أعراض الزهايمر قد تبدأ في الثلاثينيات من العمر - تعبيرية
الشيخوخة

تمكن باحثون في جامعة كاليفورنيا من تقليل العمر البيولوجي لمجموعة من المتطوعين عامين ونصف العام، أي أنهم أصبحوا أصغر عمرا من الناحية البيولوجية، ما رأى البعض أنه ينبيء بإمكانية إيجاد علاجات في المستقبل لعكس الشيخوخة.

والمعروف أن العمر البيولوجي يختلف عن "الزمني" فالثاني هو الفترة الزمنية التي يعيشها الإنسان، أما الأول فيحدد بقياس الحالة الصحية ونمط الحياة، لذلك يبدو البعض أصغر أو أكبر عمرا من عمرهم الحقيقي.

وقام الباحثون في جامعة كاليفورنيا بإعطاء تسعة متطوعين وجميعهم ذكور، ثلاثة أنواع من الأدوية، أحدها هرمون للنمو والآخران يستخدمان لعلاج السكري، وذلك لمدة عام.

وبدراسة علامات بيولوجية في جينات المتطوعين، اكتشف الباحثون أن أعمارهم البيولوجية تراجعت عامين ونصف العام لكل واحد منهم، ووجدوا أيضا أن أجهزتهم المناعية أصبحت أكثر شبابا.

ورغم أن هذه النتائج تبدو مبشرة، إلا أن الباحثين حذروا من المبالغة في تقديرها نظرا لصغر حجم العينة وعدم وجود مجموعة ضابطة.

وقال عالم الوراثة ستيف هورفاث الذي قاد فريق البحث: "كنت أتوقع أن أرى تباطؤا في الساعة البيولوجة لا أن يتم عكسها"، مضيفا أن "التأثير البيولوجي للعلاج كان قويا" وهو ما يجعله "متفائلا" بشأن التجارب المستقبلية.

وما يزيد من هذا التفاؤل أن ستة من المشاركين أعطوا عينات دم لقياسها بعد مرور ستة أشهر من انتهاء التجربة، وتبين بتحليلها أن التأثيرات ذاتها مستمرة.

وهناك آمال معقودة على تطبيق التجربة على عدد أكبر من الأشخاص من فئات عمرية وعرقيات مختلفة.

 

 

 

 

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.