في الذكرى الثمانين لانتصار الجيش السوفيتي على ألمانيا النازية في معركة ستالينغراد، حذر الرئيس، فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة وحلفائها من أنهم لا يستطيعون هزيمة روسيا، رغم كل الدعم الذي يقدمونه لأوكرانيا.
وقال بوتين بمناسبة الاحتفال بذكرى ستالينغراد، الخميس، إن "أولئك الذين يتوقعون الفوز على روسيا في ساحة المعركة، لا يفهمون أن حربا معاصرة مع موسكو ستكون مختلفة تماما بالنسبة لهم".
وتابع في إشارة إلى الدعم الغربي المتزايد لكييف وإمدادات الأسلحة: "نحن لا نرسل الدبابات إلى حدودهم ولكن لدينا الوسائل للرد ولن تقتصر على المدرعات، يجب على الجميع فهم هذا ".
ومع اقتراب غزو بوتين من عامه الثاني، يسعى الكرملين، إلى تعزيز الدعم الشعبي للجهود الحربية الآخذة في الاتساع، وإلى تصوير حربه على أنها معركة ضد محاولات الولايات المتحدة وحلفائها إخضاع روسيا، بحسب وكالة بلومبرغ.
وكان حلفاء أوكرانيا حريصين على تجنب الصراع المباشر مع قوات موسكو، على الرغم من أنهم يزيدون بشكل مطرد من إمدادات الأسلحة، فيما تؤكد كييف مرارا على أن هدفها إخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، بحسب الوكالة.
وتظل معركة ستالينغراد بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية (1942-1943) رمزا وطنيا قويا لدى الروس، ولحظة حاسمة فيما يعرف في روسيا باسم "الحرب الوطنية العظمى"، واستمر القتال فيها لأكثر من ستة أشهر، مخلفة ما يقرب من مليوني شخص من الجانبين، قبل أن تنتهي باستسلام القوات الألمانية.
ومنذ أعوام، يقدم الرئيس الروسي نفسه مدافعا شرسا عن ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، الأمر الذي يشكل مصدر فخر كبير للروسيين.
ويعمد بوتين منذ بدأ غزو أوكرانيا في فبراير 2022، إلى إيقاظ هذه المشاعر لدى مواطنيه، مؤكدا أن المسؤولين السياسيين في كييف "نازيون جدد" يقفون وراء "إبادة" الشعوب الناطقة بالروسية في البلد المجاور.
واعتمد مجددا هذا الخطاب الخميس، أمام عسكريين يحملون أوسمة ومسؤولين رسميين في فولغوغراد (جنوب غرب) التي كانت تسمى ستالينغراد.
وقال بوتين "هذا أمر لا يصدق لكنه حقيقي. نحن مهددون مجددا بدبابات ليوبارد ألمانية (...) مرة أخرى، يريد خلفاء هتلر محاربة روسيا على الأراضي الأوكرانية باستخدام باندرفوتسي"، الاسم الذي أطلق على أنصار القومي المتطرّف الأوكراني، ستيبان بانديرا، (1909-1959) الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وبدأت موسكو تكثف تحركاتها للسيطرة على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا، بعد استيلائها مؤخرا على مدينة سوليدار القريبة، في أول انتصار لقواتها منذ أشهر طويلة من الهزائم الميدانية.
وضمت روسيا بشكل غير قانوني أربع مناطق أوكرانية في سبتمبر الماضي، وعلى الرغم من سيطرتها الجزئية عليها، بدأت قواتها بالتراجع في عدد من جبهاتها.
من جهته أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن بلاده التي تواجه غزوا روسيا تستحق أن تبدأ مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي بعد محادثات مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لايين، "أعتقد أن أوكرانيا تستحق أن تبدأ هذا العام مفاوضات بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي".
وأضاف أن المزيد من الاندماج مع التكتل الأوروبي سيلهم الأوكرانيين ويمنحهم "حافزا" للقتال ضد القوات الروسية.
وتستضيف كييف، الجمعة، قمة رفيعة المستوى بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا.
يأتي ذلك في وقت أعرب برلمانيون من عشرين دولة عن رغبتهم في حظر مشاركة الوفد الروسي، في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المقرر عقده في نهاية الشهر في فيينا.