شطيرة برغر | Source: Courtesy Image

يستهلك الأميركيون ما يضاهي 30 كيلوغراما من اللحم سنويا، ما يعادل نحو 200 فطيرة بيرغر في السنة لكل شخص.

استهلاك اللحوم في أميركا بهذا القدر أصبح يؤرق منظمات الصحة العامة والناشطين في مجال رعاية صحة المواطنين.

إذ ثبت أن الإكثار من أكل اللحوم أصبح يهدد حياة الإنسان، على أساس أنه يتسبب في كثير من الأمراض المزمنة وعلى رأسها السرطان.

بعد عشرات السنين من الأبحاث، طرحت أكبر شركة لبدائل اللحوم في الولايات المتحدة الأميركية، وتدعى "بيوند ميت" (Beyond Meat) رقائق لحم نباتية.

طرحت "بيوند ميت" سنة 2016، أول "برغر" نباتي للبيع في قسم اللحوم في المحلات الكبيرة، ولقي هذا النوع الجديد من اللحوم إقبالا واسعا، خصوصا أن الشركة استطاعت عرض منتجات مختلفة كبديل لمنتجات موجودة، لكن على أساس نباتي.

وللشركة منتجات أعدت لاستبدال الدجاج واللحم البقري والسجق المصنوع من الخنزير وغير ذلك.

ويتوقع مختصون في التغذية في الولايات المتحدة، أن هذا النوع من اللحوم سيغير من خارطة الإنتاج العالمية إذا واصل الناس شراءه والتخلي عن اللحوم التقليدية المعروفة.

وتقول شركة "بيوند ميت"، إن الهدف كان إيجاد منتج يحتوي على البروتين والمواد المغذية وطعم يشعرك بأنك تأكل لحوما حيوانية.

همبرغر من لحوم مصنعة مخبريا-الصورة من موقع شركة ميت موسى

العضو المؤسس لشركة "بيوند ميت" إيثن بروان، يرى أن "العالم أمام حتمية مواجهة مشكلات البروتين إذا أراد أن يحافظ على الحياة".

يذكر أن إنتاج لحوم البقر أضحى من بين مسببات الغازات الدفيئة، إذ تقدر الأمم المتحدة أن لحوم البقر تفرز 41 في المئة من الغازات مثل "الميثان" و"أكسيد النيتروز".

ويل هاريس مربي أبقار من ولاية جورجيا الأميركية، قال لشبكة "سي أن أن" إنه أصيب بصدمة عندما علم بالقدر الذي يمكن أن تضر به صناعة إنتاج لحوم البقر بالبيئة.

وتابع "ليست البقرة المسؤولة، بل طريقة الإنتاج هي السبب وراء الكوارث التي قد تحدث"، ثم أضاف "علينا الاختيار الآن في 2019 أي اللحوم يجب أن ننتج".

الدراسات تظهر علاقة بين النظام الغذائي المعتمد على النباتات وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسين"، أن اتباع أنظمة غذائية معينة، يزيد بشكل ملحوظ من فرص الوصول إلى سن السبعين دون الإصابة بأمراض مزمنة.

وأظهرت نتائج الدراسة التي حللت أنماط التغذية لأكثر من 105 أشخاص في منتصف العمر، أن "أقل من 10 بالمئة من المشاركين حققوا الشيخوخة الصحية".

والشيخوخة الصحية عُرّفت بالحفاظ على سلامة الذاكرة، وعدم الإصابة بالاكتئاب أو الأمراض المزمنة، والقدرة على أداء المهام البدنية الأساسية.

ومع ذلك، ارتبط اتباع نظام غذائي صحي بزيادة كبيرة في احتمالية تحقيق هذه النتيجة، بغض النظر عن نوع النظام الغذائي المتبع.

وتضمنت الأنظمة الغذائية التي تم تقييمها "حمية البحر الأبيض المتوسط"، والنظام النباتي، ونظام "داش" لخفض ضغط الدم، ونظام "مايند" لصحة الدماغ. 

وجمعت هذه الأنظمة بين التركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة والمكسرات والبقوليات، والتقليل من اللحوم المصنعة والسكريات والدهون المتحولة.

وأكدت الأستاذة المساعدة في التغذية بجامعة هارفارد، مارتا جواش-فيري، على أهمية هذا النهج الشامل، مشيرة إلى أن "الأمر لا يتعلق فقط بإطالة العمر، بل بالحفاظ على جودة حياة جيدة في المراحل المتأخرة". 

وتتفق نتائج الدراسة مع أبحاث سابقة تربط بين الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضروات وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.

وسلطت الدراسة الضوء على مؤشر الأكل الصحي البديل، الذي يركز على تناول كميات قليلة من الأسماك، والخضروات والفواكه الطازجة، وتجنب اللحوم الحمراء والمشروبات السكرية. 

ووجد الباحثون أن المشاركين الذين حصلوا على أعلى الدرجات في هذا المؤشر، كانوا أكثر قدرة بنسبة 86 بالمئة، على بلوغ الشيخوخة الصحية.