الصين فرضت قيودا مشددة خلال فترة انتشار فيروس كورونا
الصين تواجه منذ شهور ضغوطا دولية لتكشف عن بيانات جائحة كوفيد-19

قالت هيئة الصحة في الصين إن المسؤولين يعتزمون إجراء عمليات تفتيش عشوائية مفاجئة في المنشآت الطبية لتعقب البيانات التي لم يتم استيفاؤها أو تلك التي جرى التلاعب فيها، وسط دعوة أوسع من السلطات العالمية لمزيد من الشفافية.

وتواجه البلاد منذ شهور ضغوطا من دول وخبراء صحة لتكشف عن بيانات جائحة كوفيد-19 ولتكون أكثر استعدادا لمشاركتها، لا سيما فيما يتعلق بالأرقام الرسمية الخاصة بالوفيات والإصابات الحادة في المستشفيات.

وطالب مستشارو منظمة الصحة العالمية الصين مؤخرا بنشر جميع المعلومات المتعلقة بمنشأ وباء فيروس كورونا المستجد.

وفي الإجراءات الجديدة التي أعلنتها لجنة الصحة الوطنية ستكون حكومات الأقاليم مكلفة بالإشراف اليومي وإجراء عمليات تفتيش المفاجئة التي تغطي مجموعة من الجوانب، بما في ذلك إدارة اللقاحات في المؤسسات الطبية والصحية، وبما يشمل التحقق من استلام اللقاحات الجديدة وتخزينها.

كما ستكون الحكومات المحلية مطالبة بمراقبة ما إذا كان يتم إخفاء تقارير العدوى بالفيروس أو تأخيرها أو يتم التلاعب بها، فضلا عن تعزيز إدارة النفايات الطبية وإدارة الأمن البيولوجي لمختبرات الأحياء الدقيقة المسببة للأمراض.

وذكرت اللجنة أنه يتعين على الحكومات المحلية المبادرة للحصول على دعم مالي لضمان تمويل التكاليف المتعلقة بعمليات التفتيش العشوائية.

القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية
القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية

رصد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إصابة طفل من بين كل سبعة بأمراض ترتبط بالصحة العقلية.

وتحتفل المنظمة باليوم العالمي للصحة النفسية بالعاشر من أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية خدمات الدعم والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال والمراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاما، يصاب بعضهم بأمراض مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، وغيرها من أمراض الصحة العقلية.

وتظهر ثلث حالات الإصابة بأمراض الصحة العقلية لدى الأطفال قبل وصولهم لسن الـ 14، ونصفها يظهر قبل بلوغهم 18 عاما.

ودعا التقرير إلى أهمية العمل مبكرا لاكتشاف الحالات، بين الأطفال والمراهقين، من أجل توفير الدعم والاستفادة من إمكاناتهم بالطريقة المثلى.

وانتقد التقرير عدم إتاحة الوصول لخدمات الرعاية للصحة العقلية للعديد من هؤلاء، بسبب إما عدم توافر الخدمات أو أنها باهظة الثمن، أو الوصمة المجتمعية التي قد تلاحقهم، وتمنعهم من طلب المساعدة.

وحدد التقرير ضعف الرعاية للصحة العقلية لهذه الفئة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ديفورا كاستيل، مديرة الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان: "علينا اتخاذ إجراءات تضمن توفر التدخلات المناسبة لجميع الأعمار بأسعار معقولة".

وأضافت أن كل دولة بصرف النظر عن ظروفها "يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الصحة العقلية لأطفالها وشبابها والأسر بالمجمل".

ودعا التقرير إلى دعم الصحة العقلية للأطفال والمراهقين على اعتباره جهدا جماعيا.

الطبيبة، فوزية شفيق، من اليونيسف، قالت: "لا يمكن معالجة الصحة العقلية، ورفاهية الأطفال والمراهقين وأسرهم بشكل منفرد، إذ يتعين علينا دمج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في أنظمة دعم المجتمع لبناء شبكة كاملة من خدمات الصحة العقلية للشباب".

وأضافت "مسؤوليتنا الجماعية أن نعطي الأولوية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين كجزء من الرفاهية الشاملة لهذه الفئة".

وانتقد التقرير ممارسة اعتبرها "انتقادا للحقوق الإنسانية"، وهي وضع ملايين الأطفال الذين يعانون من حالات الصحة العقلية في مؤسسات رغم وجود عائلاتهم.

ودعا إلى ضرورة التخلص التدريجي من الرعاية المؤسسية لصالح نوع من الخدمات الاجتماعية التي تسمح للأطفال بالنمو وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، مع ضمان الاستمرارية في تعليمهم وتطويرهم بشكل شامل.