمد على استيراد كميات ضخمة من القمح والنفط.

التضخم في مصر حتى فبراير 2024

ووعد ترامب بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أول يوم عودته إلى البيت الأبيض، وقال إنه سيجلب طرفي الحرب إلى طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع.

وإذا توقفت الحرب الروسية على أوكرانيا، بحسب الفقي، "فإن انخفاض أسعار النفط والغاز والحبوب سيخفف الضغط على موارد النقد الأجنبي، مما يساعد مصر في استقرار سعر صرف الجنيه المصري وتخفيف الأعباء الاقتصادية على المواطن".

السيسي كان في بين الزعماء العرب الذين اتصلوا بترامب . أرشيفية
ترامب والسيسي.. حكايات السياسة والكيمياء
"الرئيس السيسي أصبح شريكًا بالغ الأهمية لإدارة ترامب بسبب دور مصر الحاسم في سلام واستقرار المنطقة"، هكذا وصف وزير خارجية أميركا خلال عهد ترامب مايك بومبيو في كتابه "لا تعطِ بوصة.. القتال من أجل أميركا التي أحبُّ" طبيعة العلاقة التي جمعت بين الرئيس المصري ونظيره الأميركي دونالد ترامب.

ويعتقد الفقي أنه إذا أوقف ترامب الحرب في غزة كما وعد، فإن حركة الملاحة في قناة السويس ستعود إلى طبيعتها، مما يسهم في زيادة حصيلة القناة من النقد الأجنبي.

ويذكر الفقي أن حصيلة قناة السويس قد شهدت زيادات ملحوظة في السنوات الأخيرة، وصلت إلى تسعة مليارات دولار قبل اندلاع الحرب في غزة، "ومن المتوقع أن تزداد هذه الحصيلة إلى أكثر من 10 مليارات دولار إذا استقرت الأوضاع" في المنطقة.

ويعاني الاقتصاد المصري سلسلة صدمات مرتبطة بالحرب في غزة، مثل هجمات المتمردين الحوثيين اليمنيين على السفن التجارية، وهو ما أدى ذلك إلى انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 70 في المئة، وشكّل خسارة لمصر بقيمة تتراوح بين 6 و7 مليارات دولار في بلد تبلغ قيمة ديونه الخارجية نحو 165 مليار دولار. 

"تعريفة جمركية"

في المقابل، يرى الخبير الاقتصادي المصري، وائل النحاس، أنه "إذا تبنى ترامب سياسة تصادمية مع الصين ودول أخرى، مثلما ظهر في تصريحاته، فإن هذا قد يؤدي إلى توترات تجارية عالمية تؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد المصري الذي يتأثر بتقلبات الأسعار العالمية". 

ويخطط ترامب لفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة، وخاصة من الصين والمكسيك، بنسبة 25 في المئة، على أساس أن ذلك سيساهم في حماية الوظائف الأميركية وتقليص العجز التجاري.

وقال النحاس في حديث مع موقع "الحرة" إنه "إذا تصاعدت الحرب التجارية العالمية، قد تجد مصر نفسها مضطرة للتكيف مع ظروف اقتصادية أصعب نتيجة لهذه التوترات".

"الاستثمارات الأجنبية"

وفيما يتوقع مراقبون زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر عند استقرار الأوضاع الجيوسياسية، يرى الخبير الاقتصادي وائل النحاس، أن "الأزمات الإقليمية منحت مصر ورقة ضغط سياسية في المفاوضات مع المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، كما أن العديد من الدول الأوروبية والبنك الدولي قد دعموا مصر بعد اندلاع الحرب في غزة".

ويقول: "إذا اختفت هذه الأزمات، قد تجد مصر نفسها في موقف صعب دون وجود ورقة التفاوض التي كانت تستخدمها" خلال الأزمات في المنطقة. 

السيسي التقى رئيسة وزراء الدنمارك ميتا فريدركسن
السيسي تطرق إلى الأوضاع في سوريا وغزة خلال لقائه رئيسة وزراء الدنمارك ميتا فريدركسن. (Reuters)

قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، السبت، في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، إن إقامة الدولة الفلسطينية هي حجر الزاوية، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

 السيسي الذي يعتبر أول رئيس مصري يزور الدنمارك، استعرض خلال لقائه رئيسة وزراء الدنمارك، ميتا فريدريكسن، جهود بلاده الحثيثة للوقف الفوري للحرب في قطاع غزة.

وأكد الرئيس المصري على أهمية تضافر الجهود لمنع انزلاق المنطقة لمواجهة إقليمية واسعة النطاق وأهمية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية"، وتطرق إلى الوضع الإنساني الكارثي، في قطاع غزة مؤكداً على ضرورة النفاذ الكامل والآمن والمستدام، للمساعدات الإنسانية، دون شروط أو عراقيل.

و على صعيد القضايا الإقليمية والدولية، قال السيسي إن مصر رحبت بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى لبنان. كما أكد  على أهمية أن ينعكس ذلك، على بدء مرحلة وقف التصعيد فى المنطقة، من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم "1701"، وتمكين الجيش اللبناني، من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية.

و شهدت المباحثات أيضاً، استعراض التطورات الأخيرة، المرتبطة بالوضع في السودان، وأمن البحر الأحمر، والأزمة الأوكرانية.

كما تطرق السيسي وفريدركسن إلى الأحداث المتسارعة التي تشهدها سوريا، إذ أشارت مصادر رسمية مصرية إلى أنه كان هناك توافق فى الرؤى، على ضرورة "بذل كافة الجهود لإيجاد حلول دبلوماسية لكافة هذه الأزمات" وضرورة احترام سيادة الدول ومؤسساتها وأجهزتها الرسمية و مكافحة الإرهاب بها.

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، قال إن الوضع في سوريا يتغير كل دقيقة، وأكد على "الحاجة العاجلة الآن أكثر من أي وقت مضى، إلى انتقال سياسي منظم في سوريا". 

ودعا بيدرسون، السبت، إلى عودة الهدوء في سوريا. وقال خلال كلمته أمام منتدى الدوحة للحوار السياسي، "أجدد دعوتي من احتواء التصعيد والهدوء وتجنب سفك الدماء وحماية المدنيين بما يتماشى والقانون الدولي".