سباق مع الزمن للوصول إلى علاج فعال من شأنه القضاء على فيروس كورونا المستجد
سباق مع الزمن للوصول إلى علاج فعال من شأنه القضاء على فيروس كورونا المستجد

توصل علماء إلى معلومات صادمة جديدة عن فيروس كورونا المعروف رسميا بـسارس-كوف-2 والذي يسبب مرض كوفيد-19.

واستعرض موقع "نيتشر" عددا من أحدث ما توصل إليه العلم في الحرب المستمرة مع الفيروس القاتل ومع الزمن.

يسكن خفاش حدوة الحصان منذ عقود

الفيروسات المرتبطة بشكل وثيق بكورونا المستجد، تعيش في خفاش حدوة الحصان وجاهزة لاستهداف البشر منذ عقود أو ربما أكثر.

عمل فريق ديفيد روبرتسون وزملائه في جامعة غلاسكو البريطانية على تحليل الحمض النووي الريبي لـ68 فيروسا من سلالة كورونا، بما فيها فيروس سارس-كوف-2 والفيروس الذي يسبب متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس).

وأظهر التحليل أن خفافيش حدوة الحصان تستضيف سلالة واسعة من الفيروسات التي، مثل سارس-كوف-2، قد تصيب الإنسان. 

ويقدر الفريق أن سلف سارس-كوف-2 انشطر قبل 40 إلى 70 عاما عن الفيروس المرتبط بشكل وثيق بفيروس Ra TG13 لدى الخفاش.

وعلى الرغم من أن الفيروسان يتشابهان بشكل كبيرة من الناحية الجينية، إلا أن  Ra TG13 لا يصيب الإنسان.

الأقنعة قد تقلص انتشار كوفيد-19

تمنع أقنعة الحراجة بشكل فعال انتشار الفيروسات التاجية الموسمية، في قطرات الجهاز التنفسي، ما يشير إلى أن الأقنعة قد تحول دون انتقال سارس-كوف-2.

وتعد فيروسات كورونا الموسمية أحد أسباب نزلات البرد والزكام. وطلب علماء في جامعة هونغ كونغ من متطوعين مصابين بفيروسات كورونا الموسمية أن يجلسوا في كشك مغلق ووضع وجوههم في جهاز لأخذ العينات اسمه Gesundheit-II، يلتقط الجزيئات المحمولة جوا.

ورصد العلماء الذين كان يقودهم بنجامين كاولينغ، الحمض النووي الريبي لكورونا في القطرات الخشنة وأيضا قطرات الهباء الجوي الدقيقة المنبعثة من المتطوعين الذين لم يكونوا يضعون أي أقنعة واقية.

وقلصت الأقنعة اكتشاف الحمض النووي الريبي للفيروس في نوعي قطرات الجهاز التنفسي.

وتنبعث الجسيمات الأكبر خلال العطس والسعال، فيما يمكن لقطرات الهباء الجوي التي يبلغ قطرعها خمسة ميكرومتر أو أقل، أن تنتشر خلال الزفير.

ويقول معدو الدراسة، إن الأقنعة لا تساهم في الحد من انتشار فيروسات كورونا الموسمية فحسب، بل حتى الإنفلونزا.

الأجسام المضادة لدى اللاما قد تحبط كوفيد-19

يمكن للأجسام المضادة لدى حيوان اللاما أن تكون سلاحا لمحاربة العديد من الفيروسات التاجية التي تصيب الإنسان.

وقام فريق علماء في معهد VIB لعلوم الحياة في بلجيكا بالتعاون مع فريق في جامعة تكساس في مدينة أوستن الأميركية، بعزل جسمين مضادين لدى اللاما يعملان على ربط بروتينات "سبايك" التي تستخدمها الفيروسات التاجية لاختراق الخلايا. 

وتمكن أحد الجسمين المضادين من تحييد فيروس كورونا المسؤول عن مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، في حين نجح الآخر في تطهير  متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس).

