جدل العدوى من جثث وفيات كورونا.. الصحة العالمية توضح
12 أبريل 2020
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
تثار أسئلة حول طريقة التعامل مع جثث الموتى الذين توفوا بسبب فيروس كورونا المستجد، وإمكانية أن تنقل الجثث العدوى إلى الأحياء. وكانت الشرطة المصرية قد اشتبكت مع أهالي قريتين رفضوا دفن سيدة توفيت بالوباء خشية انتشار الفيروس بينهم.
نشرت منظمة الصحة العامة إرشادات عامة بخصوص التعامل مع جثث الموتى بفيروس كورونا، في محاولة لتجنب انتقال العدوى، وتصحيح مفاهيم خاطئه قد يصاحبها تغول على الحقوق وكرامة الموتى.
وأوضحت المنظمة في بيان على موقعها على الإنترنت أن مرض كوفيد-19 يؤثر بشكل رئيسي على الرئتين، وأن انتقاله يتم عن طریق القطیرات والأدوات المعدیة والمخالطة اللصیقة، وهناك إمكانیة لانتقاله عن طریق البراز. لكنه لا ینتقل بالهواء، حسب المنظمة.
وشددت المنظمة على أنه لا ينبغي التسرع في التخلص من الجثة المصابة لأنها ليست معدية باستثناء الرئتين، داعية إلى التعامل بحذر مع هذا العضو أثناء التشريح، مع اتباع التدابير المعتادة في غرفة ذات تهوية جيدة.
ومع ذلك طالبت المنظمة بتوخي الحذر عند التعامل مع الجثث، إلى حين توافر المزيد من المعلومات حول هذا الفيروس الجديد.
وقالت المنظمة إن من المفاهيم المغلوطة الشائعة إحراق جثث المتوفين بمرض معدٍ، مشددة على أن ذلك لیس صحیحا وأن إحراق الجثث هو خیار یتعلق بالعادات، والطقوس الدينية، والموارد المتاحة.
ودعت منظمة الصحة العالمية القائمين على تجهيز الجثث إلى تنظيف الیدین بالنحو اللازم، وتوفير معدات الحمایة الشخصیة الضروریة، بما في ذلك الرداء الطبي والقفازات.
وقالت المنظمة إنه إذا كان هناك خطر انبعاث رذاذ من إفرازات الجسم أو سوائله، فینبغي أن یحمي العاملون وجوههم، بما في ذلك استخدام واقیات الوجه أو النظارات الواقیة، والكمامات الطبیة.
ونصحت المنظمة في بيانها بتقليل تحريك الجثة إلى أدنى حد ممكن، وتغليفها بقماش. مؤكدة أنه لا حاجة إلى تعقيم الجثة قبل نقلها إلى المشرحة، أو استخدام حقائب للجثث، كما أنه لا حاجة إلى مركبات خاصة.
وقالت المنظمة إن من حق أهل الميت رؤية الجثة دون لمسها، أو تقبيلها، مع أهمية إبعاد كبار السن أو ضعيفي المناعة عن الجثة.
وقالت المنظمة أنه ینبغي أن یرتدي الأشخاص المكلفون بحمل الجثة ودفنها قفازات وأن یغسلوا أيدیھم بالماء والصابون بعد نزع القفازات والانتهاء من إجراءات الدفن.
وتبقى فیروسات كورونا البشریة معدیة على الأسطح لمدة تصل إلى تسعة ايام، وبالنسبة لفیروس كوفید-19 لمدة تصل إلى 72 ساعة في ظروف تجريبية، لذلك فإن للتنظیف البیئي أهمية فائقة، حسب المنظمة.
صينيون يواجهون فيروسا "ليس له علاج".. هل هناك داع للقلق؟
مصطفى هاشم - واشنطن
06 يناير 2025
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
تنتشر صور لصينيين بالكمامات وأخبار حول اكتظاظ بمستشفيات على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تحذيرات من فيروس جديد يصيب الجهاز التنفسي. هذه الأنباء أثارت قلق البعض، لدرجة أن العديد من الأشخاص في الولايات المتحدة عادوا مؤخرا لارتداء الكمامات في المناسبات وأماكن التجمعات.
وتشهد الصين ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف بـ"ميتانيموفيروس" (hMPV)، خاصة في المقاطعات الشمالية وبين الأطفال. ويُعيد هذا إلى الأذهان ذكريات بداية جائحة كورونا، التي ظهرت في مدينة ووهان قبل خمس سنوات وأودت بحياة مئات الآلاف حول العالم.
وبحسب أستاذ ومستشار علاج الأمراض المُعدية، ضرار حسن بلعاوي، في حديثه مع موقع "الحرة" فإن هذا الفيروس يثير بعض المخاوف بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الفيروس المخلوي التنفسي والإنفلونزا ونزلات البرد.
