الدعوى رفعت بناء على نتائج دراسة حديثة (صورة تعبيرية)
الدعوى رفعت بناء على نتائج دراسة حديثة (صورة تعبيرية)

 رفعت أميركية، درجت طويلاً على استخدام منتجات تنعيم الشعر، تخضع راهناً للعلاج من سرطان الرحم، دعوى مدنية على مجموعة "لوريال"، على ما أعلن محامو المرأة، بعد نشر دراسة أكدت وجود رابط بين المرض المذكور وهذه المستحضرات.

وتقدّم المحامي الشهير بن كرامب، الجمعة، بهذه الدعوى بوكالته عن جيني ميتشل، التي استخدمت "هذه المنتجات الخطرة" على شعرها مدى نحو عقدين، على ما أفاد كرامب في بيان، قبل تشخيص إصابتها بسرطان الرحم، مما استلزم استئصال رحمها بالكامل.

واستشهد بيان وكلاء ميتشل بدراسة جديدة كبيرة أجرتها معاهد الصحة الأميركية، نُشرت الاثنين الماضي، أظهرت أن منتجات تنعيم الشعر، التي تستخدمها النساء، وخصوصاً السود منهنّ، تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم.

ويُعتبر سرطان الرحم (وهو غير سرطان عنق الرحم)، شكلاً نادراً نسبياً من السرطان، إلاّ أن معدلات الإصابة به  آخذة في الارتفاع في الولايات المتحدة، خصوصاً في صفوف النساء السود.

وبيّنت الدراسة أن استخدام هذه المنتجات بشكل متكرر، أي أكثر من أربع مرات في السنة، يؤدي إلى مضاعفة خطر الإصابة بسرطان الرحم.

ومن أبرز ما تطالب به الدعوى المدنية، التي رُفعت الجمعة، تعويضات عن عطل وضرر من الفرع الأميركي لشركة مستحضرات التجميل الفرنسية "لوريال"، بالإضافة إلى شركات أخرى.

وقال كرامب، المعروف بتوكله عن عدد من عائلات السود في قضايا العنف المفرط من الشرطة "سنكتشف بلا شك أن قضية ميتشل المأسوية واحدة من حالات كثيرة خدعت فيها الشركات النساء السود بقوة لزيادة أرباحها".

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.