وافقت حكومة الولايات المتحدة على بيع معدات عسكرية مختلفة تزيد قيمتها عن 5 مليارات دولار لمصر، التي أصبحت شريكًا وثيقًا بشكل متزايد في التوسط في أزمة حرب غزة، وذلك رغم المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان.
ووزارة الخارجية الأميركية أبلغت الكونغرس أنها وافقت على بيع معدات بقيمة 4.69 مليار دولار لـ 555 دبابة أميركية الصنع من طراز M1A1 Abrams التي تديرها مصر، و630 مليون دولار في 2183 صاروخ جو-أرض من طراز "هيلفاير" Hellfire AGM-114R، و 30 مليون دولار في ذخائر موجهة بدقة.
ووفقًا لبيان الخارجية، فإن البيع "سيدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن دولة حليفة رئيسية غير عضو في حلف شمال الأطلسي ولا تزال شريكًا استراتيجيًا مهمًا في الشرق الأوسط".
صاروخ Hellfire AGM-114R
ووفقا لموقع البحرية الأميركية، فإن Hellfire AGM-114R هو صاروخ جو-أرض موجه بالليزر ودون سرعة الصوت وذو قدرة كبيرة على مواجهة الدبابات. ويمكن استخدامه أيضًا كسلاح جو-جو ضد المروحيات أو الطائرات الثابتة الجناحين البطيئة الحركة.
ويمكن استخدام Hellfire كصاروخ جو-جو أو جو-أرض، حيث يوفر قوة ضرب دقيقة ضد الدبابات والهياكل والمخابئ والمروحيات. وهذا الصاروخ قادر على هزيمة أي دبابة معروفة في العالم اليوم. ويمكن توجيهه إلى الهدف إما من داخل الطائرة أو بواسطة أشعة الليزر خارج الطائرة.
ويُعرَف الصاروخ AGM-114R، الملقب بـ "روميو"، على نطاق واسع بأنه أحد أكثر الأسلحة تنوعًا ودقة في ترسانة الولايات المتحدة. وصُمم هذا الصاروخ لمهام متعددة الأدوار، ويمكنه تدمير أهداف تتراوح من المركبات المدرعة الثقيلة والمخابئ المحصنة إلى قوافل العدو المتحركة.
وتضمن قدرته على التكيف الفعالية عبر سيناريوهات تشغيلية متنوعة، ما يجعله بمثابة تغيير كبير لقواعد اللعبة بالنسبة لطائرات الهليكوبتر الهجومية AH-64 Apache في مصر.
بالنسبة لمصر، يمثل الاستحواذ على صواريخ هيلفاير أكثر من مجرد ترقية للأسلحة، إنه قفزة استراتيجية إلى الأمام، حيث تواجه البلاد تحديات إقليمية معقدة، بما في ذلك تهديدات أمن الحدود، والثغرات البحرية، وعمليات مكافحة الإرهاب.
ولذلك فإن إضافة هذه الصواريخ المتقدمة ستمكن طائرات الأباتشي المصرية من التعامل مع القوات المعادية بدقة غير مسبوقة، ما يعزز قدرتها على الاستجابة السريعة للتهديدات.
دبابة أبرامز M1A1SA
كما طلبت حكومة مصر بيعًا محتملًا لتجديد وترقية 555 دبابة أبرامز M1A1 إلى دبابات M1A1SA. ويشمل ذلك 555 مجموعة من أدوات تعزيز رؤية السائق، و555 من مشاهد المدفعي لنظام التصوير الحراري، وقاذفات قنابل الدخان M250، ومحركات الدبابات AGT-1500، وناقلات الحركة للدبابات X-1100، وقطع الغيار، ومعدات الدعم، ودعم مستوى المستودعات، والمعدات التي توفرها الحكومة (GFE)، وقطع الغيار، وبرنامج الإصلاح والإرجاع.
وأبرز خصائص دبابة أبرامز M1A1، بحسب موقع Military، هي أنها مجهزة بدروع مركبة متقدمة، والتي توفر دفاعًا قويًا ضد نيران العدو والأجهزة المتفجرة. ويوجد الوقود والذخيرة في حجرات منفصلة لحماية الطاقم من خطر انفجار ذخيرة الدبابة نفسها إذا تعرضت الدبابة للتلف. كما تعمل مجموعة النجاة في المناطق الحضرية للدبابة على تعزيز قدرة أبرامز على مواجهة التضاريس المعقدة بشكل كبير.
وتتمتع دبابة أبرامز بالقوة النارية والقدرة على الحركة والبقاء على قيد الحياة، ما يجعلها العنصر الرئيسي في فريق الأسلحة المشتركة.
كما تم تجهيز دبابة أبرامز بجهاز كمبيوتر على متنها للتحكم الرقمي في النيران والذي يمكن المدفعي من "التصويب وإطلاق النار" لاستهداف الأهداف. وهذه القدرة مقترنة بمجموعة أجهزة استشعار متقدمة، تسمح لدبابة أبرامز بالاشتباك مع الأهداف على مسافات ممتدة، ليلاً أو نهارًا، حتى في ظروف الطقس السيئة.
