الرجال أكثر تأثرا بفيروس كورونا المستجد
الرجال أكثر تأثرا بفيروس كورونا المستجد

بعيدا عن العادات المتعلقة بالنظافة والتدخين وشرب الكحول، كشفت دراسة أن فيروس كورونا المستجد يؤثر على الرجال أكثر من النساء، وهذا يعود لأسباب بيولوجية وليس بسبب العادات اليومية المتبعة واختلافها ما بين الجنسين وفق الفرضيات السابقة.

حتى الآن أصاب فيروس كورونا المستجد أكثر من 2.3 مليون شخص حول العالم، وأودى بحياة أكثر من 161 ألف شخص حول العالم.

وتظهر الأرقام أن أعداد الرجال المصابين أكثر من أعداد النساء، وهو ما عزته دراسات سابقة إلى العادات المتبعة بشكل يومي واختلافها من كلا الطرفين، خاصة وأن أعداد المدخنين  عند الذكور  أكبر مما هي عند الإناث.

الدراسة الجديدة التي أعدها باحثون في نيويورك بالولايات المتحدة ومومباي بالهند أظهرت أن فيروس كورونا المستجد يتحصن أحيانا في الخصيتين خاصة عندما يهاجمه الجهاز المناعي، حيث يتعلق ببروتين (ACE2) وإنزيم الأنجيوتنسين الذي يتواجد بكثرة هناك، ولكنه يوجد بشكل محدود في المبيض عند المرأة.

وأظهرت الدراسة أن المتعافين من الفيروس من الرجال يحتاجون لفترة أطول من النساء للتخلص من كورونا، حيث تحتاج أجسام النساء إلى ما معدله أربعة أيام للتخلص من العدوى بينما يحتاج جسم الرجل ما معدله ستة أيام على الأقل، وفق تقرير نشره موقع "ديلي ميل".

وأعدت الدراسة طبيبة متخصصة في الأورام في مركز مونتيفيور في برونكس أديتي شاستري، وعالمة الأحياء الدقيقة في مستشفى كاستوربا للأمراض المعدية في مومباي جايانثي شاستري.

أستاذ علم الفيروسات إيان جونز في جامعة ريدينغ شكك بنتائج الدراسة وقال إن كوفيد-19 سيحتاج إلى السفر عبر مجرى الدم للوصول إلى الخصيتين وهو ما لا تفعله الفيروسات بشكل عام، خاصة وأن هذا الفيروس يتكاثر في الجهاز التنفسي.

ولكنه أشار إلى أن الرجال عموما أسوأ من النساء في نتائج اختبارات الجهاز المناعي، وهو ربما يعود إلى أسباب أخرى.

وكانت جانين كلايتون، مديرة مكتب البحوث حول صحة المرأة قد أكدت أنه هناك شيئا ما في الجهاز المناعي للإناث يجعلهن أفضل، إذ تكون الاستجابة المناعية لديهن أقوى من الرجال، وهي ربما ترتبط بهرمون الأستروجين.

وكانت دراسة أعدها المركز الصيني لمكافحة الأمراض قد قالت إن الرجال يتأثرون بفيروس كورونا أكثر من النساء، إذ وجد الباحثون أن معدل الوفيات كان 2.8 في المئة بين الرجال مقارنة بـ 1.7 في المئة بين النساء.

وعزت الدراسة في حينها التأثر بالفيروس بحسب الجنسين بسبب السلوكيات الصحية المختلفة بين الرجال والنساء، خاصة تلك المتعلقة بالنظافة الشخصية والتدخين وشرب الكحول.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.