الزهايمر
الزهايمر

كشفت دراسة علمية حديثة عن علاقة البكتيريا التي تعيش في أمعاء الإنسان بأعراض فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي المرتبط بمرض الزهايمر، وفقا لموقع "ساينس أليرت".

وباستخدام أكبر دراسة على مستوى الجينوم على الإطلاق حول البكتيريا المعوية البشرية، سعى فريق من الباحثين من الولايات المتحدة إلى إيجاد علاقة أكثر وضوحا بين مرض الزهايمر ومزيج الكائنات الحية التي تعيش داخل الجهاز الهضمي.

وركز الباحثون على العلاقة المعقدة بين البكتيريا المعوية والجهاز المناعي والأداء العصبي في محاولة لفهم سبب تدهور مناطق الدماغ والتسبب في أعراض فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي المرتبط بمرض الزهايمر، حسب دورية "نيتشر".

وكشفت الدراسات القائمة على الملاحظة انخفاضا في تنوع ميكروبات الأمعاء لدى الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بأعراض الزهايمر، بينما أظهرت التحليلات المعملية أن بكتيريا الأمعاء يمكن أن تطلق مواد كيميائية يمكن أن تسبب إشارات التهابية ضارة في الدماغ.

ويبدو أن التوترات بين الدماغ والأمعاء وتركيب الكائنات الميكروبية تلعب دورا مهما في تطوير حالات التنكس العصبي، حسب "سياينس أليرت".

والزهايمر هو اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى تقلص الدماغ "ضموره" وموت خلاياه، وهو أكثر أشكال الخرف شيوعا، وفقا لموقع "مايو كلينيك".

ومن بين نحو 50 مليون شخص مصاب بالخرف على مستوى العالم، يُقدر أن نسبة المصابين بداء الزهايمر منهم تتراوح بين 60 إلى 70 بالمئة.

ويعيش في الولايات المتحدة نحو 5.8 ملايين شخص مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فما فوق، ومنهم 80 بالمئة بعمر 75 فما فوق.

ومن المتوقع أن يصيب الزهايمر 150 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بحلول منتصف القرن، حسب "ساينس أليرت".

 بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة
بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة

سنواتنا الأولى هي فترة تعلم سريع، ومع ذلك لا نستطيع تذكر تجارب محددة من تلك الفترة، وهي ظاهرة تُعرف بالنسيان الطفولي.

تحدت دراسة جديدة الافتراضات المتعلقة بذاكرة الأطفال، حيث أظهرت أن العقول الصغيرة تشكل ذكريات بالفعل.

ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا تصبح هذه الذكريات صعبة الاسترجاع لاحقًا في الحياة؟

يصبح الأطفال في السنة الأولى من عمرهم متعلمين استثنائيين، يتعلمون اللغة، والمشي، والتعرف على الأشياء، وفهم الروابط الاجتماعية، وأمور أخرى كثيرة.

ومع ذلك، لا نتذكر أيًا من تلك التجارب، فما يجري هو نوع من التفاوت بين هذه المرونة المدهشة وقدرتنا على التعلم التي نملكها.

افترض سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، أن الذكريات المبكرة يتم قمعها، على الرغم من أن العلم قد تجاهل منذ ذلك الحين فكرة عملية القمع النشطة.

بدلاً من ذلك، تركز النظريات الحديثة على الهيبوكامبوس Hippocampus، وهو جزء من الدماغ حاسم للذاكرة العرضية، والذي لا يتطور بشكل كامل في الطفولة.

لكن فريق الباحثين بقيادة نيك ترك-براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمؤلف الرئيسي للدراسة، كان مهتمًا بالأدلة من الأبحاث السلوكية السابقة.

وبما أن الأطفال لا يمكنهم الإبلاغ عن الذكريات شفهيًا قبل اكتساب اللغة، فإن ميلهم إلى التحديق لفترة أطول في الأشياء المألوفة يوفر تلميحات هامة.

أظهرت الدراسات الحديثة على القوارض التي تراقب النشاط الدماغي أيضًا أن أنماط الخلايا التي تخزن الذكريات تتشكل في الهيبوكامبوس عند الأطفال الرضع ولكن تصبح غير قابلة للوصول مع مرور الوقت، رغم أنه يمكن إيقاظها صناعيًا من خلال تقنية تستخدم الضوء لتحفيز الخلايا العصبية.

لكن حتى الآن، كان الجمع بين ملاحظات الأطفال الرضع وتصوير الدماغ بعيد المنال، حيث أن الأطفال معروفون بعدم تعاونهم عندما يتعلق الأمر بالجلوس ثابتين داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، الجهاز الذي يتتبع تدفق الدم لـ "رؤية" النشاط الدماغي.

لتجاوز هذا التحدي، استخدم فريق ترك-براون الطرق التي طورها مختبره على مر السنين، بالعمل مع العائلات لإدخال اللهايات، والبطانيات، والدُمى المحشوة؛ وتثبيت الأطفال باستخدام الوسائد؛ واستخدام أنماط خلفية للحفاظ على انتباههم.

اكتشفوا أن الأطفال الذين حققوا أفضل النتائج في مهام الذاكرة أظهروا نشاطًا أكبر في الهيبوكامبوس.

وأوضح الفريق أن ما يمكنهم استنتاجه من الدراسة هو أن الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات العرضية في الهيبوكامبوس بدءًا من حوالي عمر السنة."

لكن ما يزال غير واضح ما الذي يحدث لتلك الذكريات المبكرة.

ربما لم يتم دمجها بالكامل في التخزين طويل المدى، أو ربما تستمر لكنها تصبح غير قابلة للوصول.

يشتبه ترك-براون في الخيار الثاني وهو الآن يقود دراسة جديدة لاختبار ما إذا كان الأطفال الرضع، والصغار، والأطفال يمكنهم التعرف على مقاطع فيديو تم تسجيلها من منظورهم كرضع.

تشير النتائج المبكرة، والتجريبية، إلى أن هذه الذكريات قد تستمر حتى حوالي سن الثالثة قبل أن تبدأ بالتلاشي.

ويشعر الفريق بقيادة ترك-براون بالفضول بشكل خاص لاحتمالية أن يتم إعادة تنشيط مثل هذه الذكريات في وقت لاحق من الحياة.