لا يوجد دليل على أن فيتامين سي يعالج أو يمنع فيروس كورونا
لا يوجد دليل على أن فيتامين سي يعالج أو يمنع فيروس كورونا

يصف الأطباء في نيويورك جرعات كبيرة من فيتامين "سي" لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بفايروس كورونا، وخلال الأيام الماضية تم تداول منشورات على مواقع التواصل تؤكد فعالية فيتامين "سي" في علاج بعض أعراض الفيروس.

كما يتشارك ناشطون في مقولة للطبيب الراحل روبرت إف كاثكارت (Robert F Cathcart): "لم أر أي إنفلونزا حتى الآن لم يتم علاجها بجرعات كبيرة من فيتامين سي".

وعن مدى صحة هذه المعلومات، أكد أحد خبراء الصحة في بريطانيا لشبكة "سكاي نيوز" الإنكليزية، أنه في الوقت الحالي لا يوجد دليل على أن تناول مكملات "فيتامين سي" يمكن أن تمنع أو تعالج المصابين بفيروس كورونا.

من جانبها، قالت هارييت سميث، أخصائية التغذية: "يلعب فيتامين سي دورًا مهمًا في مناعة الجسم، ومع ذلك، هناك بعض الأدلة المحدودة على أنه يقلل من شدة ومدة نزلات البرد الشائعة".

وأضافت: "لكن فيروس كورونا مختلف عن الفيروسات التي تسبب نزلات البرد الشائعة، لذا لا تنطبق النتائج على هذا الفيروس".

ولا تنصح سميث الناس بتناول جرعات عالية من فيتامين سي في المنزل، لأنه يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.

وعن المعلومات المتداولة التي تقول إن فيتامين سي يمكن أن يمنع الإصابة بفيروس كوفيد -19، قالت سيمث هناك بعض الأبحاث الجارية لمعرفة آثار الجرعات العالية من الفيتامين على فيروس كورونا، ولكن هذه التجارب في المراحل الأولى ولا يمكن استخلاص نتائج منها.

بدورها، قالت مؤسسة التغذية البريطانية: "لا يوجد طعام أو مكمل غذائي، يمكن أن يحميك من الإصابة بفيروس كورونا"، لكنها أضافت أن "اتباع نظام غذائي صحي مهم في دعم وظائف المناعة لدينا والعديد من العناصر الغذائية تؤثر على قدرة الجسم على قتال العدوى".

من جهته، أكد الدكتور أندرو ويبر، أخصائي أمراض الرئة في مستشفى "لونغ آيلند" الأميركية ، أن المرضى المصابون بفيروس كورونا الذي منحهم 1500 ملليغرام من فيتامين "سي" في الوريد، 4 مرات في اليوم، كانوا أفضل من أولئك الذين لم يحصلوا على الجرعة.

ولفت تقرير الشبكة إلى أن جامعة ووهان الصينية أجرت دراسة على فعالية جرعات فتامين "سي" في علاج فيروس كورونا ولكن لن يتم التأكد من نتائجها قبل شهر سبتمبر القادم.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.