قال الدكتور أنتوني فاوتشي، عضو فريق عمل البيت الأبيض الأميركي الخاص بمكافحة فيروس كورونا المستجد، إنه خلال نهاية الحجر الصحي التي يرتقبها أغلب سكان العالم ""ليس هناك شك في أنك ستشاهد حالات أخرى لكورونا".
وخلال إجابته عن سؤال يتعلق بتخفيف قيود التباعد الاجتماعي التي فرضتها سياسيات مكافحة انتشار فيروس كورونا القاتل، قال فاوتشي "لا داعي للمغالطات، عندما سنخفف بعض القيود، سنرى حالات إصابة بالفيروس، بل سأكون مندهشًا إذا لم نعثر على إصابات".
وتابع فاوتشي، وهو مدير المعهد الفدرالي للحساسية والأمراض المعدية، أنه عندما يتم رفع القيود وظهور الحالات، "هناك سيفهم الناس الحاجة للتباعد والحجر الصحي".
من جانبه، قال الرئيس ترامب إنه بينما يأمل في تخفيف القيود التي فرضها الحجر الصحي "فلن نفعل أي شيء حتى نعرف أن البلد سيكون آمنا وأن الشعب سيكون بصحة جيدة".
وأضاف أنه لا يريد أن تستعيد البلاد عافيتها "ثم نكون مجبرين على تطبيق الحجر والقيود مرة أخرى".
وفي إيطاليا التي تعد من أكبر الدول المتضررة في أوروبا والعالم، تخشى السلطات من حصول تراخ في الالتزام بتدابير العزل مع تحسّن الطقس وعطلة عيد الفصح، إذ لم تكفّ السلطات عن تكرار الفكرة نفسها في الأيام الأخيرة وهي "يجب استمرار اليقظة" في مواجهة الفيروس.
ومنتصف الأسبوع الماضي، حذّر رئيس الوزراء جوزيبي كونتي قائلا "لسنا في وضع (يسمح) بتخفيف تدابير" العزل، معلناً أن الحياة في إيطاليا ستبقى متوقفة حتى 13 أبريل الجاري على الأقلّ.
وزير الصحة روبيرتو سبيرانزا قال من جانبه، إن "حالة الطوارئ لم تنتهِ، الخطر لم يختفِ، لا يزال أمامنا بضعة أشهر صعبة، دعونا لا نفسد التضحيات المبذولة".
وفي إسبانيا قررت السلطات تمديد حالة الطوارئ، إذ أعلن رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز تمديد إجراءات العزل في البلاد حتى 25 أبريل، دون أن يستبعد إجراء تمديدات أخرى رغم تسجيل انخفاض في عدد الوفيات.
وبدأت أصوات تتعالى في أوروبا والولايات المتحدة لحمل الحكومات على تخفيف إجراءات الحجر الصحي، خصوصا بعدما بدأت الحياة تعود إلى ووهان الصينية حيث ظهر الوباء أول مرة شهر ديسمبر 2019.
وسعيا منها لوقف انتشار الوباء، عمدت السلطات الصينية إلى وسائل جذرية، ففرضت حجرا لم يكن الغرب يتصور أن يعمد إليه يوما، استهدف مدينة ووهان في بادئ الأمر، ثم اتسع في 25 يناير ليشمل كامل محافظة هوباي، عازلا سكانها الـ56 مليونا تماما عن العالم.
وقبل نحو أسبوع، خففت الصين إجراءات العزل والحجر الصحي على ووهان لكنها أبقت حظر السفر وشددت إجراءات الفحص في الأماكن العامة.
وفي كوريا الجنوبية، أعلنت السلطات أن بعض المتعافين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد عادوا إلى المستشفيات حاملين الفيروس مجددا وهو ما جعل الحكومات الأخرى تتردد في اتخاذ قرارات رفع الحظر الصحي.
لذلك يبدو أن رفع الحجر الصحي وتخفيف القيود، لا تعني بالضرورة القضاء على فيروس كورنا المستجد، وهو ما يحاول طاقم البيت الأبيض تأكيده في كل مؤتمر صحفي خاص بـ"الرد الأميركي على كورونا المستجد".