السجائر الألكترونية
السجائر الألكترونية

معلومات طبية جديدة تأتينا كل يوم حول مخاطر السجائر الإلكترونية. عديد من الأبحاث نبه إلى ضرورة الحذر من أضرارها، خاصة على صحة الفم، لكن رغم ذلك لا تزال هذه الأبحاث محدودة حتى الآن.

ماذا نعرف عن تأثير السجائر الإلكترونية على صحة الفم؟

طبيب الأسنان من نيويورك سكوت فوروم تأتيه حالات عديدة، لكن حالتين على وجه التحديد لفتتا انتباهه.

الأولى لشاب كان يدخن التبغ لمدة خمس سنوات، ثم أقلع عنه واتجه للسجائر الإلكترونية على أساس أنها أقل ضررا.

كان يستنشق هواءها مع مشروبات الطاقة المحلاة بالسكر، والنتيجة أصيبت أسنانه بالتسوس وفقد بعضها، وحدث تآكل للمينا.

الحالة الثانية لشخص لم يعان من تسوس الأسنان طيلة 35 عاما، لكن خلال سنة من تدخين السجائر الإلكترونية بدأت المشكلة تظهر.

الطبيب كتب في مدونته Perio-Implant "عندما تحدث مشكلة تسوس الأسنان، لا نعرف السبب، ولا نتهم أبدا السجائر الإلكترونية".

ويعتقد طبيب الأسنان أننا بصدد مواجهة مشاكل كبيرة لصحة الفم في المستقبل بسبب السجائر الإلكترونية.

الأضرار المعروفة

موقع CNET ذكر في تقرير حول الموضوع أنه رغم احتواء السجائر الإلكترونية على مواد أقل سمية من التبغ، إلا أن فيها مركبات قد تؤثر سلبا على صحة الفم، من بينها مركب البروبيلين غليكول.

هذا المركب يسبب جفاف الفم الذي يؤدي بدوره إلى تسوس الأسنان وظهور أمراض اللثة. جفاف الفم المزمن، حسب مقال على موقع هيلث لاين، ليس مرتبطا بتسوس الأسنان فحسب، لكنه أيضا يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة وتقرحات الفم، وقد يؤدي إلى تدمير مينا الأسنان وارتخاء الأنسجة.

تشير بعض الدراسات إلى أن الأسنان التي تتعرض لبخار السجائر الإلكترونية تصيبها كميات أكبر من البكتريا مقارنة بالأسنان التي لم تتعرض له.

وبينت نتائج دراسة أجريت عام 2018 على خلايا حية من لثة، أن هذا البخار قد يسبب موت الخلايا في الفم لأنه يعيق قدرتها على الانقسام والنمو، وهو ما يسبب أمراض اللثة والأسنان.

السجائر الإلكترونية تؤدي أيضا إلى اهتياج الفم والحلق، بحسب دراسة نشرت على موقع المعهد الوطني الأميركي للصحة.

ما الأكثر ضررا؟

خلصت مراجعة للأكاديمية الأميركية للعلوم عام 2018 إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية أقل ضررا من تدخين السجائر العادية، لكن هذا الاستنتاج استند إلى "بحوث محدودة وهذه النتيجة قد تتغير مع مرور الوقت"، حسب تقرير هيلث لاين.

دراسة أخرى لأشخاص تحولوا من تدخين التبغ للسجائر الإلكترونية بينت حدوث تحسن عام لصحة الفم لديهم.

دراسة أخرى قارنت بين ثلاث مجموعات من الرجال في السعودية: مجموعة مدخنين سجائر، ومجموعة مدخني سجائر إلكترونية، ومجموعة ثالثة لا يدخنون أيا من النوعين.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين دخنوا السجائر العادية كانوا أكثر عرضة لزيادة الترسبات على أسنانهم (البلاك) وحدوث آلام اللثة من المجموعتين الأخريين.

لكن تجدر الإشارة إلى أن مدخني السجائر العادية في الدراسة بدأوا التدخين قبل وقت طويل من مدخني السجائر الإلكترونية لذلك فالنتائج قد لا تكون دقيقة.

تأثير التبغ على لثة الأسنان أصبح أمرا معروفا إذ تمت دراسته في العديد من الأبحاث، أما الأبحاث المتعلقة بتأثير السجائر الإلكترونية لا تزال في أطوارها الأولى.

الدكتور ريتشارد كاو رئيس الأكاديمية الأميركية لطب اللثة، قال إننا نعرف أن السجائر العادية يمكن أن تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والرئة والسرطان وتزيد فرص الإصابة بمرض اللثة بنسبة 400 في المئة"، لكن التوصل إلى هذه النتائج استغرق ما بين 20 إلى 30 عاما من البحث، يقول الطبيب.

"السجائر الإلكتروينة لا تزال مشكلة جديدة ترتبط إلى حد كبير بالشباب، الذين لا يظهرون في عيادات طب الأسنان بشكل متكرر، لذلك من الصعب تحديد مدى سوء المشكلة"، بحسب كاو.

نصائح

بعض النصائح يقدمها طبيب الأسنان فوروم لتفادي المشكلات التي قد تنتج عن السجائر الإلكترونية:

  • اغسل أسنانك بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد مرتين على الأقل يوميا، وبعد تدخين السجائر الإلكترونية، لكن في هذه الحالة، انتظر 20 دقيقة على الأقل.
  • نظف بين أسنانك باستخدام خيط تنظيف الأسنان
  • لا تترك فمك جافا. احتفظ بزجاجة مياه معك.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.