يشهد الشرق الأوسط درجات حرارة مرتفعة في الكثير من دوله
يشهد الشرق الأوسط درجات حرارة مرتفعة في الكثير من دوله

تضرب موجة حر العالم، حتى في مناطقه الباردة، مثل غرب أوروبا، مشكّلة خطرا صحيا كبيرا خاصة على الأطفال وكبار السن، وفي الشرق الأوسط تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية.

ومن المتوقع أن تتجاوز الحرارة حاجز الـ38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت) يومي الأحد والاثنين في بريطانيا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، حيث لا يوجد تكييف في الكثير من المباني وتبنى المنازل للاحتفاظ بالحرارة في أشهر الشتاء البارد.

وأصدرت الحكومة البريطانية تحذيرا من "وصول الحرارة إلى 40 درجة مئوية" للمرة الأولى منذ البدء بتفعيل "خطة الطوارئ الوطنية" المتعلقة بالطقس.

وفي فرنسا، من المتوقع أن تجتاح درجات الحرارة المعدلات القصوى التي غذت حرائق الغابات في الجنوب، خاصة على طول ساحل المحيط الأطلسي، الذي يستعد لطقس حار بشكل غير معهود.

موجة حرارة تضرب العالم.. الصورة من موقع Weather online map

وفي منطقة جيروند جنوب غرب البلاد بالقرب من بوردو، لا يزال أكثر من 1200 رجل إطفاء يكافحون لاحتواء حريقين منفصلين.

وقالت السلطات المحلية إن الحرائق دمرت أكثر من 25 ألف فدان من النباتات وأجبرت أكثر من 14 ألف شخص على الإجلاء منذ الثلاثاء.

وفي إيطاليا، تشهد البلاد أيضا بالإضافة إلى الحرارة، أسوأ جفاف لها منذ سنوات.

وخصصت الحكومة 36.5 مليون يورو، أي نحو 36.8 مليون دولار، للمزارعين في المناطق الشمالية.

 وكان لا بد من إغلاق محطتين للطاقة الكهرومائية في المنطقة لعدم وجود ما يكفي من المياه لتبريدهما.

وفي إسبانيا، دخلت موجة الحر يومها الثامن، مع اندلاع 30 حريقا في جميع أنحاء البلاد.

وكما هو الحال في أي مكان آخر على وجه الأرض، تشهد أوروبا المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة بشكل أكثر تواترا، ويرجع ذلك جزئيا إلى تغير المناخ.

الاف الهاربين من موجة الحرارة نحو الشواطئ في بريطانيا

الشرق الأوسط

وشهدت دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعضا من أعلى درجات الحرارة حول العالم، حيث سجلت المناطق الجنوبية من العراق 45-47 درجة مئوية ومثلها الكويت.

كما سجلت مناطق الصحراء المغاربية وموريتانيا والجزائر درجات حرارة وصلت إلى أربعين درجة مئوية، وفقا لموقع World Weather Online.

ولليوم الخامس، تواصل فرق الإطفاء المغربية إخماد 6 حرائق اندلعت في وقت متزامن بمناطق العرائش ووزان وتطوان وتازة شمالي البلاد‪.

ويعتقد أن تلك الحرائق مرتبطة بالارتفاع في درجات الحرارة.

وأعلنت الجزائر، الأحد، حالة تأهب قصوى في انحاء البلاد، تحسبا لتجدد حرائق الغابات جراء ارتفاع درجات الحرارة.

ولقي أربعة جزائريين حتفهم في حرائق نشبت بولايتي سطيف وسكيكدة (شرق) في حرائق يونيو الماضي.

وسجلت السعودية والسودان ومصر درجات حرارة وصلت إلى أربعين درجة مئوية أو أقل بقليل.

عراقي يغسل وجهه طلبا لبعض التبريد في درجات حرارة مرتفعة

ماذا يجب أن تفعل في درجات الحرارة الشديدة؟

أعلنت عدد من دول العالم، حالة "طوارئ" متعلقة بالحرارة، بسبب تأثيرها على الصحة.

وينصح الأطباء في المملكة المتحدة بـ" متابعة حالات كبار السن" بشكل خاص، والحرص على أن يكونوا في أماكن مبردة أو متعرضة للتهوية، وبعيدة عن أشعة الشمس المباشرة.

كما تنصح الحكومة البريطانية، وفقا لموقعها الإلكتروني، بشرب الكثير من المياه، والابتعاد عن الشمس في وقت الذروة (من 11-3) ظهرا، وتجنب شرب الكحول.

وتحذر من ترك أي شخص في مركبات مغلقة، وكذلك عدم ترك أي حيوانات أليفة في سيارات أو أماكن مغلقة.

وأكدت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" إن هناك أكثر من 700 شخص يموتون سنويا في الولايات المتحدة بسبب الحرارة.

وتشير إلى أن العمر والسمنة والأمراض المزمنة والأمراض العقلية، يمكن أن تكون عوامل خطرة في درجات الحرارة الشديدة.

كما توصي المصابين بأمراض القلب وضعف الدورة الدموية بالوقاية بشكل خاص.

ونبهت "سي دي سي" من "استخدام الموقد أو الفرن للطهي" في الأيام الحارة، ويقول إنه لا يجب الاعتماد على المروحة كجهاز تبريد رئيسي في المنازل.

ويوصي الصليب الأحمر بـ"شرب كميات إضافية من الماء حتى لو لم تكن عطشانا"، ومراقبة الأملاح في الطعام حيث أن كميات أقل من المطلوب يمكن أن تؤدي إلى انخفاض منسوب الملح في الجسم بسبب التعرق، كما يمكن أن تؤدي كميات أكبر من المطلوب إلى زيادة الإحساس بالعطش والجفاف.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.