مراهقة تدخن سيجارة إلكترونية
مراهقة تدخن سيجارة إلكترونية

أعلن مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة، الخميس، وفاة ثاني شخص جراء مرض رئوي حاد يعتقد أنه مرتبط بتدخين السجائر الإلكترونية.

وقالت سلطات الصحة في ولاية أوريغون حيث سجلت الوفاة، إن الضحية التي لم يتم كشف هويتها أو عمرها، توفيت في شهر يوليو بعد تدخين سيجارة إلكترونية تحتوي على الماريوانا.

وأوضح المسؤولون أن الأعراض التي ظهرت على الضحية هي ذاتها لدى مئات الحالات من الأمراض الرئوية الغامضة التي سجلت في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة. ومعظم المصابين بالأمراض الغامضة من المراهقين والشباب.

وفيما قالت سلطات الصحة مؤخرا، إنه على الرغم من عدم وجود منتج واحد للسجائر الإلكترونية في جميع الحالات، إلا أن العديد من المنتجات كانت تحتوي على مادة THC، وهي مادة تؤثر على العقل وموجودة في الماريوانا.

تجدر الإشارة إلى أن حالة الوفاة في أوريغون هي الأولى في الولايات المتحدة المرتبطة بتدخين سجائر إلكترونية تحتوي على الماريوانا، في حين سجلت حالة وفاة أولى في ولاية إلينوي في أواخر أغسطس الماضي، بسبب المرض الرئوي بعد تدخين سيجارة الإلكترونية.

ولا تزال أسباب الوفيات ومخاطر تدخين السجائر الإلكترونية غير واضحة، وتخضع لتحقيقات على المستويين المحلي والفدرالي.

وأعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تسجيل أكثر من 200 حالة إصابة بأمراض تنفسية في 25 ولاية بعد تدخين سجائر إلكترونية.

وأعلنت ميشغن الأربعاء حظر السجائر الإلكترونية المنكهة، لتصبح أول ولاية أميركية تتخذ خطوة في هذا الإطار، وسط تصاعد القلق بشأن خطورة هذا النوع من التدخين.

القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية
القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية

رصد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إصابة طفل من بين كل سبعة بأمراض ترتبط بالصحة العقلية.

وتحتفل المنظمة باليوم العالمي للصحة النفسية بالعاشر من أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية خدمات الدعم والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال والمراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاما، يصاب بعضهم بأمراض مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، وغيرها من أمراض الصحة العقلية.

وتظهر ثلث حالات الإصابة بأمراض الصحة العقلية لدى الأطفال قبل وصولهم لسن الـ 14، ونصفها يظهر قبل بلوغهم 18 عاما.

ودعا التقرير إلى أهمية العمل مبكرا لاكتشاف الحالات، بين الأطفال والمراهقين، من أجل توفير الدعم والاستفادة من إمكاناتهم بالطريقة المثلى.

وانتقد التقرير عدم إتاحة الوصول لخدمات الرعاية للصحة العقلية للعديد من هؤلاء، بسبب إما عدم توافر الخدمات أو أنها باهظة الثمن، أو الوصمة المجتمعية التي قد تلاحقهم، وتمنعهم من طلب المساعدة.

وحدد التقرير ضعف الرعاية للصحة العقلية لهذه الفئة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ديفورا كاستيل، مديرة الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان: "علينا اتخاذ إجراءات تضمن توفر التدخلات المناسبة لجميع الأعمار بأسعار معقولة".

وأضافت أن كل دولة بصرف النظر عن ظروفها "يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الصحة العقلية لأطفالها وشبابها والأسر بالمجمل".

ودعا التقرير إلى دعم الصحة العقلية للأطفال والمراهقين على اعتباره جهدا جماعيا.

الطبيبة، فوزية شفيق، من اليونيسف، قالت: "لا يمكن معالجة الصحة العقلية، ورفاهية الأطفال والمراهقين وأسرهم بشكل منفرد، إذ يتعين علينا دمج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في أنظمة دعم المجتمع لبناء شبكة كاملة من خدمات الصحة العقلية للشباب".

وأضافت "مسؤوليتنا الجماعية أن نعطي الأولوية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين كجزء من الرفاهية الشاملة لهذه الفئة".

وانتقد التقرير ممارسة اعتبرها "انتقادا للحقوق الإنسانية"، وهي وضع ملايين الأطفال الذين يعانون من حالات الصحة العقلية في مؤسسات رغم وجود عائلاتهم.

ودعا إلى ضرورة التخلص التدريجي من الرعاية المؤسسية لصالح نوع من الخدمات الاجتماعية التي تسمح للأطفال بالنمو وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، مع ضمان الاستمرارية في تعليمهم وتطويرهم بشكل شامل.