السيسي بلقطة أرشيفية
المنصور دعا إلى إطاحة حكم السيسي

جاء إعلان السلطة الحاكمة في سوريا، الأربعاء، عن اعتقال مصري، كان يقاتل مع جماعات متشددة لإسقاط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ليثير تكهنات عدة بشأن أسباب تلك الخطوة، وتبعاتها، وتأثيرها على ما تبدو إلى الآن علاقة شائكة بين القاهرة ودمشق الجديدة.

وأفاد مصدر بوزارة الداخلية السورية بأنه تم إلقاء القبض على أحمد المنصور، بعدما بث تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، هدد فيها الحكومة المصرية.

ونشر المنصور مقاطع فيديو وتدوينات عقب سقوط نظام الأسد، مرتديا الملابس العسكرية وحاملا السلاح، موجها حديثه للسلطات المصرية، داعيا إلى "إسقاط (نظام الرئيس عبد الفتاح) السيسي".

وتتعامل مصر بحذر مع الإدارة الجديدة في سوريا، في ظل وجود تنظيمات مسلحة مصنفة إرهابية، شاركت في الإطاحة بالأسد، تضم في صفوفها مسلحين أجانب، من بينهم مصريون.

وشدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الأحد، على ضرورة عدم "إيواء أي عناصر إرهابية" على الأراضي السورية، وذلك خلال كلمته في اجتماع عربي موسع بشأن سوريا، عقد بالعاصمة السعودية الرياض.

وكان لافتا أن عبد العاطي، الذي تبادل قبل ذلك بأيام أول اتصال مع نظيره السوري أسعد الشيباني، لم يظهر في الرياض بأي صورة تجمعه بالأخير.

كما لم يظهر بحسابات وزارة الخارجية المصرية الرسمية أي ذكر للقاء ربما يكون جمع الاثنين، في وقت نشر حساب الوزارة على فيسبوك صورا وأنباء عن لقاءات للوزير المصري من بينهم وزراء الخارجية التركي هاكان فيدان، والسعودي فيصل بن فرحان، والأردني أيمن الصفدي، والبحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، وآخرون.

وبدا عدم الإعلان عن تواصل الوزيرين المصري والسوري على هامش اجتماع خصص لبحث "الشأن السوري" بمثابة علامة أخرى على "حذر مصري" بشأن التعاطي مع السلطة الجديدة في دمشق.

وفي هذا السياق ربما تساعد خطوة اعتقال المنصور على تخفيف قلق مصر من اعتلاء هيئة تحرير الشام المسلحة، التي قادت الإطاحة بالأسد الشهر الماضي، السلطة.

ونقلت "رويترز" عن مصادر أمنية مصرية إن القاهرة لم تطلب بشكل مباشر اعتقال المنصور، لكنها أبدت عبر تواصل استخباراتي، مع أطراف ثالثة، غضبها من عودة ظهور متشددين مصريين هاربين في سوريا.

وبحسب المصادر ترى مصر أن الاضطرابات في سوريا قد تساعد تلك الفصائل الإسلامية على إعادة تنظيم صفوفها.

ولم تصدر وزارتا الداخلية أو الخارجية في مصر أي تعليق على اعتقال المنصور، أو المطالبة بتسليمه حتى مساء الأربعاء.

ونشر المنصور مقطعا مصورا هذا الأسبوع قال فيه إن السيسي سيلقى نفس مصير الأسد.

كما نشر صورة ظهر فيها إلى جانب 4 ملثمين ومن خلفهم لافتة كتب عليها "حركة ثوار 25 يناير"، في إشارة إلى الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في 2011.

وذكرت المصادر أن السلطات ألقت القبض على المنصور، الأربعاء، وهو معتقل حاليا في مركز احتجاز.

وكانت وسائل إعلام مصرية مرتبطة بالدولة أكثر صراحة في انتقاد التغيير في دمشق وأبدت مخاوف من عودة جماعة الإخوان المسلمين في ظل السلطة الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام.

والإخوان المسلمون، واحدة من أكثر الحركات الإسلامية نفوذا وأقدمها في العالم العربي، وهي جماعة محظورة في العديد من الدول العربية ومن بينها مصر، وكانت محظورة في سوريا في عهد عائلة الأسد.

وقال مصدر عربي لرويترز إن "(السلطات السورية) هي التي ألقت القبض عليه بعدما تلقت الرسالة من الحملة الإعلامية المصرية".

وأضاف "إنها إشارة إلى القاهرة التي تعتبر هذه القضية مهمة للغاية".

وانضم آلاف الأجانب من المسلمين السُنة إلى المعارضة السورية المسلحة في وقت مبكر من الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما للقتال ضد حكم الأسد والمجموعات المسلحة الشيعية المدعومة من إيران.

ومُنح علاء محمد عبد الباقي، الذي حكمت محكمة مصرية عليه بالسجن المؤبد غيابيا بتهمة الإرهاب في 2016 ، رتبة عسكرية في القوات المسلحة السورية أواخر الشهر الماضي.

وفي ديسمبر، انتشرت على نطاق واسع صورة لقائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع بصحبة محمود فتحي، وهو متشدد مصري آخر محكوم عليه بالإعدام في مصر.

ولم يصدر تعليق من القاهرة بشأن الصورة.

صافي الأصول الأجنبية ارتفع في مصر - رويترز
مصر.. توقعات بتدفقات مالية (رويترز)

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، إن لجنة التجارة الدولية بالبرلمان الأوروبي أقرت الشريحة الثانية من حزمة تمويل الاتحاد الأوروبي لمصر بقيمة 4 مليارات يورو.

وأضاف "نتوقع أن يتم التصويت عليها في كامل البرلمان الأوروبي خلال الأسابيع المقبلة، ونأمل أن يتم ذلك بشكل سهل وسلس"، مشيرا إلى أن مصر تسلمت الشريحة الأولى من هذه الحزمة في ديسمبر بقيمة مليار يورو.

ويبلغ إجمالي قيمة الحزمة 7.4 مليار يورو، وهي الحزمة التي تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديمها على مدى السنوات المقبلة بعد رفع العلاقات بين الجانبين لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في مارس 2024.

وجاءت تصريحات عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس في القاهرة.

وقال عبد العاطي إنه اتفق مع كالاس خلال محادثاتهما اليوم على تفعيل المحور السياسي من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين من خلال "عقد القمة المصرية الأوروبية الأولى خلال العام الجاري".

كما أشار إلى أنهما ناقشا الأعباء التي تتحملها مصر نتيجة استقبال ملايين اللاجئين من دول محيطة وقعت فريسة للصراعات والحروب الأهلية.

وقال "تحدثت عن استضافة مصر لحوالي 10 ملايين ضيف أو لاجئ أجنبي، وتطلعنا إلى المزيد من الدعم والمؤازرة من جانب الاتحاد الأوروبي حتى نستطيع التعامل مع التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تتحملها مصر نتيجة لأعباء استضافة هذا العدد الهائل من الضيوف الأجانب".

وأضاف أن تزايد هذه الأعباء يأتي في وقت "نواجه فيه تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة لاعتبارات خارجية وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية وانعكاساتها على أسعار الغذاء، وأيضا الأزمة المتصاعدة في منطقة البحر الأحمر وانعكاساتها على إيرادات قناة السويس التي فقدت أكثر من 65 بالمئة من إيراداتها، بإجمالي يفوق 8 مليارات دولار".