تغيرات بيولوجية تؤثر على صحة الحامل النفسية
تغيرات بيولوجية تؤثر على صحة الحامل النفسية

يغيب عن الكثيرين أن النساء الحوامل يتعرضن لأزمات نفسية أثناء فترة الحمل وحتى بعد الإنجاب، وهي مضاعفات غالبا ما تنعكس سلبا على حياة الطفل والأم في حال عدم التدخل الطبي.

وأشارت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، في تغريدة إلى أن القدرة على الوصول إلى الرعاية النفسية يمكن أن يقلل من الوفيات المبكرة.

وأتت تغريدة الخارجية الأميركية انطلاقا من إطار عمل وضعته الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID"، والتي أكدت على أن تلقي الأم العلاج للصحة النفسية يلعب دورا حاسما في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.

وقالت ريبيكا ليفين، كبيرة مستشاري صحة الأم لدى "USAID"، إن التركيز يقوم عادة على الصحة البدنية فقط للأم، ما يغيب جزءا هاما وهو الصحة النفسية.

وتشير ليفين إلى أن الكثيرين لا يدركون أن اضطرابات الصحة العقلية شائعة في الفترة المحيطة بالولادة، ومنها القلق والاكتئاب.

وفي لقاء استضافه مركز تابع للوكالة، قالت ليفين إن الصحة العقلية تتأثر في الفترة المحيطة بالولادة، إذ يمكن أن يؤثر الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة على الأداء اليومي للأم.

وأشارت إلى أن واحدة من كل عشر نساء حوامل تعاني من هذه الأعراض في الدول مرتفعة الدخل، وأضافت أن التقديرات المتعلقة بنفس الأرقام في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط أعلى بكثير.

ويحدد "المؤتمر الأميركي لأطباء النساء والتوليد" اضطرابات المزاج قبل الولادة وبعدها، ويشير إلى أن اضطرابات الفترة المحيطة بالولادة قد تؤثر سلبا على الولادة لأنها تظل غالبا غير مشخصة ولا تعالج.

ويشير في موقعه على الإنترنت إلى أنه بعد الولادة تكون الاضطرابات شائعة، وتعاني الأم حديثة الإنجاب من تقلبات مزاجية مفاجئة، أو تشعر بالسعادة الشديدة، ثم الحزن الشديد، أو تبكي دون سبب واضح.

مشاكل نفسية قد تؤدي إلى الانتحار

يحذر الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية بالمغرب، من أن الكثير من المشاكل النفسية أثناء الحمل وبعد الولادة لا يتم تشخيصها من قبل مقدمي الرعاية الصحية وقد تدفع بالمرأة إلى الانتحار.

ويشير حمضي في حديث لموقع "الحرة" إلى أن المرأة الحامل تعيش تغيرات بيولوجية هرمونية، وتغيرات في شكلها، لأنها تحمل حياة أخرى في أحشائها.

تبدأ هذه التغيرات، بحسب الطبيب، على شكل تساؤلات تنتاب الأم حول صحة الطفل وكيف سيولد، هل سيكون طبيعيا أم لا؟ هل ستعرف كيف تعتني به أم لا؟ وهذه كلها تساؤلات تقلق الأم خلال فترة الحمل وتخلق مشاكل نفسية.

يشير الخبير إلى أن المشاكل النفسية تختلف حتى داخل أشهر الحمل، ففي النصف الأول من الحمل تكون هناك هشاشة عاطفية واكتئاب، توتر وخوف على صحة الجنين وحتى الخوف من الحمل، فيما يتضاعف التوتر خلال النصف الثاني من الحمل، وقد تعاني الأم من قلة النوم ويزداد الاكتئاب.

ويقول الخبير إن ما بين 7 إلى 13 في المئة من النساء يمكن أن يعانين من اكتئاب ما قبل الولادة، وهو ما قد يتطور إلى الهذيان أو ما يعرف باسم "ذهان النفاس"، وهو نوع من انفصام الشخصية يحدث بعد الولادة.

ويرى حمضي أن اكتئاب بعد الولادة يلزمه تدخل الطبي، لأنه قد يؤدي حتى إلى الانتحار، مشيرا إلى أنه غالبا لا يتم تشخصيه.

أما "ذهان النفاس" والهذيان، بحسب الطبيب، فيصيب نسبة قليلة جدا من النساء، وغالبا ما يحدث بعد شهر إلى شهرين من الولادة، وخلاله تعاني الأم من الهذيان والانفصام، وهو ما يستجوب تدخلا طبيا عاجلا ونقل الأم وحتى الرضيع/ة إلى المستشفى.

ويحث خبراء "USAID" على ضرورة ربط صحة النساء أثناء الحمل بتدخلات طبية لمعالجة المشاكل النفسية، من خلال تدخلات متعددة المستويات مثل توعية المجتمع والتعليم والتدريب والفحص والوقاية.

وتقوم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتشكيل ودعم السياسات والممارسات والبرامج التي تقودها البلدان والتي تعمل على تحسين جودة الرعاية وتعزيز الإنصاف وتحقيق التغطية المثلى للرعاية المنقذة للحياة.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.