عدد كبير من الشباب الياباني يفضل العزلة
الشعور بالوحدة يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية (صورة تعبيرية) | Source: Courtesy Image

قال مسؤول صحي أميركي كبير إن الأضرار الناجمة عن الشعور بالوحدة تعادل مساوئ تدخين 15 سيكارة في اليوم، محذرا في الوقت نفسه أن بلاده تواجه ما أسماه "وباء الوحدة والعزلة".

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد دعا الجراح العام للولايات المتحدة، د. فيفيك مورثي، إلى التعامل مع العزلة الاجتماعية على أنها تهديد للصحة العامة مثل السمنة وإدمان المخدرات.

وأوضح مورثي أن الدراسات الطبية وجدت أن حوالي نصف البالغين الأميركيين يعانون من الوحدة، لاسيما بعد تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، مردفا "العزلة هي أكثر بكثير من مجرد شعور سيء".

ويرتبط الشعور بالوحدة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب والقلق والوفاة المبكرة، وهنا يقول مورثي إن "تأثير الانعزال الاجتماعي على زيادة الوفيات مشابه للتأثير الناتج عن تدخين ما يصل إلى 15 سيكارة في اليوم".

وأضاف: "بل أن تأثيرها على حدوث الوفيات أكبر من السمنة وقلة النشاط البدني".

ودعا مورثي إلى "سياسات جديدة لتعزيز الارتباط الاجتماعي"، وبذل جهد جماعي "لإصلاح النسيج الاجتماعي لأمتنا".

وكانت إحدى الدراسات التي تم الاستشهاد بها في تقرير مورثي قد وجدت أن التراجع في الروابط الاجتماعية تسارع خلال وباء كوفيد -19، مع انخفاض بنسبة 16 في المائة في حجم شبكات الصداقة بين عامي 2019 و 2020.

وقال 49 في المئة من الأميركيين إن لديهم "ثلاثة أو أقل من الأصدقاء المقربين"في العام 2021، مقارنة بنسبة 27 في المائة في العام 1990.

وفيما يتعلق بتأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما على الشباب والمراهقين، أشار تقرير مورثي إلى دراسة وجدت أن ثلث الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا في الولايات المتحدة زعموا أنهم متصلون بالإنترنت "بشكل مستمر طوال يومهم تقريبًا".

وحث مورثي الآباء على تخصيص وقت للصغار للتواصل الاجتماعي بعيدًا عن التكنولوجيا، و"تأخير السن الذي ينضم فيه الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي".

الحوامل يختبرن الوحام وهو الرغبة الشديدة بتناول أطعمة أو أشياء معينة أو النفور منها
صورة تعبيرية لسيدة حامل | Source: pexels

يعتبر "الوحام" حالة شائعة لدى العديد من الحوامل، حيث يتجلى في رغبة شديدة أو نفور من أنواع معينة من الأطعمة، وقد يظهر في الثلث الأول من الحمل ويزداد خلال الثلث الثاني، بينما يخف تدريجيًا في الثلث الأخير. 

ويرتبط الوحام بالتغيرات الهرمونية التي تؤثر على حاستي الشم والذوق لدى الحامل، بالإضافة إلى عوامل نفسية واجتماعية تلعب دورًا في هذه الرغبات الغذائية.

وأوضح خبراء تغذية وأخصائيون لصحيفة "غارديان" البريطانية، أن رغبة المرأة الحامل في تناول بعض الأشياء التي قد تبدو غريبة، قد ترتبط بحالات صحية معينة.

وفي هذا الصدد، تقول أخصائية التغذية لما قبل الولادة، ميلاني ماكغرايس، إن الرغبة الشديدة الشائعة أثناء الحمل هي الأطعمة المالحة، والتي قد تكون علامة على أن النساء لا يشربن ما يكفي من الماء.

وأوضحت أن المرأة "أثناء الحمل، تزداد متطلباتها من السوائل بنحو 150بالمئة، مشيرة إلى أن الحجم الإجمالي للدم في الجسم يزيد بنسبة 45 بالمئة أثناء الحمل".

ونبهت إلى أنه عندما نتناول المزيد من الأطعمة المالحة، يحتفظ الجسم بمزيد من الماء، لكن ماكغرايس تقول إن هذا ليس بالأمر الجيد، موضحة: "الحل المثالي هو القيام بالعكس، وشرب المزيد من الماء".

كما أشارت إلى رغبة شديدة شائعة أخرى، هي تناول الأطعمة الباردة والحلوة مثل الآيس كريم والميلك شيك (مخفوق الحليب)، أو التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات. 

