منذ عام 1878، أصبحت الأشعة فوق البنفسجية المنتجة بشكل اصطناعي طريقة أساسية للتعقيم
منذ عام 1878، أصبحت الأشعة فوق البنفسجية المنتجة بشكل اصطناعي طريقة أساسية للتعقيم

تعمل شركات رائدة في تقنيات الأشعة فوق البنفسجية عبر العالم، على إنتاج معدات تعقيمية، في غمرة الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد الذي أصاب نحو مليوني شخص.

 

فهل يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تقتل فيروس كورونا حقا؟

 

من بين "النصائح الصحية" التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حاليًا، فكرة أنه يمكنك تطهير بشرتك أو ملابسك أو أشياء أخرى باستخدام ضوء الأشعة فوق البنفسجية للشمس.

ولبحث الموضوع، قامت إحدى الجامعات في تايلاند ببناء نفق للأشعة فوق البنفسجية يمكن للطلاب السير فيه لتطهير أنفسهم وذلك لإثبات أن الاشعة فوق البنفسجية يمكنها قتل الفيروس التاجي على سطح أي شيء بما فيه جلد الإنسان أو ثيابه.

يحتوي ضوء الشمس على ثلاثة أنواع من الأشعة، أولها الأشعة فوق البنفسجية (A)، والتي تشكل الغالبية العظمى من الأشعة التي تصل إلى سطح الأرض.

تلك الأشعة قادر ة على اختراق الجلد بعمق، ويعتقد أنها مسؤولة عن 80 في المئة من شيخوخة الجلد، من التجاعيد إلى البقع العمرية.

وهناك الأشعة فوق البنفسجية (B) التي يمكن أن تتلف الحمض النووي في جلدنا، مما يؤدي إلى حروق الشمس وسرطان الجلد في نهاية المطاف.

ويوجد نوع ثالث من الأشعة فوق البنفسجية وهي المعروفة بحرف (C). ويتكون هذا الجزء الغامض نسبيًا من طول موجة أقصر وأكثر نشاطًا للضوء. 

إنه جيد بشكل خاص في تدمير المواد الجينية، سواء في البشر أو الجسيمات الفيروسية. لحسن الحظ، من غير المحتمل أن يكون معظمنا قد واجه أيًا منها. وذلك لأنه يتم تصفيتها بواسطة طبقة الأوزون في الغلاف الجوي قبل وصوله إلى بشرتنا الهشة بوقت طويل.

واكتشف العلماء أنه يمكنهم تسخير الأشعة فوق البنفسجية لقتل الكائنات الحية الدقيقة، منذ عام 1878، وأصبحت الأشعة فوق البنفسجية المنتجة بشكل اصطناعي طريقة أساسية للتعقيم، تستخدم في المستشفيات والطائرات والمكاتب والمصانع يوميا، وهي أساسية أيضًا لعملية تطهير مياه الشرب من بعض الطفيليات المقاومة للمطهرات الكيميائية مثل الكلور.

وعلى الرغم من عدم وجود أي بحث في كيفية تأثير الأشعة فوق البنفسجية على كوفيد- 19 على وجه التحديد، فقد أظهرت الدراسات أنه يمكن استخدامه ضد الفيروسات التاجية الأخرى، مثل سارس الذي ضرب الصين في 2003.

يقول الخبراء إن الإشعاع يشوه بنية المادة الجينية للفيروسات ويمنع الجزيئات من عمل المزيد من النسخ منها.

لكن لاستخدام الأشعة فوق البنفسجية بأمان، تحتاج إلى معدات متخصصة وتدريب.
لذلك أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا صارما ضد الأشخاص الذين يستخدمون ضوء الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم أيديهم أو أي جزء آخر من بشرتهم.

 

بديلة لأشعة الشمس؟

 

إذا كانت الأشعة فوق البنفسجية قاتلة لفيروس كورونا، هل معنى ذلك أن أشعة الشمس ممكن أن تشكل معقما طبيعيا ضد الفيروس التاجي؟

يقول الخبراء إن الإجابة صعبة، ولا يمكن أن تكون بهذه البساطة، إذ لاحظوا أنه في بلدان العالم النامي، يعد ضوء الشمس وسيلة شائعة بالفعل لتعقيم المياه، لأنه يتفاعل مع الأكسجين المذاب لإنتاج جزيئات غير مستقرة مثل بيروكسيد الهيدروجين، المكون النشط في العديد من المطهرات المنزلية، والتي يمكن أن تقتل بالفيروسات.