وأدى دمج الأجسام المضادة لسارس من اللاما مع جسم مضاد بشري إلى هجين يعمل على تحييد الفيروس المسبب لكوفيد-19. وتشير البينات إلى أن مثل هذه الأجسام المضادة قد تكون مفيدة في مكافحة الأوبئة الناجمة عن الفيروسات التاجية.

 دم الناجين

شهد مرضى في وضع خطير بسبب إصابتهم بكوفيد-19 تحسنا كبيرا بعد حصولهم على دم من أشخاص ناجين من المرض، بحسب فريقي بحث منفصلين في الصين. 

وتتضمن هذه العملية، المعروفة باسم العلاج المشتق من البلازما أو "بلازما النقاهة"، إجراء الأطباء اختبارات على بلازما دم أشخاص تعافوا من المرض لاستخراج الأجسام المضادة للفيروس ثم حقن الشخص المريض بتلك البلازما أو مشتق منها.

وسمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) باستخدام بلازما النقاهة في علاج من هم في وضع حرج بسبب كوفيد-19.

البروتينات الفيروسية تشير إلى علاجات محتملة

تقدم قائمة من البروتينات البشرية التي تأثرت بسارس-كوف-2 دليلا لعلاجات محتملة للأشخاص المصابين بالفيروس.

وقال فريق علماء في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، بهندسة خلايا بشرية لإنتاج واحد من بين 26 بروتينا يصنعه فيروس كورونا. 

وسمح ذلك للباحثين الذين يقودهم نيفان كروغان، بتحديد بروتينات بشرية تتفاعل ماديا مع بروتينات كورونا.

ومن بين 332 تفاعلا بين البروتينات البشرية والفيروسية، تمكن العلماء من تحديد 67 منها يمكن للأدوية المتوفرة أو المرشحة للاستخدام أن تعطلها.

ويعمل الباحثون الآن على اختبار بعض تلك المركبات بحثا عن نشاط مضاد للفيروسات.

 

طبيب يجري تصويرا بالموجات فوق الصوتية لامرأة حامل يحيط بها زوجها في 13 ديسمبر 2023، في تيرانا. توضيحية.
طبيب يجري تصويرا بالموجات فوق الصوتية لامرأة حامل يحيط بها زوجها في 13 ديسمبر 2023، في تيرانا. توضيحية.

يتسبب الحمل في تغييرات كبيرة تطرأ على جسد المرأة منها ما يتعلق بالهرمونات والقلب والأوعية الدموية والتنفس والهضم والإخراج، لكن دراسة جديدة كشفت أيضا أن الدماغ يتعرض لتغيرات كبيرة منها العابر ومنها ما يستمر لفترات.

وقال باحثون الاثنين إنهم تمكنوا لأول مرة من رسم خريطة للتغيرات التي تطرأ عندما يعيد الدماغ تنظيم نفسه استجابة للحمل، استنادا إلى 26 عملية مسح خلال فترة كبيرة بداية من ثلاثة أسابيع قبل الحمل ومرورا بشهور الحمل التسعة وحتى العامين التاليين للولادة.

ووثقت الدراسة انخفاضا واسع النطاق في حجم المادة الرمادية المعروفة باسم قشرة الدماغ، وهي قشرة متجعدة تشكل الطبقة الخارجية من الدماغ، فضلا عن زيادة في سلامة البنية الدقيقة للمادة البيضاء الداخلية في المخ. وتزامن التغيران مع ارتفاع مستويات هرموني الاستراديول والبروجسترون.

وتتكون المادة الرمادية من أجسام الخلايا العصبية في الدماغ، بينما تتكون المادة البيضاء من حزم من المحاور -‭ ‬الألياف الطويلة والرفيعة- للخلايا العصبية التي تنقل الإشارات لمسافات طويلة عبر الدماغ.

