رجل مع زوجته المصابة بالخرف
رجل مع زوجته المصابة بالخرف

وجدت دراسة حديثة أن العيش بأسلوب حياة صحي قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بالخرف، حتى لو كان الشخص معرضا لخطر المرض وراثيا.

وحللت الدراسة التي نشرت في مجلة الجمعية الطيبة الأميركية بيانات نحو 200 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 60 وما فوق.

من هذه العينة، حدد الباحثون 1769 حالة خرف على مدى ثماني سنوات من المتابعة.

 ...النمط الصحي يقلل الإصابة بالخرف لدى المعرضين لخطره وراثيا، بنسبة 23 في المئة

كان خطر الإصابة بالخرف أقل بنسبة 32 في المئة لدى الأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية عالية، إذا اتبعوا نمط حياة صحي، مقارنة بأولئك الذين لم يتبعوا نمط حياة صحيا.

ويشير الباحثون إلى أربع علامات رئيسية كجزء من نماط حياة صحية وهي الاستهلاك المعتدل للكحول، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وعدم التدخين، واتباع نظام غذائي صحي خاصة تقليل الملح والسكر.

وقال ديفيد لويلين، الباحث في كلية الطب بجامعة إكستر "هذا البحث يوصل رسالة مهمة تقوض حقا النظرة القاتلة للخرف" وهي أن "بعض الناس يعتقدون أنه من المحتم عليهم تطوير الخرف بسبب جيناتهم".

تناول مشروب واحد محلى صناعيا، على الأقل يوميا، يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف بنسبة ثلاثة أضعاف.

​​

ووجدت دراسة سابقة أن هناك عنصرا خامسا يجب تجنبه وهو تناول المشروبات المحلات بشكل صناعي، لأن "تناول واحد منها على الأقل يوميا يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف بثلاثة أضعاف تقريبا، مقارنة بأولئك الذين تناولوا مشروبات محلاة اصطناعيا أقل من مرة واحدة في الأسبوع".

يذكر أن دراسات سابقة أظهرت أيضا وجود صلة بين الإصابة بالخرف، وتناول أدوية مضادات الكولين المستخدمة على نطاق واسع في علاج الاكتئاب.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.