حكومات في الاتحاد الأوروبي بدأت تبحث عن موردين من الخارج للأدوية
الجمع بين "كلوروكوين" و"أزيثروميسين" قد يؤدي لمخاطر صحية

لا يزال علاج مرضى فيروس كورونا بأدوية محددة محل جدل في العالم، حيث لجأ الأطباء لبدائل تساعد المرضى على مقاومة المرض إلى حين اناج دواء له.

ومن بين هذه الأودية، "كلوروكوين" و"أزيثروميسين" الذي يعرف باسم "زي باك" أيضا. 

لكن  المعهد الوطني للصحة الأميركي حذر من الجمع بين الدواءين في وقت واحد أثناء علاج المريض بالفيروس القاتل.

وأشا المعهد إلى أن تناول الدوائين ربما يعرض المريض لمخاطر ضارة جدا، حيث يستخدم الكلوروكوين لمكافحة الملاريا، فيما يستخدم "زي باك" كمضاد حيوي، وفق تقرير نشره موقع "ذا هيل".

وقالت لجنة الإرشادات في المعهد إنه لا توجد بيانات سريرية كافية للتوصية باستخدام هيدروكسي كلوروكوين كعلاج من فيروس كورونا المستجد.

وأشارت إلى أنه في حال قرر الأطباء استخدامه فعليهم مراقبة المرضى بشكل حثيث لتحديد آثاره الجانبية، خاصة فيما يتعلق بأمراض القلب.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال أكثر من مرة إنه يدعم استخدام كلوروكين وأزيثروميسين كعلاج لفيروس كورونا المستجد، ما تسبب في حينها بنقصها من الأسواق بسبب الإقبال على شرائها.

وأكد ترامب في تصريحات في مارس الماضي أن استخدام هذه الأدوية يعد فرصة حقيقة لتغير قواعد اللعبة في تاريخ الطب، في إشارة منه إلى "كلوروكوين" و"أزيثروميسين".

وخلال الفترة الماضية وجدت دراسة مصغرة أجريت في أحد المستشفيات المخصصة للمحاربين القدامى أن أولئك الذين تناولوا كلوروكوين كانوا أكثر عرضة للموت واحتاجوا البقاء أكثر على أجهزة التنفس الصناعي.

وأظهرت الدراسة التي نشرت الثلاثاء أن دواء الملاريا كلوروكوين الذي وصف كعلاج محتمل لـفيروس كوفيد-19 لم يظهر أي فائدة توصي بتفضيله على طرق الرعاية القياسية، وارتبط في الواقع بتسجيل مزيد من الوفيات، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس.

ومولت الحكومة الأميركية دراسة لتحليل استجابة قدامى العسكريين الأميركيين لدواء هيدروكسي كلوروكين التي نشرت نتائجها على موقع طبي قبل مراجعتها من قبل باحثين نظراء.

ونظر الباحثون في السجلات الطبية لـ 368 من العسكريين السابقين في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد والذين إما توفوا أو خرجوا من المستشفى بحلول 11 أبريل.

وكانت معدلات الوفيات للمرضى الذين تناولوا الهيدروكسي كلوروكين 28 في المئة، مقارنة بـ 22 في المئة لمن تناولوه مع المضاد الحيوي أزيثروميسين وهو مزيج يحبذه العالم الفرنسي ديدييه راول وحفزت دراسة نشرها عنه في مارس الاهتمام العالمي به.

وبلغ معدل الوفيات لمن تلقوا الرعاية القياسية فقط 11 في المئة.

ووصف الهيدروكسي كلوروكين، مع أو بدون أزيثروميسين، للمرضى الذين يعانون من أعراض أشد، لكن الباحثين وجدوا أن زيادة الوفيات استمرت حتى بعد أن عدلوا النموذج إحصائيا مع معدلات استخدام أعلى. 

وأشارت الدراسة إلى أنه من الصعب تعميم النتائج لأن المبحوثين كانت صفاتهم محددة: معظمهم كانوا من الذكور مع متوسط عمر فوق 65 عاما ومن السود، وهي مجموعة تتأثر بشكل غير متناسب بالأمراض الكامنة مثل مرض السكري وأمراض القلب. 

وقد خلصت أبحاث سابقة إلى أن الدواء يحمل مخاطر بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في انتظام دقات القلب ويمكن أن يتسبب في الغيبوبة أو النوبات أو في بعض الأحيان السكتة القلبية في هذه المجموعة.

ويستخدم الهيدروكسي كلوروكوين ومركب الكلوروكين منذ عقود لعلاج الملاريا، وكذلك اضطرابات المناعة الذاتية والتهاب المفاصل.

ولقي الدواءان اهتماما كبيرا خلال جائحة كورونا إذ بينت الأبحاث المخبرية أنهما قادرين على منع الفيروس من دخول الخلايا ومنع تكاثره، ولكن في عالم الأدوية يحدث كثيرا أن يفشل الباحثون في تكرار ما لاحظوه في المختبر في الجسم الحي.

ولا يمكن تحديد الإجابة الصحيحة إلا من خلال إجراء تجارب سريرية عشوائية كبيرة، والعديد من هذه المشاريع جارية، بما في ذلك بشكل خاص في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا والمملكة المتحدة.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.