بملامح منهكة وشعر أبيض قصير وملابس شتوية وصورة لعلاء عبد الفتاح، تقف ليلى سويف والدة الناشط المصري السجين، بشكل دوري أمام مقر الحكومة البريطانية.
ترفع سويف صورة نجلها وترسم على الأرض علامات بعدد أيام إضرابها عن الطعام الذي تجاوز المئة، مطالبة لندن بالتدخل للإفراج عن نجلها الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية.
قالت السيدة التي قاربت سنوات عمرها السبعين، لموقع "الحرة"، إنها في بريطانيا لحضور جلسات لمجلس العموم (البرلمان)، بدعوة من نواب داعمين لقضية نجلها.
تحدثت سويف مع موقع "الحرة"، عندما كانت في طريقها إلى مقر الحكومة في "داونينغ ستريت" لوقفتها المعتادة، قبل أن توضح أنها حاضرة أيضا في جلسة برلمانية، تم استجواب الحكومة فيها بشأن قضيتها ونجلها.
Laila took a break from standing outside Downing Street to spend time with her grandson Khaled in Brighton this weekend.
— Free Alaa (@FreedomForAlaa) January 19, 2025
All she wants is this normal time with her children and grandchildren, away from prison walls.
Day 112 of her hunger strike.
Let Laila live#FreeAlaa pic.twitter.com/8X08AAF3af
ونشر حساب تديره أسرة الناشط المصري، يحمل اسم "الحرية لعلاء"، الأحد، صورة لسويف على سرير ويحتضنها حفيدها خالد، نجل علاء.
وكتبت الأسرة: "اليوم 112 للإضراب عن الطعام.. كل ما تريده هو قضاء وقت عادي مع أبنائها وأحفادها بعيدا عن جدران السجن".
معركة في بريطانيا
تعيش سويف بين مصر حيث تزور علاء بشكل شهري في سجنه، وبين بريطانيا حيث يتواجد أفراد من الأسرة، من بينهم حفيدها وابنتها، وحيث تخوض أيضا معركة لوضع ضغط على الحكومة البريطانية، من أجل بذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح عبد الفتاح.
109 days of hunger strike #FreeAlaa pic.twitter.com/N8FSkAmxNn
— Free Alaa (@FreedomForAlaa) January 16, 2025
وحكم على عبد الفتاح (42 عاما) الموقوف في مصر منذ 29 سبتمبر 2019، بالسجن 5 سنوات، بعد إدانته بتهمة نشر "معلومات كاذبة" إثر إعادة نشره على فيسبوك منشورا يتّهم شرطيا بالتعذيب.
وفي سبتمبر 2024، أُثير جدل حول موعد الإفراج عنه، حيث أكدت عائلته أنه من المفترض أن يطلق سراحه بعد انتهاء مدة الحكم، بينما تشير السلطات إلى موعد آخر في 2027.
وتخشى سويف ألا يتم "الإفراج عن علاء أبدا".
النائب في البرلمان البريطاني، براندن أوهارا، هو أحد النواب في المملكة المتحدة الذين يعملون على قضية عبد الفتاح.
وقال أوهارا المنتمي للحزب القومي الإسكتلندي، في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة": "ننتظر أن تتحرك الحكومة البريطانية بشكل جاد في القضية. ومجددا قدمنا تساؤلات للحكومة من أجل العمل على إطلاق سراح علاء".
اتهم أوهارا الحكومة البريطانية بـ"عدم القيام بما يكفي في القضية"، مشيرا إلى أنها "يجب أن تتحرك بنهج شامل وبتكامل بين الوزارات، من أجل ضمان إطلاق سراح عبد الفتاح".
وأشار في حديثه، إلى بعض السبل التي من الممكن أن تلجأ لها الحكومة البريطانية للضغط على السلطات المصرية للإفراج عن عبد الفتاح، من بينها على سبيل المثال، "تغيير إرشادات السفر إلى مصر".
وتابع: "هذا قد يجبر الحكومة المصرية على التحرك، فالسياح البريطانيون مهمون جدا للاقتصاد المصري".
وخلال جلسة الأسبوع الماضي، أجاب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، على تساؤلات حول قضية عبد الفتاح، وتواصل الحكومة مع نظيرتها في مصر.
وقال لامي خلال جلسة حضرتها سويف: "كتب رئيس الحكومة في 26 ديسمبر وفي 8 يناير إلى الرئيس (المصري عبد الفتاح) السيسي، وزار مستشار الأمن القومي جوناثان باول مصر في الثاني من يناير".
وأضاف أنه التقى مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، في السعودية.
وأكد لامي: "تبقى هذه قضيتنا الأولى. طرحناها في كل مناسبة، ونواصل الضغط من أجل إطلاق سراحه".
"امرأة شجاعة"
يعد عبد الفتاح أحد رموز ثورة يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس الراحل حسني مبارك، كما أنّه من أبرز معارضي الرئيس الحالي، السيسي، وقد دخل السجن عدة مرات منذ 2006.
وقال النائب أوهارا للحرة: "عندما علمت بقضية علاء كان الظلم واضحا جدا، فهو مواطن بريطاني حُرم من الحقوق الأساسية".
Thank you @BrendanOHaraMP for coming by Downing Street earlier this morning and for all your continued support to #FreeAlaa pic.twitter.com/E90Y28o0KV
— Free Alaa (@FreedomForAlaa) January 14, 2025
وتابع: "نشعر بألم لاحتجاز مواطن بريطاني بلا دعم أو حماية كان يجب أن توفرهما حكومته، مثلما تفعل حكومات مثل أميركا وإيطاليا مع مواطنيها".
أوهارا وجه تحذيرا إلى الحكومتين في بريطانيا ومصر، وقال: "تتعاملون مع شخص شجاع ومصمم (ليلى سويف)، وعليكم التحرك لإنها السجن الظالم لعلاء عبد الفتاح".
وتابع: "أتذكر قولها إنها ستفعل كل ما بوسعها لإحراج الحكومتين حال عدم الإفراج عن علاء. وجهت لهم تحذيرا بأنها ستواصل الإضراب، حتى لو كلفها حياتها".
وحول صحتها، قالت سويف للحرة: "جيدة حتى الآن.. ولا نعلم ما سيحدث".