Children play next to adults at a park in Beijing, China June 1, 2021. REUTERS/Tingshu Wang
محاولات لإنهاء أزمة الصين الديمغرافية

تخطط الصين لتقديم علاجات الخصوبة بشكل مجاني لمواطنيها، ضمن مساعيها زيادة معدلات الخصوبة وعكس معدل المواليد الذي يتراجع سنة بعد أخرى.

وقالت الإدارة الوطنية لأمن الرعاية الصحية، إنها ستوسع نطاق تغطيتها لمساعدة العائلات التي تحاول الإنجاب على تحمل التكاليف، مضيفة أن التغطية الجديدة ستشمل تقنيات المساعدة على الإنجاب (ART)، بالإضافة إلى مسكنات المخاض لتخفيف آلام الولادة.

ووصفت الإدارة الصينية انخفاض عدد السكان في البلاد، بأنه "أحد أكبر العقبات التي تعترض التنمية الوطنية"، مشددة على أنها أضافت بالفعل الأدوية المحفزة للإباضة إلى تغطيتها، للمساعدة في "تقليل عبء العقم".

ويمثل إدراج العلاجات المساعدة على زيادة الخصوبة في نظام التأمين الصحي، جزءا من محاولات أوسع، تقوم بها  السلطات الصينية لإقناع المزيد من الناس بالزواج وإنجاب المزيد من الأطفال، بحسب "سي ان ان".

وينخفض معدل المواليد في البلاد منذ سنوات، وسجلت البلاد العام الماضي أكبر تراجع في عدد السكان منذ أكثر من 60 عاما.

وتواجه الصين، مثل معظم دول شرق آسيا، أزمة سكانية، مع انخفاض معدلات المواليد، وتوقعات بنمو سكاني سلبي وشيك وشيخوخة السكان.

وتراجع عدد سكان البلاد إلى 1.411 مليار في عام 2022، بانخفاض 850 ألف شخص عن العام السابق، وفقا لمكتب الإحصاء الوطني الصيني.

ومن جانبه، انخفض معدل المواليد إلى مستوى قياسي بلغ 6.77 ولادة لكل 1000 شخص، حيث ولد حوالي 9.56 مليون طفل في عام 2022 ، مقارنة بـ 10.62 مليون في عام 2021.

ويختار عدد متزايد من النساء تأخير الزواج وعدم الإنجاب، بسبب القيود المالية، بالإضافة إعطاء الأولوية للعمل وفقًا لتشن وي، الأستاذ في جامعة رينمين الصينية.

وأبرز تشين لشبكة "سي إن إن"، أن الخيارات التي تغطي الإجراءات المكلفة مثل التلقيح الاصطناعي الذي يلجأ إليه الأزواج عند عدم حدوث الحمل، قد تساعد في تخفيف بعض هذه الضغوط، حيث يتراوح متوسط التكلفة المرتبطة بعمليات التلقيح الصناعي في مدن مثل شنغهاي بين 4500 دولار و 5000 دولار.

القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية
القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية

رصد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إصابة طفل من بين كل سبعة بأمراض ترتبط بالصحة العقلية.

وتحتفل المنظمة باليوم العالمي للصحة النفسية بالعاشر من أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية خدمات الدعم والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال والمراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاما، يصاب بعضهم بأمراض مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، وغيرها من أمراض الصحة العقلية.

وتظهر ثلث حالات الإصابة بأمراض الصحة العقلية لدى الأطفال قبل وصولهم لسن الـ 14، ونصفها يظهر قبل بلوغهم 18 عاما.

ودعا التقرير إلى أهمية العمل مبكرا لاكتشاف الحالات، بين الأطفال والمراهقين، من أجل توفير الدعم والاستفادة من إمكاناتهم بالطريقة المثلى.

وانتقد التقرير عدم إتاحة الوصول لخدمات الرعاية للصحة العقلية للعديد من هؤلاء، بسبب إما عدم توافر الخدمات أو أنها باهظة الثمن، أو الوصمة المجتمعية التي قد تلاحقهم، وتمنعهم من طلب المساعدة.

وحدد التقرير ضعف الرعاية للصحة العقلية لهذه الفئة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ديفورا كاستيل، مديرة الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان: "علينا اتخاذ إجراءات تضمن توفر التدخلات المناسبة لجميع الأعمار بأسعار معقولة".

وأضافت أن كل دولة بصرف النظر عن ظروفها "يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الصحة العقلية لأطفالها وشبابها والأسر بالمجمل".

ودعا التقرير إلى دعم الصحة العقلية للأطفال والمراهقين على اعتباره جهدا جماعيا.

الطبيبة، فوزية شفيق، من اليونيسف، قالت: "لا يمكن معالجة الصحة العقلية، ورفاهية الأطفال والمراهقين وأسرهم بشكل منفرد، إذ يتعين علينا دمج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في أنظمة دعم المجتمع لبناء شبكة كاملة من خدمات الصحة العقلية للشباب".

وأضافت "مسؤوليتنا الجماعية أن نعطي الأولوية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين كجزء من الرفاهية الشاملة لهذه الفئة".

وانتقد التقرير ممارسة اعتبرها "انتقادا للحقوق الإنسانية"، وهي وضع ملايين الأطفال الذين يعانون من حالات الصحة العقلية في مؤسسات رغم وجود عائلاتهم.

ودعا إلى ضرورة التخلص التدريجي من الرعاية المؤسسية لصالح نوع من الخدمات الاجتماعية التي تسمح للأطفال بالنمو وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، مع ضمان الاستمرارية في تعليمهم وتطويرهم بشكل شامل.