دواء الملاريا يثير جدلا ويعطي أملا في علاج كوفيد-19
دواء الملاريا يثير جدلا ويعطي أملا في علاج كوفيد-19

في 19 مارس، سمع طبيب القلب في مستشفى مايو كلينيك، مايكل إكرمان، خبراء طبيين يناقشون في برنامج إذاعي، العقارين المضادين للملاريا؛ كلوروكوين وهيدروكسي كلوروكوين، بعيد ترويج الرئيس ترامب لهما في مؤتمر صحفي،  رغم عدم وجود دليل قاطع يؤكد نجاعتهما في علاج مرض كوفيد-19، الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.

وأكد طبيب خلال البرنامج أن الأدوية ثبت أنها آمنة تماما، لأنها تستخدم ضد الملاريا لعقود وتستخدم أيضا ضد فيروسات وأمراض أخرى، مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.

ذلك التعليق أثار غضب إكرمان، الذي يعالج المرضى المعرضين للإصابة باضطراب ضربات القلب بسبب جيناتهم. ويعرف إكرمان أن كلوروكوين وهيدروكسي كلوروكوين يمكن أن تكون لهما آثار جانبية قاتلة، فقد يتسببان في نوع من عدم انتظام ضربات القلب يؤدي أحيانا إلى توقف مفاجئ للقلب.

ويقول إكرمان "إن الآثار الجانبية نادرة، هذه هي الأخبار العظيمة". لكن الأطباء لا يستطيعون تحديد مدى خطورة هذه الأدوية على مرضى كوفيد-19، المصابين بأمراض خطيرة أخرى، بناء على بيانات من مجموعات أخرى من الأشخاص الذين تناولوها على مدى عقود. 

الخبير في برنامج الراديو، كان يقارن، وفق إكرمان "التفاح بالبطيخ وليس التفاح بالبرتقال".

موقف آخر سمعه إكرامان، أزعجه. إذ قال أحد الأطباء "في المعركة ضد كوفيد-19، خطر عدم انتظام ضربات القلب" عبارة عن "نيران صديقة على الأطباء قبولها".

في ظل انتشار المعلومات التي تشجع على اعتماد كلوروكوين وهيدروكسي كلوروكوين، مع إغفال المخاطر المحتملة، قرر إكرمان وزملاؤه صياغة ما أطلقوا عليه اسم "إرشاد عاجل" في أواخر الشهر الماضي.

ويشرح الإرشاد في عدد من التوجيهات أن الأطباء يمكنهم منع وقوع وفيات، من خلال تحديد ومراقبة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وإذا ظهر عدم انتظام ضربات القلب لدى أي من المرضى، يجري سحب الأدوية أو اتخاذ تدابير أخرى لإعادة الاستقرار للقلب.

وأصبح علاج المصابين بكوفيد-19 باستخدام هيدروكسي كلوروكوين وهو مشتق من دواء كلوروكوين، الذي يعتقد عموما أن له آثارا جانبية أقل حدة، أمرا عاديا في الكثير من المستشفيات.

وغالبا ما يتم دمج الدواء مع المضاد الحيوي أزيثروميسين، المستخدم لعلاج عدد من أنواع العدوى البكتيرية.

وسمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بالاستخدام الطارئ لكل من كلوروكوين وهيدروكسي كلوروكوين للمصابين بفيروس كورونا. ولكن لم تثبت أي تجربة عشوائية كبيرة أن هذه الأدوية، بمفردها أو بالاشتراك مع أزيثروميسين، فعالة ضد المرض.

وقالت أخصائية أمراض القلب في جامعة براون، الطبيبة أثينا بوباس، "لا يمكنك أبدا أن تجعل أي خطر عند الصفر"، مضيفة لموقع ساينس أنه "إذا ثبت بوضوح أن الفوائد عالية، فقد نخاطر باحتمال تعرض نسبة مئوية ما للموت المفاجئ، ولكن ليس لدينا أي دليل على فائدة (للعقارين). لدينا نظرية".

وفي الآونة الأخيرة، بدأت الأدلة حول الضرر المحتمل لتلك الأدوية تظهر. فقد أوقف علماء في البرازيل، في وقت سابق من الشهر الجاري، جزءا من دراسة سريرية أعطي بموجبها 81 شخصا يرقدون في المستشفى إثر إصابتهم بكوفيد-19، عقار كلوروكوين وأزيثروميسين. وطور ربع المشاركين ممن كانوا يتناولون أكثر من جرعتين من الدواءين، مشاكل في ضربات القلب.

