دواء تايلينول يختفي في الأسواق بعد شيوع أنباء بأنه مفيد لوباء كورونا
دواء تايلينول يختفي في الأسواق بعد شيوع أنباء بأنه مفيد لوباء كورونا

اختفت في الآونة الأخيرة أدوية التايلينول من المحال التجارية والصيدليات بعد شيوع أنباء بأن مسكن الآلام الشهير مفيد في التصدي لوباء كوفيد-19.

وقال دكتور بارهام افتيكاري أختصاصي أمراض الكلى إن تايلينول، واسمه العلمي "اسيتامينوفين"، مفضل للحمى على مضادات الالتهابات غير الأستيرويدية مثل الأيبوبروفين.

وأوضح أفتيكاري أن من الأسلم إعطاء تايلينول للحمى، داعيا إلى "الابتعاد عن الأدوية غير الإستيرويدية المفيدة لالتهاب المفاصل والصداع، والصداع النصفي في بعض الأحيان، ولكن الاستخدام المطول لها، له نتائج سلبية على القلب والكلى، وربما الجهاز المناعي، حسبما تظهر أدلة حديثة".

والمعروف أن الجهاز المناعي هو خط الدفاع الأول في التصدي لوباء كوفيد-19 الفيروسي. والحمى من أعراض المرض الرئيسية.

وقال إفتكاري إن البحث لا يزال جاريا بشأن تلك الدراسات، لكن النتائج الأولية تظهر أن أدوية مثل الأيبوبروفين، يمكن أن تجعل كوفيد-19 أسوأ بالنسبة لبعض المرضى. وأضاف "إن استخدام الأدوية المضادة للحمى يمكن أن يمنع بالفعل بعض وظائف الخلية ما قد يؤدي إلى نتائج سيئة بالنسبة لكوفيد-19".

وكانت دراسات بالفعل قد قالت إن آيبوبروفين يعزز  إنتاج مستقبلات تسمى ACE2  تساعد في دخول فيروس كورونا إلى الخلية ومفاقمة المرض.

لكن خبراء طبيين آخرين يقولون إن الأدلة العلمية ليست مقنعة. وقال الدكتور ديفيد أغوس "هذا ليس صحيحا. لا بأس بتناول تايلينول، ولا بأس بتناول آيبوبروفين".

شركة جونسون آند جونسون المنتجة للتايلينول أقرت بشح الدواء في السوق ونصحت المحال التجارية بتقنين بيعه، إلى حين معالجة المشكلة.

ويقول صيادلة إنه عند الحاجة، بإمكان الكبار استخدام أدوية تايلينول المخصصة للأطفال، مع تعديل الجرعة.
 

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.