أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة فودان الصينية، أن أكثر من 30 % من مرضى كورونا لا يطورون أجساما مضادة كافية لمنحهم الحماية ضد الإصابة مرة أخرى بالفيروس.
ووجد الباحثون أن ثلث المرضى الذين خضعوا للتجربة، اكتسبوا مستويات منخفضة من الأجسام المضادة للفيروس، ليست كافية لتوفير المناعة ضد الإصابة بالوباء مرة أخرى.
وكان الباحثون توقعوا أن يكون لدى هؤلاء المرضى الذين تماثلوا للشفاء أجساما مضادة للفيروس قابلة للكشف بسهولة.
وأجرى الباحثون اختبارات الأجسام المضادة على بلازما الدم (جزء الدم الذي توجد فيه الأجسام المضادة) لـ 175 صينيًا ممن أثبتت إصابتهم بالفيروس وتعافوا، وتراوحت أعمارهم 15 -85 عاماً.
وقال معدو الدراسة: "المرضى كبار السن ومتوسطي العمر لديهم أجساما مضادة في البلازما أعلى بكثير من المرضى الصغار".
واكتشفوا أن نحو 10 مرضى لديهم مستويات منخفضة من المضادات لا يمكن اكتشافها باالاختبارات العادية، على الرغم من أنه من المفترض أن تكون لديهم مستويات عالية من هذه الأجسام التي قتلت الفيروس.
كما وجدوا أن حوالي 40% من المرضى لديهم مستويات متوسطة من الأجسام المضادة، و14% لديهم مستويات عالية.
وأكد الباحثون أن المرضى طوروا أجساماً مضادة في غضون 10-15 يوما من الإصابة، مما يشير إلى أنه في غضون أسبوعين، كانت أجسامهم تحارب المرض وقد طورت مستوى معينا من المناعة ضده.
وأوضحوا أن ما يدعو للقلق أن حوالي 30 % من المرضى الذين خضعوا للاختبار لديهم مستويات منخفضة جدا من هذه الأجسام.
وأشار العلماء إلى أنه لا توجد معلومات توضح أي مستوى من هذه الاجسام المضادة يوفر الحماية للجسم ضد الإصابة بالفيروس مرة أخرى، لكن من المؤكد أنه كلما قل عدد الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم، تكون مناعته ضد الفيروس أقل.
وتثير هذه الدراسة الشكوك حول إمكانية استخدام اختبارات الأجسام المضادة للفيروس في إنهاء إجراءات الإغلاق وإعادة فتح الاقتصاد مرة الثانية، عن طريق السماح للأشخاص الذين يملكون حصانة ضد الفيروس بالعودة إلى الحياة الطبيعية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث تكراراً عن أهمية هذه الاختبارات في إعادة فتح الاقتصاد الأميركي.
بعض الباحثين أكدوا أن نتائج هذه الدراسة ليست قاطعة ونهائية، لأنها صغيرة نسبياً وشملت عددا قليلا من المرضى.