أمراض القلب
أمراض القلب | Source: Courtesy Image

رجحت دراسة حديثة احتمال وجود علاقة بين متلازمة القلب المجروح والإصابة بالسرطان.

القلب المجروح هو اضطراب يحدث جراء اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد، ويسمى علميا بـ"تاكوسوبو كارديومايوباثي" (Takotsubo cardiomyopathy). وينجم عن المواقف المجهدة نفسيا بشدة مثل فقدان أحد أفراد الأسرة.

ووفاة بعض الأزواج خلال بضعة أيام فقط من بعضهما، قد يكون مثالا على هذا الاضطراب الذي تشمل أعراضه ألما مفاجئا في الصدر ناتجا عن زيادة هرمونات التوتر.

وبحسب البحث الجديد الذي نشر الأربعاء في مجلة جمعية القلب الأميركية، فإن متلازمة القلب المجروح قد تكون مرتبطة بالسرطان.

الدراسة توصلت إلى أن شخصا واحدا من بين كل ستة أشخاص مصابين بمتلازمة القلب المجروح، أصيب أيضا بالسرطان، ورجحت موت المصاب به خلال خمس سنوات بعد تشخيصه، مقارنة بغير المصابين.

الدراسة التي نظرت في بيانات أكثر من 1600 مصاب بمتلازمة القلب المجروح، اكتفت بوجود رابط بين الحالتين من دون تحديد العلاقة السببية.

ونصحت الدراسة المرضى الذين يعانون من متلازمة القلب المكسور بإجراء مزيد من الفحص لاختبار السرطان.

وكتب الباحثون "هناك عدد كبير من مرضى (متلازمة القلب المجروح) يظهرون ارتباطا بالسرطان...إن تاريخ الورم الخبيث قد يزيد من خطر هذه الحالة، وبالتالي، ينبغي النظر في الكشف المناسب عن الورم الخبيث لدى هؤلاء المرضى".​

من داخل مركز أبحاث في كاليفورنيا يركز على الأجسام المضادة البشرية لعلاج السرطان والالتهابات
من داخل مركز أبحاث في كاليفورنيا يركز على الأجسام المضادة البشرية لعلاج السرطان والالتهابات

أعلنت المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة عن خفض التمويل "غير المباشر" المخصص للأبحاث الطبية، الأمر الذي سيؤدي إلى تقليل الإنفاق السنوي بمقدار 4 مليارات دولار.

وأوضحت المعاهد أن هذا القرار يهدف إلى توجيه المزيد من الموارد للبحث العلمي المباشر، مع تقليل النفقات الإدارية لضمان استخدام التمويل بشكل أكثر فاعلية.

في المقابل، واجه القرار انتقادات شديدة من الحزب الديمقراطي، حيث وصفه بعض المشرعين بأنه "كارثي" على الأبحاث الطبية التي يعتمد عليها ملايين المرضى. 

وأشاروا إلى أن الأطفال المرضى قد لا يحصلون على العلاجات التي يحتاجونها، وأن التجارب السريرية قد تتوقف فجأة، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

وفي مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة"، قال الباحث في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في نيويورك، حكيم جاب الله، إن "هذه الخطوة تشبه محاولات سابقة خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، لكنها هذه المرة تمر دون مقاومة كبيرة".

وأوضح أن "الأموال المقطوعة تُستخدم لإدارة المختبرات وصيانتها وتغطية التكاليف التشغيلية مثل الكهرباء والمياه ودفع رواتب الموظفين".

وأضاف جاب الله أن "القرار لن يؤثر على المستشفيات، لأن تمويلها منفصل عن تمويل الأبحاث، لكنه سيؤدي إلى مشكلات كبيرة للمؤسسات البحثية، خصوصا تلك التي تواجه صعوبات في شراء المعدات وإجراء التجارب".

كما حذر من أن استمرار خفض التمويل قد يدفع الباحثين إلى البحث عن فرص خارج الولايات المتحدة، مما قد يضر بمكانتها العلمية على المستوى العالمي.

وأشار جاب الله إلى أن "الأبحاث الطبية تستغرق من 15 إلى 20 عاما للوصول إلى مرحلة العلاج، مما يعني أن التأثير لن يكون فوريا، لكنه قد يؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة موقعها الريادي في هذا المجال".

كما أوضح أن "الباحثين الشباب والمؤسسات الصغيرة سيكونون الأكثر تضررا من القرار، إذ ستتقلص فرصهم في الحصول على التمويل اللازم لمواصلة أبحاثهم، بينما قد تتمكن الجامعات الكبرى مثل هارفارد من تجاوز الأزمة بفضل دعمها المالي القوي".

ولاقى القرار تأييدا من الداعمين لخفض الإنفاق الحكومي، حيث وصفته وكالة تحسين الكفاءة الحكومية، التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك، بأنه خطوة إيجابية نحو ترشيد الإنفاق العام.

في المقابل، حذر خبراء وباحثون من أن القرار قد يعرّض الأبحاث الطبية الحيوية للخطر، خاصة تلك التي تعتمد على التمويل الفيدرالي لتغطية التكاليف الأساسية مثل البنية التحتية والمعدات والموظفين.

ودعا بعضهم إلى إعادة النظر في القرار قبل أن تتفاقم تأثيراته السلبية على تقدم الأبحاث الطبية.