كشفت ليلى سويف (68 عاما)، والدة الناشط المصري البريطاني البارز، علاء عبد الفتاح، المسجون في مصر، عن فحوى رد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على طلبها المساعدة في الإفراج عنه.
وخسرت سويف ثلث وزنها خلال إضرابها المتواصل عن الطعام منذ 134 يوما، وتعيش على القهوة والشاي والأكياس المخصصة لتعويض السوائل في الجسم منذ 29 سبتمبر 2024، اليوم الذي أكمل فيه نجلها خمس سنوات في السجن مع احتساب الفترة التي قضاها معتقلا قبل المحاكمة.
وواجهت سويف برد الشتاء القارس للتظاهر خارج مكتب ستارمر في كل يوم عمل منذ اليوم الذي كان من المفترض أن يتم فيه الإفراج عن ابنها، حيث دعته من هناك إلى ضمان إطلاق سراح ابنها محذرة "لم يعد لدي متسع من الوقت".
Today's press conference outside Downing Street. Laila was joined for the final time by Australian journalist @PeterGreste, once imprisoned with Alaa, who today finishes his 21 day hunger strike in support to #FreeAlaa @Keir_Starmer wrote to Egyptian President Sisi over a month… pic.twitter.com/QZht9Ryfj7
— Free Alaa (@FreedomForAlaa) February 10, 2025
ويُعد عبد الفتاح أحد رموز ثورة يناير 2011، التي أطاحت الرئيس الراحل حسني مبارك، وهو أبرز معارضي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وقد دخل السجن عدة مرات منذ 2006.
وأوقفت السلطات المصرية الناشط في سبتمبر 2019 وصدر حكم بسجنه خمس سنوات بعد إدانته بـ"نشر معلومات كاذبة" عبر مشاركة منشور على فيسبوك عن التعذيب في السجون المصرية.
وتقول السلطات في مصر إن تاريخ الإفراج عن عبد الفتاح سيكون يوم 3 يناير 2027، بعد 5 سنوات من تاريخ التصديق على الحكم عليه، وليس بعد 5 سنوات من تاريخ القبض عليه.
وسبق أن صرحت سويف لموقع "الحرة" في أكتوبر الماضي، بأن إضرابها عن الطعام جاء "كرسالة واضحة" بعدما أنهى نجلها فترة سجنه إثر "حكم جائر، ولم يخرج".
وكشف خالد علي، محامي أسرة الناشط في ديسمبر الماضي أن شقيقتيه تقدمتا إلى رئاسة الجمهورية بطلب "عفو رئاسي"، بواسطة مجموعة من السياسيين البارزين.
والتقت سويف في نوفمبر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي توجه إلى القاهرة، الشهر الماضي، للضغط على السلطات المصرية لإطلاق سراح ابنها الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية.
لكن سويف تطالب بعقد لقاء مع ستارمر الذي تقول إن بإمكانه المساعدة أكثر، وفق مقابلة مع فرانس برس.
وقالت لوكالة من منزلها في جنوب لندن "كتبت له رسالة طلبت فيها الاجتماع به". وأضافت "وصلني رد لم يأت على ذكر اللقاء وكرر أن هذه القضية تتصدر أولوياته، لكنه قال أيضا إن المسألة ستستغرق وقتا"، مؤكدة "لم يعد لدي متسع من الوقت".
وترى سويف أن ستارمر هو الشخص الوحيد القادر على التدخل عبر الضغط على الرئيس المصري.
وقالت لصحفيين الاثنين أثناء تظاهرة أمام داونينغ ستريت "لا أفهم سبب فشل السيد ستارمر في الاتصال بالسيد السيسي أو التحدث معه مباشرة". وأضافت "تدار الأمور بشكل هرمي في مصر. ولن يحدث أي شيء ما لم يصدر الضوء الأخضر من السيد السيسي".
وتأمل حاليا أن تدفع تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأخيرة عن الأمن في الشرق الأوسط المملكة المتحدة ومصر للتقارب، وهو ما ترى أنه قد يصب في مصلحة ابنها.
وأكدت أن ابنها سيعيش حياة هادئة في المملكة المتحدة حيث سيعتني بابنه خالد (13 عاما) الذي يعاني من التوحد، إذا أطلق سراحه.
وفقدت سويف 28 كيلوغراما من وزنها منذ بدأت إضرابها عن الطعام، وباتت ضعيفة وبطيئة الحركة.
وأُدخلت الأسبوع الماضي إلى مستشفى في لندن حيث قال أطباء إنها تعاني من انخفاض في ضغط الدم وفي مستويات السكر والبوتاسيوم.
وكانت آخر مرة رأت سويف ابنها في السابع من يناير في سجنه في القاهرة. وقالت "يريد أن يضرب هو أيضا عن الطعام. إنه يتألم لقيامي بذلك.. وهو جالس في زنزانته يعد الساعات والأيام".
وأضافت "كان سعيدا برؤيتي أقف على قدمي. بالتأكيد يشعر بقلق بالغ". لكن سويف، وهي نفسها ناشطة، لن تتراجع.
وقالت: "سأبقى هنا إلى حين حل هذه المسألة بطريقة أو بأخرى... سأواصل إضرابي عن الطعام إلى أن يتم إطلاق سراح علاء أو أنهار تماما، ولربما أموت حتى. في كل مرة أزوره، أفكر في أن هذه الزيارة قد تكون الأخيرة. أعتقد أنه يفكر في ذلك أيضا".