ويمكن أن يكون هذا استجابة لتقلب مستويات السكر في الدم، الذي يحدث حتى عند النساء غير المصابات بالسكري.

وأوضحت أخصائية التغذية في مجال الخصوبة والحمل، لورا عطية، أن الحمل يعزز القدرة على امتصاص الكالسيوم من الطعام، لذا فإن الحوامل لا يحتجن بالضرورة إلى تناول كميات أكبر، لكنهن يحتجن إلى تناول كميات صحية - حوالي 1300 ملغم يوميًا للنساء اللواتي تبلغ أعمارهن 18 عامًا أو أقل، و1000 ملغم يوميًا لمن تتراوح أعمارهن بين 19 و50 عامًا.

وفي نفس السياق، أوضحت ماكغرايس أنه يمكن استبدال هذه الأطعمة بكوب من الحليب، الذي يشكل خيارًا أفضل لتعزيز الكالسيوم.

وتعد اللحوم الحمراء أيضا واحدة من تلك الرغبات التي تنتاب الحوامل، وفق ماكغرايس، مشددة على أن ذلك يمكن أن يكون إشارة من الجسم إلى الحاجة إلى عنصر الحديد. 

"متلازمة بيكا"

وقد يؤدي نقص الحديد في بعض الأحيان إلى الرغبة الشديدة في تناول أشياء غير مألوفة، مثل الطباشير أو الثلج أو التراب، فيما يعرف باسم متلازمة "بيكا".

وتقدر بعض الأبحاث أن ما يصل إلى 4 بالمئة من النساء أثناء الحمل يرغبن في تناول  مواد ليس لها قيمة غذائية.

وأوضحت باحثة التوليد في جامعة نيوكاسل البريطانية، أليسون كومينز، أن أقلام الرصاص والطباشير والجص والتراب والثلج هي أكثر العناصر التي يأكلها النساء المصابات بمتلازمة بيكا.

وفي حين أنه من الجيد الاستسلام لرغبات الوحام الشديدة باعتدال، تحذر كومينز من عقلية "الأكل لشخصين"، مضيفة أن  الاستسلام للرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون والكربوهيدرات، لا يزيد من خطر زيادة الوزن والإصابة بمرض السكري الحملي فحسب، بل قد يزيد أيضًا من وزن الطفل ويخلف آثارًا طويلة المدى على عملية التمثيل الغذائي لديه.

وتؤكد عطية أن تناول نظام غذائي صحي أثناء الحمل أمر مهم للأم والطفل، لكنها تعترف بأن ذلك أمر شاق، خاصة بسبب الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة والنفور من أغذية أخرى.

وحسب تقرير نشره موقع "نورث ويسترن ميديسن" الطبي، تنصح المرأة الحامل بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية لتلبية احتياجات جسمها وجنينها. 

وتشمل الأطعمة الصحية التي يجب التركيز عليها:

  • اللحوم الخالية من الدهون: مصدر جيد للبروتين الضروري لنمو الجنين.
  • المكسرات: غنية بالدهون الصحية والبروتين والألياف.
  • منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم: مثل الحليب والزبادي، للحصول على الكالسيوم والبروتين.
  • الفواكه والخضروات: مصدر أساسي للفيتامينات والمعادن الضرورية، وكذلك الألياف التي تساعد على الهضم.
  • الخبز والحبوب الكاملة: غنية بالألياف والمعادن مثل الحديد.
  • الماء والعصائر الطبيعية: شرب حوالي 12 كوبًا من الماء يوميًا للحفاظ على الترطيب.

ووفقا لموقع "مايو كلينك" الطبي، فإنه للحفاظ على سلامة المرأة الحامل وجنينها، فعليها تجنب تناول الأسماك النيئة أو غير المطهية جيدًا مثل السوشي والمحار. 

وينصح الموقع المرأة الحامل بطهي المأكولات البحرية واللحوم إلى درجات حرارة آمنة، وتجنب البيض النيء أو غير المطبوخ بالكامل.

كما ينبغي عليها تجنب الأطعمة غير المبسترة مثل الأجبان الطرية والعصائر غير المبسترة، بالإضافة إلى غسل الفواكه والخضروات جيدًا.

ويوصي الخبراء أيضا بالتقليل من تناول الكافيين إلى أقل من 200 ملغ يوميًا، والابتعاد عن تناول شاي الأعشاب دون استشارة طبية. 

وأخيرًا، يجب الامتناع التام عن الكحول لتجنب حدوث مخاطر صحية على الجنين.