يحتاج المصاب بأعراض خفيفة 6 أسابيع للتعافي
يحتاج المصاب بأعراض خفيفة 6 أسابيع للتعافي

على الرغم من أن أكثر من 400 ألف شخصاً من مصابي فيروس كورونا قد تماثلوا للشفاء، وفقًا لقاعدة بيانات جامعة جونز هوبكنز، إلا أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بكثير.

ففي الوقت الذي تبلغ كل مدينة أو دولة عن عدد المصابين والوفيات لديها، إلا أن الكثير منها لا يعلن عن الحالات التي تماثلت للشفاء.

وقال المتحدث باسم الجامعة دوغلاس دونوفان لشبكة "سي إن إن": "الحالات التي تماثلت للشفاء خارج الصين هي تقديرات تستند إلى تقارير وسائل الإعلام المحلية وقد تكون أقل بكثير من العدد الحقيقي".

ونظراً لمحدودية الاختبارات في الكثير من البلدان بما فيها أميركا، يتم إعطاء الأولوية للحالات الأكثر خطورة للتشخيص الرسمي، أما الأشخاص الذين لديهم أعراض خفيفة، أو لا تظهر عليها أعراض على الإطلاق، لا يخضعون عادة للاختبار، وهذا يعني أن العديد من الإصابات الخفيفة لا يتم تضمينها في عدد الحالات أو حالات التعافي، وفقاً لدوغلاس.

بينما قال الدكتور بالا هوتا، أستاذ الأمراض المعدية والمدير المساعد في مركز جامعة راش في شيكاغو إن "معرفة العدد الحقيقي للأشخاص المصابين بين السكان سيكون مفيدًا جدًا للحصول على نماذج أفضل عن وقت ذروة المرض وانخفاضه، وعندها يمكننا تكوين صورة واضحة عن السماح لهؤلاء الأشخاص بالعودة الى العمل".

 

استمرار بعض الأعراض


وأضاف هوتا أن العديد من المرضى الذين تماثلوا للشفاء وأصبحوا غير ناقلين للفيروس، يعانون من سعال خفيف وشعور بالتعب، ويستغرقون وقتاً طويلاً للعودة الى حياتهم الطبيعية.

فالتعافي من هذا الفيروس قد يستغرق 6 أسابيع للأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة، أما في حالات الأعراض الخطيرة يستغرق الأمر شهوراً، وفقاً لتصريحات الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية.

ولكن الأمر يختلف بالنسبة للمرضى الذين يتم وضعهم على جهاز التنفس الصناعي، فقد قال الدكتور راندال كورتيس، الأستاذ في المركز الطبي بجامعة واشنطن هاربورفيو: "ما نراه في المرضى الذين ينتهي بهم الأمر إلى استخدام أجهزة التنفس الصناعي لعدة أسابيع، وبعد تحسن صحتهم يبقون في وحدة العناية المركزة لعدة أيام، ثم يعودون إلى غرفة مستشفى عادية لبضعة أيام أو أسبوع لاستعادة قوتهم".

 

آثار دائمة

من جانبه، ذكر الدكتور Shu-Yuan Xiao، أستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة شيكاغو، أن معظم الأشخاص الذين يعانون من حالات معتدلة من الفيروس يتعافون بدون وجود أي آثار دائمة للفيروس، لكن بالنسبة للمصابين بأعراض خطيرة يعانون من أثار دائمة.

فقد أعلنت هيئة مستشفى هونغ كونغ في مارس أنه ضمن مجموعة من 12 مريضاً تماثلوا للشفاء، يعاني ثلاثة منهم من انخفاض سعة الرئة، وأصبحوا يعانون عند المشي أو بذل أي مجهود، كما كشفت عمليات المسح التي أجريت على رئة تسعة مرضى علامات تلف في الأعضاء.

أما الدكتور أميش أدالغا، خبير الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، فقد أكد أن بعض المرضى المصابين بأمراض خطيرة قد لا يستعيدون وظائف الرئة الكاملة.

