ثورة يناير ألهمت العديد من المصريين- أرشيفية من رويترز
ثورة يناير ألهمت العديد من المصريين- أرشيفية من رويترز

ينظر العديد من الناشطين المصريين الذين كانوا ضمن "ثورة يناير" إلى ما يحدث في سوريا بعين الحذر والترقب.

العديد من هؤلاء شاركوا في الاحتجاجات على نظام الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، عام 2011، أو على الأقل أيدوها، ويخشون أن ما حدث في بلادهم قد يكون أيضا مصيرا محتوما للسوريين، أو على الأقل أن تفشل ثورتهم، باختلاف التفاصيل.

وتعكس تعليقات هؤلاء على مواقع التواصل، خلال الساعات التي أعقبت تقدم قوى المعارضة السورية واستحواذها على المدن السورية تباعا وسقوط بشار الأسد، مشاعر مختلطة من الخوف واليأس والأمل في آن واحد.

يتذكر هؤلاء مشاعر الفرحة العارمة في فبراير 2011 في مصر، بعدما ألهمتهم ثورة تونس وخروج رئيسها، زين العابدين بن علي، من السلطة، ومع ذلك، فإن الأحداث التي شهدتها مصر بعد ذلك أفقدتهم هذا الشغف، بعد ما قالوا إنه تمسك العسكريين بالسلطة.

ويتهم العديد من أنصار  التيار الليبرالي، الإسلاميين، بمساعدة المجلس العسكري على البقاء في السلطة حتى يحصلوا هم عليها، بينما يشعر العديد من الإسلاميين بمرارة شديدة من إطاحة الجيش لحكم محمد مرسي، الذي وصل إلى الرئاسة في انتخابات حرة.

وكان الآلاف من معارضي مبارك قد خرجوا في الخامس والعشرين من يناير 2011، الذي تزامن مع عيد الشرطة، وبعدها ما بات يعرف باسم "جمعة الغضب" وذلك استجابة لدعوة أطلقها نشطاء على الانترنت، وحمل هؤلاء شعارات "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".

وكان نجاح التونسيين في الاطاحة بزين العابدين بن علي يوم 14 يناير أكسب الناشطين المصريين زخما وشجع كثيرين على المشاركة في الاحتجاج.

وفي 11 فبراير، شارك أكثر من مليون مصري في احتجاجات حاشدة بميدان التحرير ومدن أخرى تحت مسمى "جمعة الزحف"، وأعلن نائب مبارك، عمر سليمان، على التلفزيون الرسمي أن مبارك تخلى عن منصبه وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد. وانطلقت احتفالات المصريين في الشوارع ورحبت الكثير من الدول الغربية بهذا النبأ.

وفي 13 فبراير، أصدر المجلس العسكري برئاسة المشير، محمد حسين طنطاوي، القائد الاعلى للقوات المسلحة بيانا دستوريا بتعطيل العمل بأحكام الدستور الصادر عام 1971 وتولي المجلس إدارة شؤون البلاد بصفة مؤقتة لمدة ستة أشهر.

وفي يوليو من ذلك العام، عاد مئات الآلاف من المحتجين لميدان التحرير في جمعة "الثورة أولا" وبدأوا اعتصاما استمر عدة أيام مما دفع المجلس العسكري للتعهد مجددا بتسليم السلطة للمدنيين، والتأكيد على إجراء الانتخابات البرلمانية تحت اشراف قضائي كامل قبل نهاية العام. 

وفي الشهر ذاته أيضا، خرج مئات الالاف في مليونية "جمعة تطبيق الشريعة" التي سيطر عليها السلفيون والإخوان المسلمون. ووصف مراقبون هذه المظاهرة بأنها "استعراض للقوة" من قبل الإسلاميين استعدادا للانتخابات البرلمانية.

وفي نوفمبر، أدلى طنطاوي بخطاب أعلن فيه أنه ملتزم باجراء الانتخابات البرلمانية في توقيتاتها المحددة وإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية قبل نهاية شهر يونيو 2012.

وتم تنظيم انتخابات رئاسية فاز بها مرسي، لكن بعد أقل من عام، عزله وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، بعد مظاهرات حاشدة نظمها معارضو مرسي في 30 يونيو 2013. واتهم الجيش والمعارضة مرسي وجماعة الإخوان المسلمين الذي ينتمي إليها بسوء إدارة البلاد والرغبة في الاستحواذ على السلطة، وإطلاق يد المسلحين الإسلاميين في سيناء.

