المرض النفسي قد يتطور في حال لم يعالج باكرا
الدواء يساعد في تخفيف السعرات بدون آثار جانبية

توصلت دراسة جديدة إلى أن دواء يستعمل لعلاج ارتفاع ضغط الدم ويتوفر بكثرة قد يطيل العمر ويبطئ الشيخوخة بدون آثار جانبية.

وفي الدراسة التي نشرت في موقع "أيجين سيل" أظهر دواء ريلمينيدين أنه يبطئ الشيخوخة لدى الديدان، وهو تأثير يمكن أن يساعد في تحقيق ذلك لدى البشر.

وقال الموقع إنه تم اختيار الدواء لأنه أظهر في أبحاث سابقة أنه يحاكي آثار تقييد السعرات الحرارية في الجسم، ما أطال العمر في العديد من النماذج الحيوانية.

وفي سلسلة من الاختبارات التي أجراها فريق دولي من الباحثين، عاشت ديدان عولجت بالعقار لفترة أطول وأظهرت علامات صحية جيدة.

ويقول عالم الشيخوخة الحيوية الجزيئية جواو بيدرو ماجالهايس، من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة " أظهر الدواء أنه يطيل العمر لدى الحيوانات" مضيفا "نحن حريصون الآن على استكشاف ما إذا كان ريلمينيدين قد يكون له تطبيقات سريرية أخرى."

واعتمد الباحثون على ديدان تسمى "C. elegans" لأن جيناتها تشبه الجينات البشرية.

وأظهرت الاختبارات أن النشاط الجيني المرتبط بتقييد السعرات الحرارية يمكن رؤيته في أنسجة الكلى والكبد، وهي فوائد صحية تظهر مع دواء ارتفاع ضغط الدم الذي يتناوله الكثير من الناس بالفعل.

ويمكن استعمال هذا التركيب الكيميائي الخاص بالدواء في المحاولات المستقبلية لتحسين العمر وإبطاء الشيخوخة.

وتكمن أهمية الدواء هو أنه يمنح نفس الفوائد لاتباع نظام غدائي منخفض السعرات الحرارية بدون آثار جانبية مثل ترقق الشعر والدوخة وهشاشة العظام.

وبحسب الباحثين، فإن ما يجعل ريلمينيدين مرشحا واعدا كدواء مضاد للشيخوخة هو أنه يمكن تناوله عن طريق الفم، وهو يستعمل بالفعل على نطاق واسع، وآثاره الجانبية نادرة وخفيفة نسبيا، وتشمل الخفقان والأرق والنعاس في حالات قليلة.

القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية
القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية

رصد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إصابة طفل من بين كل سبعة بأمراض ترتبط بالصحة العقلية.

وتحتفل المنظمة باليوم العالمي للصحة النفسية بالعاشر من أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية خدمات الدعم والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال والمراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاما، يصاب بعضهم بأمراض مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، وغيرها من أمراض الصحة العقلية.

وتظهر ثلث حالات الإصابة بأمراض الصحة العقلية لدى الأطفال قبل وصولهم لسن الـ 14، ونصفها يظهر قبل بلوغهم 18 عاما.

ودعا التقرير إلى أهمية العمل مبكرا لاكتشاف الحالات، بين الأطفال والمراهقين، من أجل توفير الدعم والاستفادة من إمكاناتهم بالطريقة المثلى.

وانتقد التقرير عدم إتاحة الوصول لخدمات الرعاية للصحة العقلية للعديد من هؤلاء، بسبب إما عدم توافر الخدمات أو أنها باهظة الثمن، أو الوصمة المجتمعية التي قد تلاحقهم، وتمنعهم من طلب المساعدة.

وحدد التقرير ضعف الرعاية للصحة العقلية لهذه الفئة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ديفورا كاستيل، مديرة الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان: "علينا اتخاذ إجراءات تضمن توفر التدخلات المناسبة لجميع الأعمار بأسعار معقولة".

وأضافت أن كل دولة بصرف النظر عن ظروفها "يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الصحة العقلية لأطفالها وشبابها والأسر بالمجمل".

ودعا التقرير إلى دعم الصحة العقلية للأطفال والمراهقين على اعتباره جهدا جماعيا.

الطبيبة، فوزية شفيق، من اليونيسف، قالت: "لا يمكن معالجة الصحة العقلية، ورفاهية الأطفال والمراهقين وأسرهم بشكل منفرد، إذ يتعين علينا دمج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في أنظمة دعم المجتمع لبناء شبكة كاملة من خدمات الصحة العقلية للشباب".

وأضافت "مسؤوليتنا الجماعية أن نعطي الأولوية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين كجزء من الرفاهية الشاملة لهذه الفئة".

وانتقد التقرير ممارسة اعتبرها "انتقادا للحقوق الإنسانية"، وهي وضع ملايين الأطفال الذين يعانون من حالات الصحة العقلية في مؤسسات رغم وجود عائلاتهم.

ودعا إلى ضرورة التخلص التدريجي من الرعاية المؤسسية لصالح نوع من الخدمات الاجتماعية التي تسمح للأطفال بالنمو وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، مع ضمان الاستمرارية في تعليمهم وتطويرهم بشكل شامل.