وجبة غذائية للنباتيين. أرشيفية - تعبيرية
وجبة غذائية للنباتيين. أرشيفية - تعبيرية

خلصت دراسة إلى أن من يميلون لاتباع نظام غذائي، تمثل النباتات العنصر الغالب فيه، ربما يكونون أقل عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وفحص باحثون بيانات تسع دراسات منشورة سابقا يتجاوز عدد المشاركين فيها 307 آلاف شخص بينهم 23544 أصيبوا بالسكري من النوع الثاني.

وأجريت الدراسات على مدى يتراوح بين عامين و28 عاما، وأجاب المشاركون فيها على استبيانات لتقييم نظامهم الغذائي.

والنوع الثاني من السكري هو الأكثر شيوعا ويرتبط بالبدانة وكبر السن وتحدث الإصابة به عندما تنخفض قدرة الجسم على استخدام أو إفراز ما يكفي من هرمون الأنسولين لتحويل السكر في الدم إلى طاقة.

وكتب الباحثون في دورية "غاما" للطب الباطني أن من يحرصون على اتباع الأنظمة الغذائية النباتية بمختلف أنواعها كانوا أقل عرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري بنسبة 23 في المئة مقارنة بمن تناولوا الكميات الأقل من الوجبات النباتية.

وقال الدكتور تشي سون، الباحث في كلية تي. إتش تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد ومستشفى "بريغهام أند ويمن" في بوسطن "الأنظمة النباتية يمكن أن تحسن عملية التمثيل الغذائي وتحد من خطر الإصابة بالسكري بطرق عديدة من بينها درء زيادة الوزن وتحسين حساسية الأنسولين وتقليل الالتهابات وغيرها من الآليات".

ويمكن لمن يحرصون على تناول الوجبات الصحية المكونة من نباتات بالأساس الحد من خطر إصابتهم بالسكري حتى إذا لم يكونوا ممن يلتزمون بالأنظمة النباتية بصرامة، سواء تلك التي تكتفي بمنع تناول اللحوم والدواجن والأسماك أو من يمتنعون أيضا عن تناول المنتجات الحيوانية كالألبان والبيض.

لكن سون قال "إن هؤلاء قد لا يستفيدون كثيرا إذا كان غذاؤهم يحتوي على كثير من البطاطس المقلية والخبز الأبيض والأرز الأبيض".

وأضاف "ما يأكله النباتيون على وجه التحديد أمر مهم، وبناء على هذا، ينبغي التأكيد على أهمية استهلاك الأطعمة الصحية النباتية التي لا تخضع للمعالجة على الإطلاق أو تُعالج بالحد الأدنى كالفواكه والخضراوات الطازجة والمكسرات والحبوب الكاملة".

وعادة ما ينصح الأطباء مرضى النوع الثاني من السكري باتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية والدهون والكربوهيدرات ويشمل الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة إلى جانب القليل من الدواجن والأسماك.

ويحث الأطباء المرضى أيضا على تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والابتعاد عن تناول الكثير من اللحوم الحمراء أو اللحوم المصنعة.

وقالت سامانثا هيلر، خبيرة تغذية في مركز لانغون الطبي التابع لجامعة نيويورك٫ إن "إضافة مزيد من النباتات الكاملة كالبروكلي والفول الأخضر والكينوا وزيت الزيتون البكر واللوز والتوت إلى نظامنا الغذائي وسيلة رائعة للتحكم في السكري من النوع الثاني وضبط الوزن".

وأضافت "الأطعمة الغنية بالألياف بشكل أكبر تكون مفيدة لبكتيريا الجهاز الهضمي وتحسن الوظائف الهضمية وحساسية الإنسولين وتساعد على التحكم في نسبة السكر في الدم، ومن المهم تذكر أن الأطعمة الصحية، ولو كانت على مستوى وجبة واحدة، تحدث فارقا".

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.