أظهرت دراسة جديدة أن الوقت الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة أجهزة الكمبيوتر والتلفاز وشاشات الهاتف في السنة الأولى من حياتهم قد يكون مرتبطًا بشكل غير مباشر بالمهارات المعرفية المنخفضة في وقت لاحق من الحياة.
أظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Pediatrics، أن الأطفال الذين شاهدوا الشاشة، ساعتين يوميًا، في المتوسط، كان أداؤهم أسوأ في وقت لاحق، في سن التاسعة، في الوظائف التنفيذية.
ويعرّف باحثو الدراسة الوظائف التنفيذية، المرتبطة بالنجاح الأكاديمي على المدى الطويل، على أنها "مجموعة من المهارات المعرفية الضرورية للتنظيم الذاتي والتعلم والتحصيل الأكاديمي، فضلاً عن الصحة العقلية"
وأجريت الدراسة على أكثر من 400 طفل.
جينيفر أشتون، وهي المختصة في الطب لدى قناة "آي بي سي نيوز" الأميركية قالت في الصدد إن الباحثين في هذه الدراسة أجروا عمليات تخطيط كهربية لدماغ الأطفال محل البحث لاختبار موجات الدماغ ودراستها خلال حوالي 18 شهرًا، ثم ربطوا بين مقدار الوقت الذي كانوا يقضونه أمام الشاشة في طفولتهم وكيفية أدائهم في اختبارات الذاكرة والانتباه في سن التاسعة"
وأضافت أشتون "ما وجدوه هو أن الأطفال الذين قضوا وقتا أكبر أمام الشاشة كانوا الأسوأ في اختبار الانتباه والذاكرة في سن 9التاسعة من عمرهم".
ولم تثبت الدراسة أن الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة يؤدي بشكل مباشر إلى انخفاض الأداء الإدراكي، إذ يبدو أيضًا أن هناك عوامل أخرى، مثل مستوى دخل الأسرة، قد تكون لها صلات بانخفاض درجات الأداء الإدراكي.
ومع ذلك، فإن النتائج تؤكد توجيهات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بأن الصغار دون سن الثانية لا ينبغي أن يقضوا وقتًا أمام الشاشات.
وتوصي الأكاديمية الأميركية بأن يقتصر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات على ساعة واحدة فقط أمام الشاشة يوميًا تحت إشراف شخص بالغ.
وأكثر من 75٪ من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 2 و 64٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات يتجاوزون الإرشادات الموصى بها، وفقًا لباحثين من جامعة كالغاري، حلّلوا أكثر من 60 دراسة تبحث في أكثر من 89000 طفل حول العالم.
وتقول الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إنه يجب على الآباء وضع حدود لأطفالهم فيما يخص الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة والعمل على خطة استخدام وسائل الإعلام العائلية، تضبط حدود الوقت وتضع إرشادات حول نوع الوسائط التي يستخدمها الأطفال.