 

متى تنهي العزل الذاتي؟

أما إذا كنت مريضاً أو تعاني من أعراض خفيفة وقمت بوضع نفسك في الحجر الذاتي فمتى تعرف أنك تماثلت للشفاء؟

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، هناك ثلاثة معايير، أولها إذا لم تعاني من الحمى لمدة 72 ساعة على الأقل (بدون أدوية خفض الحمى)، ولم تعد تعاني من الأعراض الأخرى مثل ضيق التنفس والسعال، والمعيار الثاني يكون قد مرت سبعة أيام على الأقل منذ ظهور الأعراض.

أما المعيار الثالث هو إجراء اختبارين لفحص الفيروس بينهما 24 ساعة، ويجب أن تكون نتيجتهما سلبية حتى يمكنك إنهاء العزل الذاتي. 

ولا يزال العلماء غير متأكدين من توقف الشخص المصاب بالفيروس عن نقل العدوى للآخرين، لكن فريقًا من الباحثين الألمان اكتشفوا أن المرضى الذين يعانون من حالات خفيفة يتوقفون عن نقل العدوى بعد مرور 8 أيام من بدء ظهور الأعراض، أما الأشخاص الذين يعانون من أعراض خطيرة يتوقفون عن نقل العدوى بعد اليوم الحادي عشر.

الاكتشاف قد يساعد في تطوير علاجات مستقبلية - صورة تعبيرية.
الاكتشاف قد يساعد في تطوير علاجات مستقبلية - صورة تعبيرية.

اكتشف علماء عبر أبحاث جديدة شبكة دماغية تبدو أنها أكبر بمرتين من حجمها الطبيعي لدى معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب.

وأشار موقع "سينس أليرت" إلى أنه "كلما زادت معرفتنا بكيفية تأثير الاكتئاب على الدماغ، كلما كان بوسعنا منعه وعلاجه بشكل أفضل".

ويعتقد الباحثون المشاركون بالدراسة، بقيادة فريق من كلية طب وايل كورنيل في مدينة نيويورك، أن هذا الاكتشاف قد يساعد في تطوير علاجات مستقبلية - ربما تلك التي تستهدف هذه الشبكة الدماغية المحددة.

وأوضح الباحثون أن "الشبكة تتوسع إلى ضعف حجمها تقريبا لدى معظم الأفراد المصابين بالاكتئاب، وكان هذا التأثير ظاهرا في عدة حالات".

ويشير هذا إلى أن شبكة البروز الجبهي المخططي (frontostriatal salience) يمكن أن تتوسع في مساحة تكون عادة ضمن مجال شبكات وظيفية أخرى. وقد وجد سابقا أن مثل هذه التحولات تكون وراثية.

ويتميز البحث باستخدامه لرسم الخرائط الوظيفية الدقيقة، وهو نهج جديد نسبيا يمنح الباحثين نظرة أكثر تفصيلا لكل دماغ وكيفية تخطيطه.

وأظهر تحليل أولي لمسح الدماغ لـ 57 فردا مصابا بالاكتئاب، بمتوسط ​​عمر 41 عاما، مقارنة بـ 37 من الأشخاص الأصحاء، توسع شبكة البروز الجبهي المخططي. ثم تم دعم هذه النتائج من خلال المقارنات مع مجموعات بيانات أكبر.

وأظهرت اختبارات أخرى على مجموعة أصغر على مدار عام ونصف العام، بالإضافة إلى بيانات صور الدماغ من 114 طفلا تم جمعها قبل وبعد تشخيص الاكتئاب، نتائج مماثلة.

وقال الباحثون "كان توسع شبكة البروز مستقرا بمرور الوقت، ولم يتأثر بحالة المزاج، ويمكن اكتشافه لدى الأطفال قبل ظهور الاكتئاب في وقت لاحق من مرحلة المراهقة".

وأشارت الدراسة إلى أن توسع شبكة البروز الجبهي المخططي كان ملحوظا لدى الأطفال قبل تشخيص الاكتئاب، مما يشير إلى أنه عامل خطر ومساهم محتمل في الاكتئاب، وليس شيئا يحدث بسببه.

ويؤكد الباحثون أيضا أن هناك حاجة لجمع وتحليل بيانات من مجموعات أكبر وأكثر تنوعا من الأفراد، على مدى فترات زمنية أطول، لمعرفة الارتباط بين هذه الشبكة الدماغية المحددة والاكتئاب.