فيتامين "د" قد يكون غير مفيد
فيتامين "د" قد يكون غير مفيد | Source: Courtesy Image

غيرت إرشادات طبية حديثة ناقشتها جمعيات طبية رائدة المفاهيم السائدة بشأن فوائد تناول زيت السمك (أوميغا 3) وفيتامين "د" كمكملين غذائيين لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وأصدرت هذه الإرشادات مؤخرا الجمعية الأميركية للقلب، والكلية الأميركية لأمراض القلب، وهي مدعومة من العديد من المجموعات الطبية.

وقالت أسوشييد برس إن مؤلفي الدراسات التي استندت إليها الإرشادات ليست لديهم روابط مالية بشركات الدواء.

وأجريت دراسة شارك فيها حوالي 26 ألف شخص يتمتعون بصحة جيدة، وقد أعطي كل واحد منهم غراما واحدا يوميا من مركب لحمضي (EPA) و(DHA) وهما من أنواع الأحماض الدهنية (أوميغا 3)، وأعطوا أيضا جرعات من فيتامين "د". وكشفت النتائج أنها لم تؤد إلى تقليل مخاطر إصابتهم بأمراض القلب.

الطبيب ستيف نيسين، من "كليفلاند كلينيك" قال إن المكملين "غير ضارين لكنهما ليسا مفيدين" ونصح بعدم التعود عليهما إلا في حال وجود فائدة قصوى تستدعي ذلك.

وقال الدكتور ديباك بهات من بوسطن: "لا تضيع أموالك على تلك المكملات الغذائية" التي لا تخضع للتنظيم الجيد وذات النوعية المتفاوتة.

ويأمل خبراء في الصحة أن يساهم تعارض الإرشادات مع الإعلانات التجارية لبعض المكملات في أن تغير تفكير العامة في أن الأقراص يمكن أن تكون بمثابة إصلاح سريع للتخفيف من تأثير النظام الغذائي السيئ وأساليب الحياة غير الصحية.

اقرأ أيضا:

دراسة: فيتامين 'د' قد لا يحسن صحة عظام البالغين
 

 

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.