وخلال فترة حكم السيسي، الذي دخل في أبريل الماضي فترة ولاية ثالثة، واجه اتهامات بالتنكيل بمعارضين وناشطين في مجال حقوق الإنسان منذ تولّيه الحكم في 2014.

وأشارت منظمات لحقوق الإنسان إلى زيادة عدد حالات الاعتقالات التعسفية، والأحكام بالإعدام، والتعذيب، ولإخفاء القسري، والحبس الاحتياطي غير محدد المدة.

وبعد التطورات الأخيرة في سوريا، كتب وائل عباس، الذي كان من أبرز ناشطي يناير، وذاع صيته قبل ذلك بسنوات مع نشره مقاطع عن التعذيب في أقسام الشرطة: "ليس معنى أن من وصل للسلطة في سوريا مجرمون أن بشار كان كويس (جيدا).. وليس معنى أن من وصلوا للسلطة في سوريا خرجوا (أطلقوا) المعتقلين أنهم مش ها يدخلوا معتقلين جدد بدالهم (لن يعتقلوا آخرين)".

وكتب في تعليق آخر : "اللي فرحان باللي بيحصل في سوريا إخوان. واللي زعلان من اللي بيحصل دولجية (مؤيدون للنظام) وأنا الحمد لله لا ده ولا ده".

الناشط الحقوقي البارز، جمال عيد، كتب في فيسبوك : "الفرحة بسقوط المجرم بشار . فرحة مجروحة، بضبابية خلفية المعارضة، هل ستدشن حكما ديمقراطيا؟ أم ستدشن حكما دينيا قمعيا بديلا عن حكم الأسد الدكتاتوري"؟

الكاتب والصحفي المصري، حافظ المرازي، كتب على فيسبوك أن ما حدث سابقا في مصر يثير الخوف مما قد يحدث في سوريا، لكن هناك ما يدعو للأمل "وهو أنهم تعلموا من أخطاء غيرهم".

وجاء في تعليق آخر لمصرية تقول إنها شاركت في مظاهرات يناير: " أنا من ساعة ثورة يناير وأصبح عندنا تروما (صدمة) . لا أفرح كثرا دون أن أفهم ما يجري. ما هي إيدولوجية المعارضة السورية. ومن الجماعات أو البلاد الداعمة لها"؟

وتتساءل أخرى: "هما اللي عمالين يقولو سوريا اتحررت دول هما نفسهم (هم أنفسهم) اللي قالو ثورة يناير نجحت صح؟".

ويوجه آخر تساؤلات أكثر تعقيدا: "ماذا لو نجحت ثورة سوريا من الأول؟ وماذا لو لم تكن هناك ثورة يناير؟ هل تتشابه الأحداث أم لا؟".

الشرطة المصرية
عنصر من الشرطة المصرية (أرشيف)

قُتل عنصران مصنفان على قائمة العناصر الإجرامية "شديدة الخطورة"، خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في محافظة مطروح بمصر.

وحسب تقارير إعلامية محلية فإن ذلك قد تم أثناء تنفيذ حملة أمنية استهدفت ضبط الشخصين بعد الاشتباه بتورطهما في واقعة الهجوم على قسم شرطة النجيلة، والتي أسفرت عن مقتل عدد من أفراد الشرطة.

ووفقًا لمصادر أمنية، فقد وردت معلومات تفيد بتواجد المطلوبين في إحدى المناطق النائية بالمحافظة، وعلى الفور تم تقنين الإجراءات القانونية اللازمة، والتوجه إلى الموقع. وخلال تنفيذ المداهمة، بادر العنصران بإطلاق النيران على القوة الأمنية، ما استدعى الرد عليهما، وأسفر الاشتباك عن مصرعهما في الحال.

وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، بينما باشرت النيابة العامة تحقيقاتها. وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها لتعقّب باقي العناصر المتورطة في الحادث.

وفي سياق متصل، نفت مصادر أمنية في وزارة الداخلية ما تم تداوله عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي بشأن احتجاز نساء على خلفية الأحداث التي شهدها قسم شرطة النجيلة مؤخرًا.

وأكد المصدر أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، مشددًا على أن الأجهزة الأمنية ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق مروّجي هذه الادعاءات، لما تمثله من محاولة لبث البلبلة في الرأي العام.