لتدخين الحشيش عواقب صحية خطيرة
لتدخين الحشيش عواقب صحية خطيرة | Source: Courtesy Image

أفادت دراسة حديثة بأن مستخدمي نبتة القنب (الحشيش) قد يكونون أكثر عرضة للعجز في الذاكرة أو صعوبات في الوظائف العقلية مقارنة بمن لا يتعاطونه.

وأجرى القائمون على الدواسة مقابلات مع 1121 شخصا بالغا تتراوح أعمارهم ما بين 22 و36 عاما حول أي تجربة سابقة أو استخدام حالي لتعاطي المخدرات، كما حللوا بول المشاركين بحثا عن أدلة على تعاطي الحشيش وغيره من المخدرات.

وأكمل المشاركون التقييمات النفسية العصبية، التي تقيم الذاكرة والانتباه وسرعة التفاعل والمهارات الوظيفية والحركية.

وأثمرت التحاليل استخدام 135 شخصا، أو 12 في المئة، للحشيش خلال الأسبوع الأخير، ووجدت الدراسة أن هؤلاء سجلوا نتائج أسوأ في اختبارات ما يسمى بالذاكرة العرضية وسرعة المعالجة الذهنية، فيما لم تظهر تقييماتهم فروقات في وظائف المخ الأخرى.

وتشير النتائج أيضا إلى أن العاملين في المهن ذات المخاطر العالية والتي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة، مثل الشرطة ومراقبي الحركة الجوية قد يؤدي تناولهم للحشيش إلى ضعف في أداء وظائفهم حتى لو كانوا يقللون من تناول المخدر ويؤجلون تناوله إلى أيام إجازاتهم، بحسب كبير مؤلفي الدراسة والباحث في جامعة ماكماستر في كندا، جيمس ماكيلوب.

ويعتبر الحشيش أحد أكثر العقاقير الشائعة ذات التأثير النفسي في العالم؛ وقدرت الدراسة عدد متناوليه العام الماضي بنحو 2.5 في المئة من سكان العالم.

ومن بين الـ1121 ممن أجريت عليهم الدراسة، لم يستخدم 482 مشاركا أي 43 في المئة منهم الحشيش مطلقا، و317 شخصا أي 28 في المئة جربوه حتى عشر مرات، بينما دخنه 139 شخصا أي 12 في المئة ما بين 11 إلى 100 مرة.

وأكدت الدراسة بأن 109 شخصا أي 9.7 في المئة يعانون من اضطراب معرفي أو سلوكي بسبب تعاطي الحشيش حاليا أو سابقا.

القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية
القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية

رصد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إصابة طفل من بين كل سبعة بأمراض ترتبط بالصحة العقلية.

وتحتفل المنظمة باليوم العالمي للصحة النفسية بالعاشر من أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية خدمات الدعم والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال والمراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاما، يصاب بعضهم بأمراض مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، وغيرها من أمراض الصحة العقلية.

وتظهر ثلث حالات الإصابة بأمراض الصحة العقلية لدى الأطفال قبل وصولهم لسن الـ 14، ونصفها يظهر قبل بلوغهم 18 عاما.

ودعا التقرير إلى أهمية العمل مبكرا لاكتشاف الحالات، بين الأطفال والمراهقين، من أجل توفير الدعم والاستفادة من إمكاناتهم بالطريقة المثلى.

وانتقد التقرير عدم إتاحة الوصول لخدمات الرعاية للصحة العقلية للعديد من هؤلاء، بسبب إما عدم توافر الخدمات أو أنها باهظة الثمن، أو الوصمة المجتمعية التي قد تلاحقهم، وتمنعهم من طلب المساعدة.

وحدد التقرير ضعف الرعاية للصحة العقلية لهذه الفئة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ديفورا كاستيل، مديرة الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان: "علينا اتخاذ إجراءات تضمن توفر التدخلات المناسبة لجميع الأعمار بأسعار معقولة".

وأضافت أن كل دولة بصرف النظر عن ظروفها "يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الصحة العقلية لأطفالها وشبابها والأسر بالمجمل".

ودعا التقرير إلى دعم الصحة العقلية للأطفال والمراهقين على اعتباره جهدا جماعيا.

الطبيبة، فوزية شفيق، من اليونيسف، قالت: "لا يمكن معالجة الصحة العقلية، ورفاهية الأطفال والمراهقين وأسرهم بشكل منفرد، إذ يتعين علينا دمج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في أنظمة دعم المجتمع لبناء شبكة كاملة من خدمات الصحة العقلية للشباب".

وأضافت "مسؤوليتنا الجماعية أن نعطي الأولوية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين كجزء من الرفاهية الشاملة لهذه الفئة".

وانتقد التقرير ممارسة اعتبرها "انتقادا للحقوق الإنسانية"، وهي وضع ملايين الأطفال الذين يعانون من حالات الصحة العقلية في مؤسسات رغم وجود عائلاتهم.

ودعا إلى ضرورة التخلص التدريجي من الرعاية المؤسسية لصالح نوع من الخدمات الاجتماعية التي تسمح للأطفال بالنمو وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، مع ضمان الاستمرارية في تعليمهم وتطويرهم بشكل شامل.