النمل أثبت قدرته على تمييز الاختلافات الجزيئية الدقيقة في العينات
النمل أثبت قدرته على تمييز الاختلافات الجزيئية الدقيقة في العينات

أظهرت دراسة جديدة أن النمل يتميز بحاسة شم قوية تمكنه من شم مرض السرطان في عينات البول.

وتوصل علماء إلى أن النمل أثبت قدرته على تمييز الاختلافات الجزيئية الدقيقة في العينات البيولوجية التي قد تحتاج إلى معدات باهظة الثمن لاكتشافها.

وبحسب الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية "رويال سوسايتي"، فقد تمكن النمل من شم السرطان في عينات بول لدى فئران المختبر.

وكتب عالم الأخلاق بجامعة السوربون، بابتيست بيكوريت، وزملاؤه في ورقتهم "يظهر النمل القدرة على أن يصبح أداة سريعة وفعالة وغير مكلفة وغير جراحية للكشف عن الأورام البشرية".

وتعد أجهزة الكشف عن السرطان باهضة الثمن لذلك لجأ الباحثون إلى الحيوانات للحصول على المساعدة، من الفئران إلى الكلاب، ليتوصلوا إلى أن النمل قادر على ذلك.

استغرق الأمر ثلاث جلسات تدريبية فقط للنمل للتمييز بين الروائح. والنمل معروف بتعلمه السريع والاحتفاظ بالذاكرة، بحسب الدراسة.

وبمجرد تدريبه، قضى النمل حوالي 20 في المئة من الوقت بالقرب من الرائحة المستهدفة أكثر من غيرها.

أكد التحليل الكيميائي أن الجزيئات ذات الرائحة الكريهة في بول الفئران المصابة بالسرطان تختلف بالفعل عن تلك التي لا تحتوي عليها.

ورغم أن نتائج الدراسة واعدة، يقول فريق البحث أن المزيد من العمل يتعين القيام به قبل الانتقال إلى التجارب السريرية، وكتب الفريق أن أحد قيود الدراسة هو أن الروائح المستخدمة قد لا تمثل التنوع الواسع لروائح السرطان الموجودة.

وبحسب الفريق، قد تساهم العوامل المربكة مثل العمر أو النظام الغذائي أو الحالة أو الإجهاد في التباين بين الأفراد لروائح الجسم الفردية.

القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية
القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية

رصد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إصابة طفل من بين كل سبعة بأمراض ترتبط بالصحة العقلية.

وتحتفل المنظمة باليوم العالمي للصحة النفسية بالعاشر من أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية خدمات الدعم والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال والمراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاما، يصاب بعضهم بأمراض مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، وغيرها من أمراض الصحة العقلية.

وتظهر ثلث حالات الإصابة بأمراض الصحة العقلية لدى الأطفال قبل وصولهم لسن الـ 14، ونصفها يظهر قبل بلوغهم 18 عاما.

ودعا التقرير إلى أهمية العمل مبكرا لاكتشاف الحالات، بين الأطفال والمراهقين، من أجل توفير الدعم والاستفادة من إمكاناتهم بالطريقة المثلى.

وانتقد التقرير عدم إتاحة الوصول لخدمات الرعاية للصحة العقلية للعديد من هؤلاء، بسبب إما عدم توافر الخدمات أو أنها باهظة الثمن، أو الوصمة المجتمعية التي قد تلاحقهم، وتمنعهم من طلب المساعدة.

وحدد التقرير ضعف الرعاية للصحة العقلية لهذه الفئة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ديفورا كاستيل، مديرة الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان: "علينا اتخاذ إجراءات تضمن توفر التدخلات المناسبة لجميع الأعمار بأسعار معقولة".

وأضافت أن كل دولة بصرف النظر عن ظروفها "يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الصحة العقلية لأطفالها وشبابها والأسر بالمجمل".

ودعا التقرير إلى دعم الصحة العقلية للأطفال والمراهقين على اعتباره جهدا جماعيا.

الطبيبة، فوزية شفيق، من اليونيسف، قالت: "لا يمكن معالجة الصحة العقلية، ورفاهية الأطفال والمراهقين وأسرهم بشكل منفرد، إذ يتعين علينا دمج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في أنظمة دعم المجتمع لبناء شبكة كاملة من خدمات الصحة العقلية للشباب".

وأضافت "مسؤوليتنا الجماعية أن نعطي الأولوية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين كجزء من الرفاهية الشاملة لهذه الفئة".

وانتقد التقرير ممارسة اعتبرها "انتقادا للحقوق الإنسانية"، وهي وضع ملايين الأطفال الذين يعانون من حالات الصحة العقلية في مؤسسات رغم وجود عائلاتهم.

ودعا إلى ضرورة التخلص التدريجي من الرعاية المؤسسية لصالح نوع من الخدمات الاجتماعية التي تسمح للأطفال بالنمو وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، مع ضمان الاستمرارية في تعليمهم وتطويرهم بشكل شامل.