وكشف تحليل واسع حول استخدام دواء الملاريا في مستشفيات خاصة بالقوات المسلحة الأميركية، أن هيدروكسي كلوروكوين لم تكن له أي فائدة في مكافحة فيروس كورونا المستجد. وأفاد باحثون بأن عددا أكبر من الوفيات سجل بين من تناولوا العقار، مقارنة بمن اقتصرت رعايتهم على الإجراءات الأخرى المتبعة.

ولم تكن الدراسة التي أجريت على الصعيد الوطني تجربة دقيقة. ولكن شارك فيها 368 مريضا، وهو أكبر عدد يتم فحصه لحد الآن لمن تناولوا هيدروكسي كلوروكوين مع أو من دون أزيثروميسين، في إطار علاجهم من كوفيد-19، الذي حصد أرواح حوالي 181 ألفا حول العالم حتى مساء الأربعاء. 

وبحسب طبيب قسم الطوارئ في جامعة فاندربيلت، التي تجري تجربة سريرية على هيدروكسي كلوروكوين، ويزلي سلف "عندما تقول وسائل الإعلام إن هذا يبدو أنه دواء آمن، فهذا صحيح في سياقات معينة"، لكن "عندما تتحدث عن احتمال علاج ملايين المرضى، فإن الآثار الجانبية النادرة تصبح مهمة جدا"، وفق ما صرح به لموقع ساينس.

ويعتقد الأطباء أن كلوروكوين وهيدروكسي كلوروكوين قد يساعدان مرضى كورونا بتثبيط الفيروس عن دخول الخلايا وعن طريق تقليص الاستجابة المفرطة لجهاز المناع والتي قد تهدد في حال وقوعها حياة المريض.

لكن تجربة صغيرة في فرنسا قدمت دعما أوليا لهيدروكسي كلوروكوين كعلاج لكوفيد-19 تعرضت لانتقادات واسعة النطاق بسبب العيوب المنهجية التي شابتها، بما في ذلك الفشل في اختيار مجموعات الدراسة بشكل عشوائي. ولم تجد التجارب الصغيرة اللاحقة، بما في ذلك دراسة عشوائية لـ150 مريضا في الصين، نشرت نسختها التمهيدية الأسبوع الماضي، أدلة على فعالية عقار الملاريا.

وفي المقابل، تم توثيق احتمال عدم انتظام ضربات القلب بسبب الدواء، بشكل جيد.

ويعمل عقارا كلوروكوين وهيدروكسي كلوروكوين على سد قنوات في خلايا عضلة القلب التي تتحكم في تدفق الأيونات، والتي تتحكم في إعادة الشحن الكهربائي للقلب بين النبضات.

ويقيس الأطباء قدرة القلب على إعادة الشحن بشكل صحيح باستخدام قراءات تخطيط كهربية القلب (EKG) تسمى فترة QT.

وإذا استمرت هذه المرحلة من النشاط الكهربائي لفترة طويلة جدا، أكثر من نصف ثانية تقريبا، يمكن للقلب أن يدخل في إيقاع غير منتظم قد يؤدي إلى توقفه عن النبض تماما.

ويثير أزيثروميسين مخاوف لأنه يستطيع أيضا سد القنوات الأيونية والتلاعب بالنمط الكهربائي للقلب. ويقول العديد من الباحثين إن الأساس المنطقي لإضافته إلى هيدروكسي كلوروكوين غامض.

لكن الدراسة الفرنسية وجدت أن المرضى تخلصوا من الفيروس بشكل أسرع باستخدام كوكتيل دواءين، أكثر من هيدروكسي كلوروكوين بمفرده.

الأخصائي في علم الأوبئة الصيدلانية بجامعة أكسفورد، دانييل برييتو-الهمبرا، قال لموقع ساينس "إن هذه الدراسة، مهما كانت سيئة التصميم والتطبيق، أحدثت فارقا"، مضيفا "بدأ الناس في استخدام البيانات لاتخاذ القرارات".

وأوضح أخصائي الفيزيولوجيا الكهربية للقلب في جامعة نيويورك، ليور جانكلسن، أن اليقظة ستكون أساسية للحيلولة دون الآثار الجانبية لاستخدام عقار الملاريا أو الكوكتيل الذي يشمل أزيثروميسين.

وقال، وفق موقع ساينس مغازين، "من المحتمل أنني لن أصف الدواء إذا لم أستطع ضمان المراقبة المستمرة (رسم القلب اليومي)".

وتعتمد العديد من المستشفيات، بما في ذلك مستشفى جامعة نيويورك، على القياس عن بعد، المراقبة المستمرة للقلب على جانب السرير. ويلاحظ أن هناك العديد من التقنيات لأخذ قراءة تخطيط كهربية القلب في المنزل ونقلها إلى الطبيب، على الرغم من أنه ليس من الواضح مدى شيوع استخدامها في متابعة مرضى كوفيد-19 خارج المستشفى.