وتتضمن ترقية دبابة أبرامز نسختين قويتين، M1A1 SA (الوعي بالموقف) وM1A2 SEP (برنامج تحسين النظام).
وتستخدم M1A1 SA نفس التسليح الرئيسي مثل الإصدار القياسي من دبابة القتال الرئيسية M1A1، لكن مع بعض الفوارق والتطوير في التجهيز.
وتعد M1A1 SA نسخة مطورة من طراز M1A1 الأساسي بهدف إنتاج وحدات أقدم لظروف ساعة الصفر. وتم تزويد دبابات M1A1 SA بتقنيات مهمة إضافية لتعزيز الوعي الظرفي للطاقم. وتزيد حزمة الوعي الظرفي هذه من قدرة دبابة أبرامز M1A1 القتالية من خلال تزويد الجنود برسومات إلكترونية لساحة المعركة مع أيقونات للقوات الصديقة والعدو. كما تم تزويدها ببرنامج يتم بموجبه تجديد الوحدات القديمة إلى ظروف ساعة الصفر، وتم تحسين أداء وقدرة الدبابة بإضافة أجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء الموجهة للأمام (FLIR) وتحديد موقع الهدف البعيد، وهاتف المشاة للدبابة، ومعدات الاتصالات، بما في ذلك FBCB2 وBlue Force Tracking للمساعدة في الوعي الظرفي للطاقم، ومشهد حراري للمدفع الرشاش عيار 0.50، كما تم تزويدها بمكونات دروع اليورانيوم المنضب الجديدة من الجيل الثالث.
الذخائر الموجهة بدقة
وفيما يتعلق بالذخائر الموجهة بدقة، فوفقًا لوزارة الدفاع الأميركية، فإنها عبارة عن "سلاح موجه يهدف إلى تدمير هدف محدد وتقليل الأضرار الجانبية".
وعلى النقيض من الذخائر غير الموجهة مثل بعض قذائف المدفعية والصواريخ، يمكن للذخيرة الموجهة تغيير مسار رحلتها لتصحيح أخطاء الاستهداف أو الطقس أو غيرها من المشكلات، وزيادة احتمالية إصابة الذخيرة للهدف.
وتستفيد الذخائر الموجهة من مكونات التوجيه مثل وحدات القياس بالقصور الذاتي وأجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمي وأجهزة البحث بالليزر وأجهزة البحث بالرادار بموجات المليمتر.
وسواء كان الأمر يتعلق بالدفاع ضد هجوم صاروخي باليستي أو توجيه رأس حربي إلى الهدف بدقة وسرعة، فإن الذخائر الموجهة بدقة توفر قوة قاتلة متزايدة.
من خلال الاستفادة من تراث الولايات المتحدة في تصميم الأسلحة وتصنيعها، وتقنيات الطيران المثبتة، والخبرة المخصصة في هندسة أنظمة الفضاء والجوية، تضع الذخائر الموجهة المقاتل في المقام الأول من خلال تقديم تقنيات أسلحة متفوقة لدعم برامج وزارة الدفاع المهمة.
وتنقسم الذخائر الموجهة إلى نوعين، هما قذيفة المناورة طويلة المدى "أرض-أرض"، والقذيفة متوسطة العيار "أرض-جو".
وتوفر قذيفة المناورة طويلة المدى 2-3 أضعاف المدى مقارنة بالقاذفات الأخرى حاليا، كما تضم مسارات مصممة للتعامل مع الأهداف غير المرئية، ولديها قدرة أكبر على المناورة والدقة لهزيمة الأهداف الثابتة أو المتحركة، كما يوفر شكل المقذوف رفعًا عاليًا فوق السحب، ما يتيح نطاقات انزلاق طويلة جدًا.
كما توفر المرونة والحمل لدعم متطلبات المهام المختلفة، بما في ذلك مهام الضرب والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. ولا يتطلب التصميم الفريد والمبسط للقذيفة أي دفع مساعد، ما يوفر مدى متزايدًا بدون مساعدة صاروخية.
وتعتبر قذيفة المناورة طويلة المدى قابلة للتطوير لتناسب أصول المدفعية الحالية، ما يضمن التوافق مع القاذفات والمحملات القديمة. وتم إجراء اختبارات ناجحة لضمان القدرة على البقاء والأداء والديناميكا الهوائية.
إما بالنسبة لقذيفة متوسطة العيار، فأبرز خصائصها أنها منخفضة التكلفة، وسهلة المناورة. وتضم قذيفة متوسطة العيار من GA-EMS عالية الجاذبية ومقواة ضد التداخل الكهرومغناطيسي لتحقيق تسارعات شحنة كهرومغناطيسية ودافعة فائقة. وتم الانتهاء من تصميمها وإجراء اختبار مكثف لها باستخدام كل من مدافع السكك الحديدية وقاذفات البارود التقليدية.