الأرق
الأرق

هل أنت من مستخدمي أجهزة تتبع نشاط الجسم أثناء النوم؟ هل تعاني من الأرق؟

قد تكون تلك الأجهزة وراء متاعبك.

نقلت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية عن خبراء قولهم إن أجهزة تتبع النوم العصرية قد تسبب حدوث الأرق "إذ يفقد الأشخاص النوم قلقًا من قلته"، وهو ما يعرف طبيا بهوس النوم.

ووفقا لدراسة أجراها هؤلاء الخبراء تبين أن "الهوس" بالنوم، من خلال مراقبة أنماط النوم على التطبيقات المخصصة لذلك، قد يصعب الحصول على الكمية المناسبة.

​​هوس النوم بحسب الدراسة تلك يتسبب في تزايد التوتر والقلق عند من يحاول مراقبة نومه وساعاته، إذ تبين أن ذلك يهيج هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول والتي تبقي الناس مستيقظين.

الخبير لدى مركز اضطرابات النوم في مستشفى جاي بالعاصمة البريطانية، غاي ليسكزينر علق على ذلك بالقول "تعتمد أجهزة تعقب حالة النوم على بيانات لا تعكس النوم الحقيقي بأي حال من الأحوال".

وتابع ليسكزينر "لاحظنا إصابة عدد كبير من الأشخاص بحالات أرق مزعجة إما نتيجة لاستخدام أجهزة تتبع النوم أو نتيجة لقراءة أشياء معينة عن الطريقة التي يتضرر بها الجسم بسبب قلة حصوله على النوم".

دراسة مماثلة أجراها باحثون من جامعة شيكاغو سنة 2017 توصلت إلى نتيجة مشابهة.

الدراسة الأميركية وصفت ما نعته البريطانيون بالهوس بكلمة تقنية هي orthosomnia، وتعني الكلمة بحسب أهل الاختصاص الأميركيين ذاك التعقب المرضي للنوم.

​​وتعرف الدراسة الأميركية الهوس بكونه "الانشغال غير الصحي بالتحقق من الحصول على النوم المثالي".

الدراسة البريطانية جاءت متابعة لما وصل إليه الباحثون الأميركيون سنة 2017 إذ أثبتوا أن تعقب النوم "يضر في واقع الأمر أكثر مما يفيد".

القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية
القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية

رصد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إصابة طفل من بين كل سبعة بأمراض ترتبط بالصحة العقلية.

وتحتفل المنظمة باليوم العالمي للصحة النفسية بالعاشر من أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية خدمات الدعم والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال والمراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاما، يصاب بعضهم بأمراض مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، وغيرها من أمراض الصحة العقلية.

وتظهر ثلث حالات الإصابة بأمراض الصحة العقلية لدى الأطفال قبل وصولهم لسن الـ 14، ونصفها يظهر قبل بلوغهم 18 عاما.

ودعا التقرير إلى أهمية العمل مبكرا لاكتشاف الحالات، بين الأطفال والمراهقين، من أجل توفير الدعم والاستفادة من إمكاناتهم بالطريقة المثلى.

وانتقد التقرير عدم إتاحة الوصول لخدمات الرعاية للصحة العقلية للعديد من هؤلاء، بسبب إما عدم توافر الخدمات أو أنها باهظة الثمن، أو الوصمة المجتمعية التي قد تلاحقهم، وتمنعهم من طلب المساعدة.

وحدد التقرير ضعف الرعاية للصحة العقلية لهذه الفئة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ديفورا كاستيل، مديرة الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان: "علينا اتخاذ إجراءات تضمن توفر التدخلات المناسبة لجميع الأعمار بأسعار معقولة".

وأضافت أن كل دولة بصرف النظر عن ظروفها "يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الصحة العقلية لأطفالها وشبابها والأسر بالمجمل".

ودعا التقرير إلى دعم الصحة العقلية للأطفال والمراهقين على اعتباره جهدا جماعيا.

الطبيبة، فوزية شفيق، من اليونيسف، قالت: "لا يمكن معالجة الصحة العقلية، ورفاهية الأطفال والمراهقين وأسرهم بشكل منفرد، إذ يتعين علينا دمج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في أنظمة دعم المجتمع لبناء شبكة كاملة من خدمات الصحة العقلية للشباب".

وأضافت "مسؤوليتنا الجماعية أن نعطي الأولوية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين كجزء من الرفاهية الشاملة لهذه الفئة".

وانتقد التقرير ممارسة اعتبرها "انتقادا للحقوق الإنسانية"، وهي وضع ملايين الأطفال الذين يعانون من حالات الصحة العقلية في مؤسسات رغم وجود عائلاتهم.

ودعا إلى ضرورة التخلص التدريجي من الرعاية المؤسسية لصالح نوع من الخدمات الاجتماعية التي تسمح للأطفال بالنمو وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، مع ضمان الاستمرارية في تعليمهم وتطويرهم بشكل شامل.