ما هو ميتانيموفيروس البشري؟
تم اكتشاف ميتانيموفيروس البشري لأول مرة في هولندا عام 2001. "وبالرغم من أنه جديد نسبيا من حيث اكتشافه، إلا أنه من المُعتقد أن الفيروس كان متواجدا لفترة طويلة قبل ذلك"، بحسب بلعاوي، الذي يشير إلى أن "ميتانيموفيروس" البشري والفيروس المخلوي التنفسي من نفس العائلة.
واعتبارًا من عام 2016، يعتبر ميتانيموفيروس البشري ثاني أكثر أسباب أمراض الجهاز التنفسي الحادة شيوعا (بعد الفيروس المخلوي التنفسي RSV) لدى الأطفال الأصحاء دون سن الخامسة في العيادات الخارجية بالولايات المتحدة الأميركية، بحسب بلعاوي.
وتُشير الدراسات إلى أنه ينتشر موسميًا، عادةً في فصلي الربيع والشتاء.
أما عن ظهور الفيروس مؤخرا في الصين، فإن بلعاوي يعزو ذلك إلى تزايد رصد الحالات وتسليط الضوء عليه، وليس بالضرورة إلى بدايته الفعلية.
ونشر المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها بيانات تُظهر ارتفاعًا ملحوظًا في التهابات الجهاز التنفسي خلال الأسبوع الممتد من 16 إلى 22 ديسمبر 2024.
ويقول بلعاوي: "ارتبط ميتانيموفيروس البشري بنسبة 6.2 في المئة من نتائج الاختبارات الإيجابية لأمراض الجهاز التنفسي و5.4 في المئة من حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسي في الصين، متجاوزًا بذلك كوفيد-19 والراينوفيروس والفيروسات الغدية".
من يصيب وما مدى خطورته؟
يُصيب ميتانيموفيروس البشري جميع الفئات العمرية، ولكنه يُشكل خطرًا كبيرا على الأطفال الصغار، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو.
في معظم الحالات، تُسبب العدوى أعراضا خفيفة تشبه نزلات البرد، مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، والحمى. ولكن في بعض الحالات، وخاصةً للفئات الأكثر عرضةً للخطر، يمكن أن يُسبب الفيروس التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، ما قد يتطلب دخول المستشفى.
ما هو العلاج؟
لا يوجد علاج مُحدد لميتانيموفيروس البشري، والعلاج يعتمد في الغالب على تخفيف الأعراض، بحسب بلعاوي.
لكن الخبير في علم الأدوية واللقاحات في لندن، بلال زعيتر، قال لموقع "الحرة" إن هناك لقاحا بالفعل تم تطويره بشكل طارئ لمحاربة هذا الفيروس، بنفس الطريقة التي تم بها تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، في حين لا تزال الدراسات جارية للتأكد من فعاليته.
وينصح بلعاوي بدوره من تظهر عليه الأعراض بالراحة وشرب الكثير من السوائل، كما يمكن استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية لتخفيف الحمى والألم.
لكنه يشير إلى أنه في حالات العدوى الشديدة، قد يلزم العلاج في المستشفى، حيث يُمكن تقديم الرعاية الداعمة، مثل الأكسجين والتهوية الميكانيكية.
طرق الانتقال وسرعة الانتشار
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في الولايات المتحدة، يمكن التقاط العدوى بهذا الفيروس، من مخالطة المصابين، من إفرازات السعال، أو العطس، أو اللمس، أو المصافحة للمصاب، أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.
وتتراوح فترة الحضانة بين 3 إلى 6 أيام، وقد يختلف متوسط مدة المرض حسب شدته.
ويقول بلعاوي إن "سرعة انتشار الفيروس ليست معروفة بدقة، وتُجرى دراسات لفهم طبيعة انتقاله بشكل أفضل".
طرق الوقاية
تُشبه طرق الوقاية من ميتانيموفيروس البشري hMPV تلك المتبعة للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا بحسب بلعاوي، وهي:
* غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية. * تجنب لمس العينين، والأنف، والفم بأيدي غير مغسولة. * تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل على الفور. * تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر. * البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لتجنب نقل العدوى للآخرين.
هل يمكن أن ينتقل من الصين إلى بلاد أخرى؟
بالرغم من إعلان السلطات الصحية الصينية أنها تنفذ إجراءات طارئة لمراقبة انتشار المرض وإدارته، فإن هونغ كونغ أبلغت عن وجود عدد من الإصابات بين مواطنيها، فيما أعلنت دول مجاورة مثل تايوان وكمبوديا أنها تراقب الوضع عن كثب.
ويرى بلعاوي أن الصين يجب ان تنفذ إجراءات استباقية مشددة حتى لا ينتشر الفيروس، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا داع للقلق لأننا نعرف الكثير عنه فضلا عن أن العالم أصبح يعرف الكثير بعد جائحة كورونا بشأن كيفية التعامل مع الأمراض التنفسية والمستشفيات مجهزة لمثل هذا الأمر.
ويؤكد أنه بالرغم من أن الفيروس لا يمثل حاليا تهديدا وبائيا عالميا، فإن الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه يُعد أمرا بالغ الأهمية للحد من انتشاره وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل المرضى وكبار السن والأطفال.