وتوصي جمعية الأمراض المعدية الأميركية والكلية الأميركية لأمراض القلب والمعاهد الوطنية الأميركية للصحة، بأن يتلقى المرضى فقط دواء كلوروكين أو هيدروكسي كلوروكوين في سياق التجارب السريرية، حتى يكون هناك المزيد من الأدلة على فعاليتهما. ويكون الفحص الدقيق والمراقبة شائعان في مثل هذه التجارب.

وعلى سبيل المثال، دراسة حول هيدروكسي كلوروكوين تعرف باسم ORCHID ويمولها المعهد الوطني الأميركي للقلب والرئة والدم، ويشارك فيها 510 مرضى، تستثني مرضى كورونا الذين لديهم فترة QT طويلة بشكل غير طبيعي، أو لديهم تاريخ من حالة إطالة QT، أو تناول أدوية محتملة لإطالة QT.

ونقل موقع ساينس عن طبيب الرعاية الصحية الحرجة في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت، ماثيو سيملير، الذي ساعد مع آخرين في تصميم بروتوكول ORCHID، "لقد أمضينا ساعات لا حصر لها في التفكير في كيفية مراقبة كل هذا بأمان في سياق البحث السريري".

وأردف أنه "مع ذلك، تطرح نفس الفوائد والمخاطر.. كجزء من الممارسة السريرية، والتي لا يوجد فيها بشكل أساسي ضوابط، وهي متغيرة على نطاق واسع".

وأضاف سيملر أن الوضع الحالي مع هيدروكسي كلوروكوين "هو بالضبط ما نحاول تجنبه في الطب، إعطاء مئات الآلاف من المرضى هذا الدواء خارج سياق البحث الذي يمكننا من خلاله التعرف على سلامته وفعاليته". وقال "هذا وضع خطير أن تكون فيه".

البلاستيك من المواد الخطرة على صحة الإنسان
البلاستيك من المواد الخطرة على صحة الإنسان

علب الوجبات الجاهزة، والزجاجات البلاستيكية، والأوراق التي يتم تغليفها حول قطعة من اللحم النيئ. جميعها تحمل مواد يمكن أن تتسرب إلى طعامك.

هذا ما حذر منه باحثون في دراسة جديدة قالت إن آلاف المواد السامة يمكن أن تتداخل مع الطعام الذي نتناوله.

في الدراسة التي نشرت، الاثنين، في مجلة علم التعرض وعلم الأوبئة البيئية، وجد باحثون من سويسرا ودول أخرى أنه من بين حوالي 14000 مادة كيميائية تصنع منها أغلفة الأطعمة، تم العثور على 3601، أي حوالي 25 في المئة منها، في جسم الإنسان، سواء في عينات من الدم أو الشعر أو حليب الثدي.

وتشمل هذه المواد المعادن والمركبات العضوية المتطايرة، التي تنشأ عن عمليات تصنيع منتجات، مثل السيارات والمعادن، ومادة البولي فلورو ألكيل السامة التي تستخدم في المنتجات الاستهلاكية، مثل الطلاءات وتغليف المواد الغذائية والملابس.

والعديد من هذه المواد، وفق واشنطن بوست، يمكن أن تسبب السرطان وأمراض أخرى.

ومن المعروف في الدوائر العلمية منذ سنوات أن المواد الكيميائية يمكن أن تتسرب من عبوات الطعام إلى الطعام نفسه. ويعتمد هذا التسرب وكميته على نوع العبوة ونوع الطعام.

وقالت جين مونكي، كبيرة المسؤولين العلميين في منتدى تغليف الأغذية، أحد مؤلفي الورقة البحثية الجديدة: "هناك مواد كيميائية خطرة معروفة مرتبطة بنتائج سلبية على صحة الإنسان، وتتسرب هذه المواد الكيميائية من العبوات".

وتقول مونكي: "ربما تأتي أسوأ المواد المتسربة من الورق والكرتون المعاد تدويرهما".

ونقلت "واشنطن بوست" عن توماس زويلر، أستاذ علم الأحياء بجامعة ماساتشوستس، الذي لم يشارك في البحث: "نحن لا نفكر في الكيفية التي تضيف بها العبوات البلاستيكية مواد كيميائية إلى طعامنا. هذا مؤشر مبكر على أن المواد الكيميائية الضارة تصل إلى البشر".

ويمكن أن تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تسرب المواد الكيميائية بشكل أسرع إلى الطعام، ولهذا السبب يوصي العلماء بتجنب تسخين الطعام في الميكروويف في علب الوجبات الجاهزة.

وتميل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو عالية الحموضة أيضا إلى امتصاص الكثير من المواد الكيميائية من عبواتها.