وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير
بن غفير اقتحم باحات المسجد الأقصى وسط إجراءات أمنية مشددة

أعربت مصر عن إدانتها بأشد العبارات للاقتحام الذي قام به وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى تحت حماية قوات الشرطة الإسرائيلية. 

وأكدت مصر رفضها التام "لهذه الخطوة التي تعتبر استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين حول العالم".

وحذرت القاهرة في بيان صادر عن الخارجية المصرية من خطورة هذه "التصرفات المتطرفة التي تمثل خرقًا فاضحًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى"، مشددة على أن هذه الممارسات تمثل "تصعيدًا غير مقبول يجب التوقف عنه فورًا. "

كما دعت إسرائيل إلى الالتزام بمسؤولياتها القانونية بصفتها "قوة احتلال"، والامتناع عن أي إجراءات تمس قدسية المسجد الأقصى باعتباره مكان عبادة خالصًا للمسلمين.

وطالبت مصر المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف "هذه الانتهاكات المتكررة التي تهدد فرص التعايش السلمي، وتقوض الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة". 

وشددت مصر على أهمية التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

والخميس، اقتحم بن غفير، باحات المسجد الأقصى وسط إجراءات أمنية مشددة، بحسب مصادر محلية.

وقال مكتب الوزير إنه "احتفالاً بعيد الحانوكا، صلى بن غفير من أجل سلامة جنودنا وعودة المخطوفين، الأحياء والأموات، وتحقيق النصر الكامل في الحرب".

واستنكرت أحزاب عربية، ونواب كنيست عرب، خطوة بن غفير، مشيرين إلى أنها محاولة لإشعال المنطقة وعرقلة أي جهود لتحقيق التهدئة.

فيما قال مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان مقتضب، إن "الوضع القائم (في المسجد الأقصى) لم يتغير".

ويذكر أن بن غفير سبق وأن اقتحم الأقصى مرات عديدة قبيل الحرب في غزة وخلالها، وأثارت تصرفاته موجة من الردود المنددة والمستنكرة.

مسؤولون مصريون قالوا إن اتفاقية السلام في خطر
مسؤولون مصريون قالوا إن اتفاقية السلام في خطر

بعد استمرارها لما يقرب من نصف قرن، باتت اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل مهددة بسبب خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، وفق رسالة مصرية سلمت لواشنطن وإسرائيل ودول أوروبية، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

ورفضت الحكومة المصرية، الخميس، الجهود المبذولة لنقل الفلسطينيين من غزة باعتبارها "انتهاكا صارخا" للقانون الدولي يمكن أن يقوض محادثات وقف إطلاق النار ويهدد العلاقات في الشرق الأوسط. 

"هذا السلوك يثير عودة الأعمال العدائية ويشكل مخاطر على المنطقة بأكملها وأسس السلام"، وفق القاهرة التي تشن حملة دبلوماسية خلف الكواليس ضد الاقتراح.

وقال مسؤولون مصريون، تحدثوا للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المحادثات المغلقة، إن القاهرة أوضحت لإدارة ترامب وإسرائيل أنها ستقاوم أي اقتراح من هذا القبيل، وأن اتفاق "كامب ديفيد" للسلام مع إسرائيل "معرض للخطر".

وأوضح أحد المسؤولين أن الرسالة سلمت إلى البنتاغون ووزارة الخارجية وأعضاء الكونغرس الأميركي. وقال مسؤول ثان إنه تم نقلها أيضا إلى إسرائيل وحلفائها في أوروبا الغربية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

 وأكد دبلوماسي غربي في القاهرة تحدث أيضا دون الكشف عن هويته أنه تلقى رسالة مصر عن معارضتها القوية عبر قنوات متعددة. وقال الدبلوماسي إن مصر جادة للغاية وتعتبر الخطة تهديدا لأمنها القومي.

وقال الدبلوماسي إن مصر رفضت مقترحات مماثلة من إدارة بايدن والدول الأوروبية في وقت مبكر من الحرب، التي اندلعت بسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل. 

وتم طرح المقترحات السابقة بشكل خاص، بينما أعلن ترامب عن خطته في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتقول إسرائيل إنها بدأت الاستعدادات لمغادرة الفلسطينيين "الطوعية" من غزة على الرغم من الرفض الدولي لخطة ترامب.

وحاول مسؤولون في إدارة ترامب التراجع عن بعض جوانب الاقتراح بعد أن قوبل برفض واسع النطاق دوليا، قائلين إن نقل الفلسطينيين سيكون مؤقتا. لكن لم يقدموا سوى القليل من التفاصيل.

وطرح ترامب، الثلاثاء، خلال استقباله نتانياهو في البيت الأبيض فكرة غير مسبوقة تقضي بأن تتولى الولايات المتحدة زمام الأمور في غزة بهدف إعادة إعمارها وتطويرها اقتصاديا بعد أن يتم نقل سكان القطاع الفلسطيني إلى مصر والأردن اللذين سارعا إلى رفض هذه الفكرة، على غرار ما فعل الفلسطينيون أنفسهم ودول عديدة حول العالم.