حرارة غير مسبوقة في أورووبا
حرارة غير مسبوقة في أورووبا

مع زيادة الاحتباس الحراري، تتزايد موجات الحرارة، بل وتشتد كل عام مقارنة بالعام الذي يسبقه.

سجلت درجات الحرراة في بلجيكا وهولندا الأربعاء مثلا، مستويات غير مسبوقة، في وقت أعلنت مصالح الأرصاد في أوروبا أن الجزء الغربي من القارة سيشهد الخميس مستويات قياسية لدراجات الحرارة.

الولايات المتحدة الأميركية تواجه بدورها درجات حرارة استثنائية هذا الأسبوع، والتي تعدت في مناطق حد الـ 38 درجة مثل نيويورك وواشنطن.

 الأرصاد الجوية قالت الجمعة، إن نحو 150 مليون شخص سيتأثرون بموجة الحر التي ستمتد من سهول الوسط الغربي إلى ساحل المحيط الأطلسي.

يذكر أن شهر يونيو 2019 كان الأشد حرارة في العالم، وفق مركز كوبرنيكوس الأوروبي للتغير المناخي.​

ما هي موجة الحر؟

تحدث موجات الحر، عندما يتشكل ضغط ذو مستوى متوسط أو عالي فوق منطقة ما، يتسبب في حبس الحرارة التي من المفترض أن تصعد إلى السطح مرة أخرى، ما يؤدي إلى  تقليص فرص هطول الأمطار، ونتيجة لذلك يحافظ الجو على درجات حرارة عالية.

وتتسبب موجات الحر الشديد في تلف المحاصيل، وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع بسبب زيادة استخدام أجهزة تكييف الهواء، فضلا عن الوفيات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، خصوصا في أوساط الشيوخ والأطفال الصغار، والرضع.

لكن كيف لموجة الحرارة أن تقتل؟

الأستاذ المساعد في طب الطوارئ بجامعة نورثويسترن، سكوت دريسدن، قال إنه "على الرغم من أن الجفاف مصدر قلق شائع عندما تزداد درجات الحرارة، فإن أكثر ما يسبب القلق هو ضربة الشمس".

وتابع "ضربة الشمس قد تسبب الدوران والتشنج وقد يصل الأمر إلى الموت".

دريسدن أشار في السياق إلى أن هذه الحالة تحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي وخاصة إذا وصلت إلى أعلى من 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت).

ويتبرد الجسم عن طريق التعرق وتوسيع الأوعية الدموية، وجلب الحرارة إلى سطح بشرتنا والسماح لها بالتبرد، لكن التعرق يصبح غير فعال، إذا ارتفعت الرطوبة عن 75 بالمئة،وهو ما قد يكون سببا في موت الفرد.

وختم دريسدن "لا يمكن لأجسامنا إطلاق الحرارة إلا عندما تكون البيئة الخارجية أبرد من درجة حرارة جسمنا الداخلية والتي تبلغ 37 درجة مئوية".

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.