زحمة سير خانقة في أحد شوارع القاهرة - صورة أرشيفية.
من العاصمة المصرية القاهرة

شدد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأحد، على أن طرح 10 شركات حكومية للبيع، بينما شركات تابعة للجيش، سواء من خلال البورصة أو لمستثمر استراتيجي يأتي في في إطار تنفيذ "وثيقة سياسة ملكية الدولة" والجهود المبذولة لدعم دور القطاع الخاص، وزيادة مساهمته في النشاط الاقتصادي.

وجاءت تصريحات مدبولي عقب متابعته إجراءات طرح شركتي "صافي" و"وطنية" التابعتين للقوات المُسلحة ضمن برنامج الطروحات الحكومية.

وأكد مدبولي أنه ضمن ما تم الإعلان عنه الشهر الماضي، سيتم طرح 4 شركات تابعة للقوات المسلحة، هي "وطنية" و"صافي" و"سايلو" و"شيل أوت".

وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تعتزم متابعة إجراءات طرح الشركات المُشار إليها خلال العام الجاري 2025، وتحديد البرنامج الزمني لعملية الطرح.

بدروه، أوضح وزير المالية أحمد كوجك، أهمية مُتابعة طرح الشركات العشر المُعلن عنها في إطار التزام الدولة بتنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة ودعم القطاع الخاص، وهو ما يأتي في إطار الهدف الأشمل وهو تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.

وأشار تحديدا إلى أن طرح شركتي "صافي" و"وطنية" التابعتين للقوات المسلحة يُمثل بادرة إيجابية بشأن بدعم دور القطاع الخاص، وتحسين مناخ الاستثمار.

ومن جانبه، تناول مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، الجهود التي يقوم بها الجهاز لإعداد شركات القوات المسلحة لعملية الطرح، وفقاً للتوقيتات المُحددة.

وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، كشف في ديسمبر الماضي أن القاهرة ستطرح حصصا في 10 شركات مملوكة للدولة، على الأقل، في يناير.

ولطالما أثار وضع الشركات التابعة للقوات المسلحة سجالا في مصر، وسط تقارير عن مطالب صندوق النقد الدولي خلال مراجعات بشأن قروضه إلى القاهرة، بتقليص دور المؤسسة العسكرية بالاقتصاد المصري.

وفي أكتوبر الماضي دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى مراجعة الموقف مع صندوق النقد الدولي، في حال تسبب برنامجه للإصلاح الاقتصادي في ضغط "لا يتحمله الناس".

واعتبر السيسي أن مصر نفذت برنامجًا للإصلاح الاقتصادي منذ عام 2016، نجحت فيه بجهدها وقت استقرار الأوضاع الإقليمية والدولية.

لكنه توجه برسالة إلى المؤسسات الدولية المعنية، صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مشيرا إلى أن البرنامج الحالي يطبق في ظل ظروف إقليمية ودولية شديدة الصعوبة، لها تأثيرات سلبية للغاية على العالم كله، وهناك ركود اقتصادي محتمل في السنوات المقبلة.

سجن بدر في مصر - فرانس برس
سجن بدر في مصر - فرانس برس

بسبب "السوار الذكي"، شهد البرلمان المصري جدلا خلال مناقشات مشروع قانون الإجراءات الجنائية، بسبب هذه التقنية المقترحة لتكون بديلا عن الحبس الاحتياطي. لكن في النهاية رُفض المقترح لأسباب من بينها أنه "ينال من حرية الفرد".

ووافق مجلس النواب على 39 مادة من مشروع القانون، بينها المادة 112 المتعلقة بتنظيم الحبس الاحتياطي، الذي يقضي بموجبه أشخاص سنوات في الحبس دون إحالة إلى المحاكمة.

وقدم نواب برلمانيون مقترح "السوار الذكي" المستخدم في عدد كبير من دول العالم، حيث قال النائب عن الحزب المصري الديمقراطي، فريدي البياضي، إنه إجراء متبع "منذ سنوات في لبنان والأردن والجزائر".

وأضاف، وفق تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، من بينها "مدى مصر"، أن المتهم حينها "لن يكون مضطرا لزيارة قسم الشرطة لإثبات حضوره"، وهو تدبير احترازي بديل عن الحبس الاحتياطي، الذي يذهب خلاله المتهم إلى قسم الشرطة لعدة ساعات خلال اليوم بشكل دوري أسبوعيا.

"صرت محامية أبي".. قصة صحفي مصري ضاع عمره "احتياطيا"
في السادس والعشرين من سبتمبر عام 2016، علمت طالبة الثانوية العامة، ميرنا، بنبأ القبض على والدها المصور الصحفي المصري، حمدي مختار.

بعد سنوات من الحبس الاحتياطي أحيل في الخامس من يناير الجاري إلى المحاكمة، وكانت ابنته هي المحامية التي تمثله.

لكن المناقشات انتهت برفض المقترح لتعديل المادة التي تسمح بالحبس الاحتياطي في حالات من بينها "توقي الإخلال الجسيم بالأمن والنظام العام، الذي قد يترتب على جسامة الجريمة. وفي جميع الأحوال يجوز حبس المتهم احتياطيا إذا لم يكن له محل إقامة ثابت ومعروف في مصر، وكانت الجريمة جناية أو جنحة معاقبا عليها بالحبس".

النائب عاطف مغاوري، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، قال في تصريحات تلفزيونية، إن الرفض جاء لأسباب من بينها أن "السوار يتبع الشخص الذي يقيم وسط أسرة، وبالتالي يتم انتهاك الأسرة التي تعيش مع الشخص".

وحينما واجه سؤالا حول أن السوار يتبع الحركة فقط ولا يصدر أصواتا، قال: "هذه مسألة إلكترونية.. لا مانع من تطبيق الأمر في المستقبل حال الطمأنة لنظام يتحكم به، وتحديد من سيديره ويتتبع".

كما نقل "مدى مصر" عن عضو اللجنة الفرعية لإعداد وصياغة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، عمرو يسري، قوله إن السوار يسمح للأجهزة الأمنية بالتردد على منزل المتهم حال فقدان الإشارة الصادرة عنه، "مما يمس حرمة المنزل".

وتابع: "هناك رأي قانوني بأنها تنال من الحرية الفردية للأشخاص.. حامل السوار سيُنظر إليه كشخص غير طبيعي، ويشعر بالانحطاط النفسي وكأنه مدان".

وزير الشؤون النيابية، محمود فوزي، كان حاضرا في الجلسة، وتحدث عن أن عدم تطبيق نظام السوار الذكي يتعلق بمسألة "جاهزية البنية التكنولوجية اللازمة لذلك"، داعيا إلى "عدم وضع نص لا قدرة على تطبيقه".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكد في أغسطس الماضي، على أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس الاحتياطي، والحفاظ على طبيعته كإجراء وقائي تستلزمه ضرورة التحقيق، من دون أن يتحول إلى عقوبة.

ومن المقرر أن تتواصل مناقشات مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي لاقت نصوصه انتقادات نقابية وحقوقية في مصر.

نقابتا المحامين والصحفيين المصريتين ومنظمات حقوقية محلية ودولية وأحزاب سياسية وخبراء أُمميون مستقلون، أصدروا بيانا مشتركا في ديسمبر الماضي، قال إن مشروع القانون "يمكّن مسؤولي النيابة العامة والقضاة من إبقاء الناس محبوسين احتياطياً لأشهر أو سنوات، من دون جلسات استماع مناسبة أو أدلة على ارتكاب مخالفات".