وحتى بدون الماء، ظل ضوء الشمس يساعد على تطهير الأسطح، ولكنه قد يستغرق وقتًا أطول مما يُعتقد.

واكتشف العلماء أن حالات الإنفلونزا في البرازيل تميل إلى الارتفاع خلال موسم الحرائق، عندما يخفف الدخان من الأشعة فوق البنفسجية.

لكن المشكلة تكمن في غياب التجارب على فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 الذي لم يثبت بعد تأثره بالأشعة الشمسية.

كما أن الأبحاث التي أجريت على فيروس سارس- أحد أقارب كوفيد-19 - وجدت أن تعريض الفيروس لـلأشعة فوق البنفسجية لمدة 15 دقيقة لم يكن له أي تأثير على نطاق العدوى.

ومع ذلك، لم تبحث الدراسة في حالات التعرض الأطول للأشعة فوق البنفسجية، والتي يُعرف أنها أكثر ضررًا للمواد الجينية.

أخيرًا، رأى خبراء أن تطهير بشرتك بأي نوع من الأشعة فوق البنفسجية سيؤدي إلى الضرر ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

وبمجرد دخول الفيروس داخل جسمك، لن يكون لأي كمية من الأشعة فوق البنفسجية أي تأثير على حالتك إن كنت مصابا.

يخشى الخبراء من ازدياد عدد الثدييات المصابة بإنفلونزا الطيور
يخشى الخبراء من ازدياد عدد الثدييات المصابة بإنفلونزا الطيور

أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الجمعة، إصابة شخص في ولاية ميسوري بإنفلونزا الطيور من النوع (إتش – 5)، ليصبح أول حالة إصابة معروفة لشخص لم يسبق أن تعرض لحيوان مريض.

وأوضحت الوكالة في بيان نقلته شبكة "سي إن إن" الأميركية: "هذه هي الحالة الرابعة عشر المصابة بإنفلونزا الطيور من النوع (إتش – 5) المبلغ عنها في الولايات المتحدة خلال عام 2024"، مضيفة أنها الحالة الأولى من نوعها التي تحدث "دون تعرض معروف لحيوانات مريضة أو مصابة بالعدوى".

وأضاف البيان أن الحالة قيد التحقيق من وزارة الصحة في ميسوري، موضحًا أن الحالة المصابة نقلت إلى المستشفى يوم 22 أغسطس، وثبتت الإصابة بفيروس إنفلونزا (أ) الذي يصيب الطيور وبعض أنواع الثدييات أيضًا، وتلقت الحالة العلاج وتتعافى حاليا في المنزل.

ولا توجد حالات إصابة بإنفلونزا الطيور بين الماشية حاليا في ميسوري، لكن هناك حالات تفشي للفيروس بين الدواجن في الولاية، وفق "سي إن إن".

وأوضحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن تقييمها لمخاطر انتشار فيروس إنفلونزا الطيور بين عامة الناس لا يزال منخفضا.

ويخشى الخبراء من ازدياد عدد الثدييات المصابة بسلالة "إتش5إن1" H5N1 الحالية، واحتمال انتقال الفيروس بين الثدييات، وإن كانت الحالات المسجلة في صفوف البشر نادرة للغاية، وفق فرانس برس.

وذكر تقرير، يونيو الماضي، أن تزايد حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور بين الثدييات بما في ذلك المواشي في أميركا، يشكل تحذيرا صارخا من أن العالم "غير مستعد" لدرء الأوبئة مستقبلا، وحث الزعماء على التحرك بسرعة.

وأفاد التقرير بأنه بعد مرور أكثر من 4 سنوات على جائحة كوفيد-19، يتعامل السياسيون "بإهمال" من خلال عدم تخصيص ما يكفي من الأموال أو الجهود لتجنب تكرار الكارثة.

وينتقل فيروس إنفلونزا الطيور (إتش5إن1) بشكل متزايد إلى الثدييات، بما في ذلك المواشي في المزارع بجميع أنحاء الولايات المتحدة، وكذلك إلى عدد قليل من البشر، مما أثار مخاوف من أن يتحول الفيروس إلى جائحة في المستقبل.

وقالت هيلين كلارك التي شاركت في إعداد التقرير، وهي رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، في مؤتمر صحفي حينها: "إذا بدأ الفيروس في الانتشار من شخص لآخر، الأرجح أن يعجز العالم عن التعامل معه".

وترأست كلارك التقرير مع رئيسة ليبيريا السابقة، إلين جونسون سيرليف، التي كانت عضوا في لجنة مستقلة ترفع توصيات لمنظمة الصحة العالمية بشأن الاستعداد لمواجهة الأوبئة.