البروتين عنصر غذائي مفضل لدى لاعبي كمال الأجسام - تعبيرية
البروتين عنصر غذائي مفضل لدى لاعبي كمال الأجسام - تعبيرية

وجد باحثون أن تمرين العضلات والحفاظ على قوتها يعتبر مهما مثل التمارين والأنشطة الرياضية الأخرى (الأيروبيك)، وقد يساهم في طول العمر والحفاظ على الصحة.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير مطول أن التمارين التي تساهم بتقوية العضلات تمت إضافتها إلى التوصيات العالمية لعام 2010 المتعلقة بالنشاط البدني للمحافظة على الصحة.

وفي بحث جديد شمل 16 دراسة وبيانات من أكثر من 1.5 مليون شخص، ارتبطت أنشطة تقوية العضلات بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وسرطان الرئة وجميع أسباب الوفيات بنسبة 20 بالمئة تقريبا.

وقال دانيال ماكدونو، الباحث في كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا والمؤلف المشارك لدراسة كبيرة نظرت في تأثير التمارين الرياضية والعضلية على معدل الوفيات: "تمنح تمارين القوة العضلية مجموعة من الفوائد الصحية بغض النظر عن التمارين الرياضية الأخرى. وتقوية العضلات تساهم أيضا بتحسين اللياقة البدنية وكثافة المعادن في العظام وتقليل خطر الإصابة بأمراض عضلية".

ويذكر أن الجري، والسباحة، ولعب كرة القدم وغيرها من التمارين الرياضية، لها تأثير كبير على صحة القلب والأوعية الدموية، لكنها لا تفعل الكثير من أجل كتلة العضلات أو قوتها بشكل عام، وفقا للصحيفة.

ووجدت دراسات أخرى أن تمارين القوة العضلية تحسن استجابة الجسم للإنسولين، وبالتالي تؤدي إلى تحكم أفضل في نسبة السكر في الدم بعد الوجبات، مما يعني تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري أو مقاومة الإنسولين، وهي حالات يمكن أن تضر القلب والأوعية الدموية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه مع تقدم السن، تضعف العضلات، وبالتالي تساهم تقويتها في مكافحة الشيخوخة والخمول وتساعد في تحفيز النشاط البدني، ويقلل ذلك أيضا من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة الناتجة عن العجز وقلة النشاط.

ويبدو أن تمارين القوة العضلية لها آثار إيجابية على صحة الدماغ ووظائفه، وربما تقلل من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر، وفقا لما ذكرته الصحيفة نقلا عن خبراء.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الخمول البدني هو عامل من عوامل الخطر الرئيسية المسببة للوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية.

ويزداد خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة لدى الأشخاص الذين لا يمارسون النشاط البدني بالقدر الكافي مقارنة بالأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني بالقدر الكافي.

ويؤثر ارتفاع معدلات الخمول البدني تأثيرا سلبيا في النظم الصحية والبيئة والتنمية الاقتصادية ورفاهية المجتمعات ونوعية الحياة.

ويُعزى تراجع النشاط البدني جزئيا إلى الخمول أثناء وقت الفراغ وقلة الحركة أثناء العمل وفي المنزل.

وبالمثل، فإن زيادة استخدام وسائل النقل "غير النشطة" تسهم أيضا في عدم ممارسة النشاط البدني بالقدر الكافي.

وبحسب المنظمة، تظهر البيّنات أن زيادة السلوكيات المقترنة بقلة الحركة ترتبط بالحصائل الصحية السيئة التالية:

لدى الأطفال والمراهقين: زيادة السمنة (زيادة الوزن) - ضعف الصحة القلبية الأيضية واللياقة والتصرف السلوكي/السلوك الاجتماعي - تقليل وقت النوم.

أما لدى البالغين: الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وعن أمراض القلب والأوعية الدموية وعن السرطان - الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري من النمط 2.

القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية
القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية

رصد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إصابة طفل من بين كل سبعة بأمراض ترتبط بالصحة العقلية.

وتحتفل المنظمة باليوم العالمي للصحة النفسية بالعاشر من أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية خدمات الدعم والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال والمراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاما، يصاب بعضهم بأمراض مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، وغيرها من أمراض الصحة العقلية.

وتظهر ثلث حالات الإصابة بأمراض الصحة العقلية لدى الأطفال قبل وصولهم لسن الـ 14، ونصفها يظهر قبل بلوغهم 18 عاما.

ودعا التقرير إلى أهمية العمل مبكرا لاكتشاف الحالات، بين الأطفال والمراهقين، من أجل توفير الدعم والاستفادة من إمكاناتهم بالطريقة المثلى.

وانتقد التقرير عدم إتاحة الوصول لخدمات الرعاية للصحة العقلية للعديد من هؤلاء، بسبب إما عدم توافر الخدمات أو أنها باهظة الثمن، أو الوصمة المجتمعية التي قد تلاحقهم، وتمنعهم من طلب المساعدة.

وحدد التقرير ضعف الرعاية للصحة العقلية لهذه الفئة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ديفورا كاستيل، مديرة الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان: "علينا اتخاذ إجراءات تضمن توفر التدخلات المناسبة لجميع الأعمار بأسعار معقولة".

وأضافت أن كل دولة بصرف النظر عن ظروفها "يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الصحة العقلية لأطفالها وشبابها والأسر بالمجمل".

ودعا التقرير إلى دعم الصحة العقلية للأطفال والمراهقين على اعتباره جهدا جماعيا.

الطبيبة، فوزية شفيق، من اليونيسف، قالت: "لا يمكن معالجة الصحة العقلية، ورفاهية الأطفال والمراهقين وأسرهم بشكل منفرد، إذ يتعين علينا دمج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في أنظمة دعم المجتمع لبناء شبكة كاملة من خدمات الصحة العقلية للشباب".

وأضافت "مسؤوليتنا الجماعية أن نعطي الأولوية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين كجزء من الرفاهية الشاملة لهذه الفئة".

وانتقد التقرير ممارسة اعتبرها "انتقادا للحقوق الإنسانية"، وهي وضع ملايين الأطفال الذين يعانون من حالات الصحة العقلية في مؤسسات رغم وجود عائلاتهم.

ودعا إلى ضرورة التخلص التدريجي من الرعاية المؤسسية لصالح نوع من الخدمات الاجتماعية التي تسمح للأطفال بالنمو وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، مع ضمان الاستمرارية في تعليمهم وتطويرهم بشكل شامل.