قالت منظمة الصحة العالمية لرويترز إن أدوية مكافحة السمنة ربما تُدرج لأول مرة على "قائمة الأدوية الأساسية" للمنظمة، وهي قائمة تسترشد بها حكومات الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط عند اتخاذ قرارات الشراء.
وستراجع لجنة من مستشاري منظمة الصحة العالمية الشهر المقبل الطلبات الجديدة لإدراج الأدوية ومن المقرر صدور قائمة محدثة من الأدوية الأساسية في سبتمبر، وفق الوكالة.
وحسب رويترز، قدم طلب دراسة أدوية السمنة ثلاثة أطباء وباحث في الولايات المتحدة، وهي تشمل مادة ليراغلوتايد الموجودة في دواء ساكسندا عن نوفو نورديسك، والذي قريبا سيصبح بالإمكان تقليده بإصدارات أرخص.
وقرار اللجنة في منظمة الصحة غير محسوم، فهي من الممكن أن تقبل أو تطلب المزيد من الأدلة بشأن وجوب إدخال دواء معالجة السمنة ضمن القائمة. ولكن قرار الأدراج سيمثل نهجا جديدا لمنظمة الصحة تجاه معالجة السمنة.
ورغم ذلك، يحذر بعض خبراء الصحة العامة من اعتماد مثل هذه الأدوية على نطاق واسع على أنها الحل لمشكلة السمنة.
وصرح متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن "السمنة مشكلة صحية متفاقمة في العديد من البلدان"، وأكد أن "أدوية علاج السمنة ليست سوى جانب واحد من جوانب الحل".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فهناك ما يزيد عن 650 مليونا من البالغين حول العالم يعانون من السمنة وهو ثلاثة أمثال المعدل في عام 1975، وهناك ما يقدر بنحو 1.3 مليار آخرين يعانون من زيادة الوزن.
ويعيش أغلبهم أو ما يقدر بنحو 70 بالمئة في دول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وكشف تقرير سابق، صدر بداية مارس، أن أكثر من نصف سكان العالم سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2035.
ويتوقع الاتحاد العالمي للسمنة في الأطلس الذي أصدره لعام 2023 أن 51 في المئة من سكان العالم أي ما يتجاوز أربعة مليارات نسمة سيعانون من السمنة أو زيادة الوزن خلال الاثني عشر عاما المقبلة، وفق رويترز.
وجاء في التقرير أن معدلات السمنة آخذة في الارتفاع بسرعة، خصوصا بين الأطفال وفي الدول منخفضة الدخل.
ووصفت رئيسة الاتحاد العالمي للسمنة لويز باور البيانات بأنها "تحذير واضح"، وقالت إن صانعي السياسة بحاجة إلى التحرك الآن لمنع تدهور الوضع.
وذكرت في بيان "من المثير جدا للقلق أن نرى معدلات السمنة ترتفع بشكل أسرع بين الأطفال والمراهقين".
وأضافت: "يتعين على الحكومات وصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم بذل قصارى جهدهم لتجنب تمرير التكلفة الصحية والاجتماعية والاقتصادية للأجيال الأصغر".
وأفاد التقرير بأن السمنة في الأطفال ربما تتجاوز مثلي مستويات 2020 لتصل إلى 208 ملايين فتى و175 مليون فتاة بحلول عام 2035.
وقال الاتحاد العالمي للسمنة إن التكلفة التي سيتحملها المجتمع ستكون كبيرة بسبب الظروف الصحية المرتبطة بزيادة الوزن إذ ستتجاوز أربعة تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2035 أي ما يعادل ثلاثة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ومع ذلك قال القائمون على التقرير إنهم لا يلومون الأفراد لكنهم يدعون إلى التركيز على العوامل المجتمعية والبيئية والبيولوجية لهذه الظروف.