ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يلحق أضرارا خطيرة بالقلب
ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يلحق أضرارا خطيرة بالقلب | Source: Pexels

توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن خفض الحصة اليومية من ملح الطعام (الصوديوم) بمقدار ملعقة صغيرة قد يخفض نسبة ضغط الدم بنفس القدر الذي يفعله تعاطي دواء ارتفاع ضغط الدم، كما يمكن خفضه أيضا للأشخاص الذين لا يتعاطون أدوية.

وأشارت الدراسة، التي أجراها باحثون في كلية فاينبرف للطب بجامعة نورث ويسترن، وجامعة ألاباما، ونشرت في مجلة "جاما" إلى أن هذا الانخفاض حدث بصرف النظر عن حالة ارتفاع ضغط الدم للمشاركين، أو استخدام الأدوية الخافضة للضغط.

وشارك في البحث 213 شخصا، بعمر 50 إلى 75 عاما، خضعوا لنظام غذائي منخفض في الصوديوم لمدة أسبوع.

وقال الباحث الرئيسي المشارك في الدراسة، ديباك غوبتا، أستاذ الطب بكلية فاينبرف للطب إن المشاركين خفضوا حصة الملح بحوالي ملعقة صغيرة يوميا مقارنة بنظامهم الغذائي المعتاد، وكانت النتيجة انخفاضا في ضغط الدم الانقباضي بنحو 6 ملليمترات، وهو ما يشبه التأثير الناتج عن دواء ارتفاع ضغط الدم. 

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، نورينا ألين، أستاذة الطب الوقائي في كلية فاينبرف للطب: "هذه أول دراسة تظهر أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم بالفعل، يمكنهم خفض ضغط الدم لديهم بشكل أكبر عن طريق الحد من الصوديوم".

وأشارت الباحثة أيضا إلى أن النتائج بينت أن ما بين 70 إلى 75 في المئة من المشاركين، بغض النظر عما إذا كانوا يتناولون أدوية ضغط الدم بالفعل أم لا، انخفض ضغط الدم لديهم مع خفض نسبة الصوديوم في نظامهم الغذائي".

وقال الدكتور أندرو فريمان، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية في دنفر، الذي لم يشارك في الدراسة: "قد تبدو ملعقة صغيرة من الملح كمية صغيرة. ومع ذلك، يبدو أن الملح المضاف له تأثير على ضغط الدم بشكل كبير"، وفق تصريحاته لـ"سي أن أن".

وملعقة صغيرة من الملح تساوي 2300 ملليغرام وهو الحد الأعلى للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاما الذي تنصح بها السلطات الصحية الأميركية، ومع ذلك، توصي جمعية القلب الأميركية باتباع نظام غذائي يحتوي على أقل من 1500 ملليغرام من الصوديوم يوميا.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن تناول كميات كبيرة من الملح أحد العوامل التي تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالمرض القلبي الوعائي والسكتة الدماغية. 

وتُظهر بيانات أن متوسط استهلاك الملح في معظم بلدان الشرق الأوسط يبلغ حوالي 10 غرامات للفرد يوميا، وهو أكثر من ضِعف الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.

والملح موجود في كل شيء نأكله تقريبا، إما بسبب وجود مستويات عالية منه في معظم الأطعمة المصنعة والجاهزة، أو لأننا نضيفه عندما نحضر الطعام. 

ويمكن لتقليل استهلاك الملح إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد في اليوم أن يقي من المرض القلبي الوعائي، الذي يعتبر القاتل رقم واحد في العالم، وفق المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فهذا المرض مسؤول عن 17.3 مليون حالة وفاة مبكرة في العالم، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 23 مليونا بحلول عام 2030. وفي إقليم شرق المتوسط يعتبر المرض القلبي الوعائي، الذي يشمل مرض القلب والسكتة الدماغية، سببا رئيسيا للعجز والوفاة المبكرة. 

وحذرت المنظمة في سبتمبر الماضي من أن نحو 4 من كل 5 أشخاص يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يتلقون علاجا كافيا، وإنه يمكن في المقابل تجنب حدوث 76 مليون حالة وفاة بين عامي 2023 و2050 إذا تسنى للبلدان توسيع نطاق التغطية بالعلاج. 

مشروبات الكافيين ضارة لو تجاوزت معدلات معينة
مشروبات الكافيين ضارة لو تجاوزت معدلات معينة

تسببت حالة وفاة ثانية في أميركا مؤخرا، بفعل مشروب يحتوي على الكافيين، في طرح تساؤلات بشأن سلامة المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، وما هو المعدل الذي قد يمثل خطورة على صحة الإنسان وربما حياته.

وأقامت، الإثنين، أسرة رجل (46 عاما) من ولاية فلوريدا الأميركية، دعوى ضد شركة "بانيرا" (Panera)، واتهموها بالقتل الخطأ لأن الرجل توفي بعد تناول 3 مشروبات من الليمون المحتوي على الكافيين من إنتاج الشركة، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وتعتبر تلك الدعوى الثانية ضد الشركة، بعد واحدة في أكتوبر الماضي، حيث أقامت أسرة طالبة جامعية (21 عاما) تتجنب مشروبات الطاقة بسبب مرض في القلب، دعوى قضائية بعدما تعرضت لسكتة قلبية، إثر شربها عصير الليمون الذي تنتجه الشركة.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن "نحو 85 بالمئة من الأميركيين يتناولون مشروبا يحتوي على الكافيين لمرة واحدة على الأقل يوميًا، بجانب أن مبيعات مشروبات الطاقة في ارتفاع متواصل، وكذلك جرعات الكافيين التي تحتوي عليها".

ونقلت "واشنطن بوست" عن خبراء، أن قدرة الشخص على تحمل أضرار الكافيين أو فوائده تختلف من فرد لآخر، اعتمادا على عدة عوامل مثل الحجم والصحة والعادات اليومية وأمور أخرى.

ما هو معدل الكافيين ضار؟

توصي إدارة الغذاء والدواء الأصحاء البالغين يتناول ما لا يزيد عن 400 ملليغرام من الكافيين يوميا. وأوضحت الهيئة الأميركية أن تلك النسبة "لا تمثل خطورة بشكل عام أو لها آثار سلبية على صحة الشخص".

يعادل ذلك حوالي 4 أكواب من القهوة، أو 6 من الإسبريسو، أو عبوتين من مشروب الطاقة "برايم"، فيما يحتوي الشاي الأخضر والأسود على كمية أقل من الكافيين لكل كوب.

وبحسب بيانات نقلتها "واشنطن بوست"، فإن كوب من الشاي الأخضر يحتوي على 28 ملليغرام من الكافيين، والأسود 47، وجرعة من الإسبريسو بها 65، وعبوة "ريد بول" بها 80، بينما مشروب الليمون المحتوى على الكافيين من شركة "بانيرا"، فالحجم الصغير به 260 والكبير 390 ملليغرام من الكافيين.

وأشار التقرير إلى أن من يعانون من حالات طبية معينة يجب عليهم الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الحوامل (لا يزيد عن 200 ملليغرام يوميا) أي حوالي كوبين من القهوة، فقد يكون للمعدل الزائد أضرار على الجنين ويتسبب في الإجهاض المبكر وانخفاض وزن الجنين عند الولادة.

وتشمل أعراض الجرعات الزائدة من الكافيين، الصداع والحمى والغثيان والأرق والقلق، وفي حالات أكثر قوة، قد تصل الأعراض إلى القيئ وآلام الصدر، مما يستدعى استشارة الأطباء.