واستندت الدراسة، وهي الأولى من نوعها، إلى حالة واحدة هي إليزابيث كراستيل، خبيرة علم الأعصاب الإدراكية بجامعة كاليفورنيا في مدينة إرفاين والتي شاركت في إعداد الدراسة.

وكراستيل أم لأول مرة أنجبت طفلا سليما عمره الآن أربعة أعوام ونصف العام، وكانت تبلغ من العمر 38 عاما عندما خضعت للدراسة، وعمرها الآن 43 عاما.

وقال معدو الدراسة إنهم منذ استكمالها لاحظوا النمط نفسه لدى العديد من النساء الحوامل الأخريات اللاتي خضعن لفحوص الدماغ في إطار مبادرة بحثية مستمرة تسمى مشروع الدماغ الأمومي. ويهدفون إلى زيادة عدد الحالات التي يشملها المشروع إلى مئات.

وقالت كراستيل "أمر صادم أننا في عام 2024 ولا نملك معلومات تذكر عما يحدث في المخ في أثناء الحمل. هذه الدراسة (البحثية) تفتح الباب أمام أسئلة أكثر مما تجيب عليها، ونحن لا نزال في بداية الطريق للإجابة على هذه الأسئلة".

وأظهرت الفحوص انكماشا بلغ أربعة في المئة في المتوسط للمادة الرمادية في نحو 80 في المئة من مناطق الدماغ التي تمت دراستها. ولم يؤدِ الارتداد الطفيف بعد الولادة إلى عودة حجم القشرة إلى مستويات ما قبل الحمل.

وأظهرت الفحوص زيادة بنحو 10 في المئة في سلامة البنية الدقيقة للمادة البيضاء، وهي مقياس لصحة وجودة الاتصال بين مناطق الدماغ، وبلغت ذروتها في أواخر الثلث الثاني من الحمل وأوائل الثلث الثالث ثم عادت بعد الولادة إلى حالتها قبل الحمل.

وقالت إيميلي جاكوبس، خبيرة علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، كبيرة معدي الدراسة المنشورة في مجلة نيتشر نيورو ساينس، "يخضع دماغ الأم لتغيير خاص بفترة الحمل، وأخيرا أصبحنا قادرين على مراقبة العملية في الوقت الفعلي".

وأضافت "التقطت دراسات سابقة صورا للدماغ قبل وبعد الحمل. لكننا لم نراقب قط الدماغ في خضم هذا التحول".

وقال الباحثون إنه ليس من الواضح ما إذا كان فقدان المادة الرمادية أمرا سيئا.

وقالت لورا بريتشيت باحثة الدراسات العليا في جامعة بنسلفانيا والمشاركة في إعداد الدراسة "من الممكن أن يكون هذا التغيير إشارة إلى ضبط دقيق لدوائر المخ، وهو أمر ليس بعيدا عما يحدث لجميع الشباب في أثناء الانتقال إلى مرحلة البلوغ عندما تصبح أدمغتهم أكثر تخصصا. قد تكون بعض التغيرات التي لاحظناها أيضا استجابة للمطالب الفسيولوجية الكبيرة للحمل نفسه، مما يُظهر مدى قدرة الدماغ على التكيف".

ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا في المستقبل من دراسة مدى إمكانية أن يساعد الاختلاف في هذه التغيرات في التنبؤ بظواهر مثل اكتئاب ما بعد الولادة وكيف يمكن أن يؤثر تسمم الحمل، وهو حالة خطيرة من ارتفاع ضغط الدم قد تتطور في أثناء الحمل، على الدماغ.

وقالت كراستيل إنها لم تكن على علم في أثناء الدراسة بالبيانات التي تظهر التغيرات في دماغها، ولم تشعر بأي اختلاف.

وأضافت، في إشارة إلى الغموض العقلي الذي تعاني منه بعض النساء الحوامل "يتحدث بعض الناس عن 'دماغ الأم' وأشياء من هذا القبيل... ولم أمر بأي شيء من هذا حقا".