فعالية لقاح أسترازينيكا-أكسفورد تتراوح بين 70 إلى 90 في المئة
فعالية لقاح أسترازينيكا-أكسفورد تتراوح بين 70 إلى 90 في المئة

بارقة أمل جديدة في جهود محاربة كورونا، بعد تأكيد شركة أسترازينيكا-أكسفورد أن لقاحها فعال بنسبة 70 في المئة، لتتركز الجهود الدولية على ثلاثة لقاحات لحماية البشرية من الفيروس الذي حصد أرواح نحو 1.4 مليون شخصا حول العالم.

وقالت شركة أسترازينيكا، الاثنين، إن التجارب النهائية للقاح كانت "فعالة للغاية" في الوقاية من الفيروس، والذي حال دون إصابة 70 في المئة من الأشخاص من الإصابة بكورونا في حال إعطائهم جرعتين، وترتفع إلى 90 في المئة إذا ما تم إعطاء الأشخاص نصف جرعة متبوعة بجرعة كاملة.

وتوصل تحالف أسترازينيكا-أكسفورد لهذه النتيجة بعد تجربة اللقاح على أكثر من 20 ألف شخصا في البرازيل وبريطانيا، بينهم 131 شخصا أصيبوا بالفيروس، فيما لا تزال نتائج المرحلة الثالثة بالكامل غير جاهزة والتي تتعلق بتجربتها على 60 ألف شخص في الولايات المتحدة واليابان وروسيا وجنوب أفريقيا.

وأظهرت النتائج أن اللقاح أحدث آثارا جانبية أقل لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 56 عاما وأكثر مقارنة مع الشباب.

ولكن بماذا يختلف هذا اللقاح عن لقاحا تحالف فايزر-بيونتيك وموديرنا؟

رغم اختلاف التقنية التي يستخدمها لقاح أسترازينيكا-أكسفورد عن لقاحي فايزر-بيونتيك وموديرنا، إلا أن لديه ميزة تتعلق بالنقل والحفظ، إذ أنه لا يحتاج إلى درجات حرارة متدنية جدا مثل اللقاحات التي سبقته.

ويستخدم هذا اللقاح تقنية تعتبر "تقليدية" تجعله أقل تكلفة، وهي تعتمد على تحفيز المناعة في الجسم من خلال "ناقلات فيروسية".

لقاحات ضد ناقلات الفيروس

وتستخدم التقنية فيروسا مختلفا تم هندسته وراثيا تدفع الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة التي يحتاجها الجسم، من خلال فيروس كورونا غير قابل للتكاثر، إضافة إلى مزيجا من مجموعتي أجسام مضادة أخذت من مرضى تماثلوا للشفاء اكتشفها المركز الطبي الأميركي في جامعة فاندربيلت، وحصلت أسترازينيكا على ترخيص به في يونيو الماضي.

ويستخدم اللقاح، المسمى "اي زيد دي 1222"، نسخة مستضعفة من الفيروس الشائع المسبب لنزلات البرد المصمم لترميز البروتين الشائك الذي يستخدمه فيروس كورونا المستجد لغزو الخلايا.

بعد التطعيم، يتم إنتاج هذا البروتين داخل جسم الإنسان، ما يهيئ جهاز المناعة لمهاجمة فيروس كورونا إذا أصيب الشخص لاحقا به.

وخلال مؤتمر صحفي افتراضي، أوضح أندرو بولارد، من جامعة أكسفورد، أن المجموعة التي أظهر اللقاح لديها فعالية بنسبة 90 في المئة شملت أكثر من 3000 شخص.

وأضاف "من خلال إعطاء جرعة أولى أصغر، يستجيب الجهاز المناعي بشكل أفضل. ما لا نعرفه هو ما إذا كان مرتبطا بالنوعية أو الكمية. هناك المزيد من العمل الذي ينبغي القيام به في هذا الصدد"، وهو أمر قد يستغرق أسابيع.

وتكمن الفرضية هنا في أن إعطاء جرعة أصغر من شأنه أن يكرر رد فعل الجهاز المناعي الأول تجاه الفيروس.

تعليق التجارب

وعلى عكس لقاحات موديرنا وفايزر-بيونتيك، فقد واجه تحالف أسترازينيكا-أكسفورد تعليق التجارب في سبتمبر الماضي، وذلك بعدما وجدت مجموعة الأدوية الأنغلو-سويدية آثارا جانبية خطيرة محتملة للقاح التجريبي لدى أحد المشاركين في التجارب، والتي تمثلت في ظهور مرض لا تفسير له لدى أحد المتطوعين.

استثمار أميركي

وأعلنت مجموعة صناعة الأدوية "أسترازينيكا"، في أكتوبر، أن الحكومة الأميركية تستثمر حوالي نصف مليار دولار في صنع وتوزيع علاج ضد كورونا.

وستساهم الحكومة الأميركية في تطوير وتوزيع مئة ألف جرعة بحلول نهاية 2020 ويمكن أن تشتري مليون جرعة إضافية في 2021.

لا منافسة

وتشير الشركة البريطانية إلى أنها ستقدم بسرعة هذه النتائج إلى السلطات بهدف الحصول على موافقة أولية.

وقالت المجموعة إنها تتقدم بسرعة في التصنيع المرتقب لثلاثة مليارات جرعة التي ستكون متوافرة في العام 2021. 

وأوضح المدير العام لأسترزينيكا، باسكال سوريو "حتى إذا جمعت قدرات فايزر وموديرنا وقدراتنا، فلن تكون هناك لقاحات كافية للعالم".

وأضاف "نحتاج إلى أكبر عدد ممكن من اللقاحات لوقف هذا الوباء" رافضا أن "تتنافس" الشركات.

وتعطي فعالية هذه اللقاحات التي تم تطويرها في وقت قياسي، آمالا كبيرة حول العالم حيث تواجه العديد من الدول موجة ثانية من الفيروس.

كما أن القيود وعمليات إعادة الإغلاق تلقي بظلالها على الاقتصادات مع ارتفاع معدلات البطالة وحالات الإفلاس.

وقد يبدأ توزيع اللقاحات الأولى ضد كوفيد-19 بداية ديسمبر في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إذا حصلا بسرعة على الضوء الأخضر من السلطات الصحية المعنية.

وتعتبر الشركة البريطانية أن لقاحها "فعال بشكل كبير" للوقاية من المرض خصوصا أنه لم يصب أي مشارك في التجارب بأي أنواع حادة من المرض ولم ينقل أحد إلى المستشفى.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.