صينيون يرتدون أقنعة في شوارع بكين، الثلاثاء 21 نوفمبر 2023
صينيون يرتدون أقنعة في شوارع بكين، الثلاثاء 21 نوفمبر 2023

أبدت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، قلقا إزاء ازدياد حالات الأمراض التنفسية والالتهابات الرئوية في الصين، داعية السكان إلى "أخذ إجراءات" احترازية.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على منصة "إكس"، تويتر سابقاً، إنها "أرسلت طلبا رسميا إلى الصين للحصول على معلومات مفصلة عن تزايد أمراض الجهاز التنفسي وتفشي التهابات رئوية بين الأطفال"، داعية إلى "خطوات لتقليل خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي".

وأكدت متحدثة باسم المنظمة لوكالة فرانس برس صحة البيان.

وجاء بيان المنظمة الصحية الأممية بعدما سجل في شمال الصين ارتفاع ملحوظ في أعداد الأطفال المصابين بأمراض تنفّسية والتهابات رئوية.

وقالت المنظمة إنها تسعى للحصول على معلومات إضافية عن هذه الإصابات.

وأضافت أنها توصي السكان في الصين "باتباع التدابير اللازمة للحد من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي" ومن هذه التدابير "التطعيم الموصى به، والابتعاد عن الأشخاص المرضى، والبقاء في المنزل عند المرض، وإجراء الفحوص وتلقي الرعاية الطبية عند الحاجة، ووضع كمامات عند الاقتضاء، وضمان التهوئة الجيّدة، وغسل اليدين بانتظام".

وأشارت المنظمة إلى أن السلطات الصينية أرجعت هذه الزيادة في أمراض الجهاز التنفسي إلى رفع القيود المرتبطة بكوفيد-19 وانتشار مسببات الأمراض المعروفة.

وأضاف البيان أن "منظمة الصحة العالمية طلبت، في 22 نوفمبر، معلومات وبائية وسريرية إضافية، بالإضافة إلى النتائج المخبرية حول حالات تفشي المرض المُبلغ عنها بين الأطفال".

القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية
القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال. أرشيفية - تعبيرية

رصد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إصابة طفل من بين كل سبعة بأمراض ترتبط بالصحة العقلية.

وتحتفل المنظمة باليوم العالمي للصحة النفسية بالعاشر من أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية خدمات الدعم والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال والمراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاما، يصاب بعضهم بأمراض مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، وغيرها من أمراض الصحة العقلية.

وتظهر ثلث حالات الإصابة بأمراض الصحة العقلية لدى الأطفال قبل وصولهم لسن الـ 14، ونصفها يظهر قبل بلوغهم 18 عاما.

ودعا التقرير إلى أهمية العمل مبكرا لاكتشاف الحالات، بين الأطفال والمراهقين، من أجل توفير الدعم والاستفادة من إمكاناتهم بالطريقة المثلى.

وانتقد التقرير عدم إتاحة الوصول لخدمات الرعاية للصحة العقلية للعديد من هؤلاء، بسبب إما عدم توافر الخدمات أو أنها باهظة الثمن، أو الوصمة المجتمعية التي قد تلاحقهم، وتمنعهم من طلب المساعدة.

وحدد التقرير ضعف الرعاية للصحة العقلية لهذه الفئة خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ديفورا كاستيل، مديرة الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان: "علينا اتخاذ إجراءات تضمن توفر التدخلات المناسبة لجميع الأعمار بأسعار معقولة".

وأضافت أن كل دولة بصرف النظر عن ظروفها "يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الصحة العقلية لأطفالها وشبابها والأسر بالمجمل".

ودعا التقرير إلى دعم الصحة العقلية للأطفال والمراهقين على اعتباره جهدا جماعيا.

الطبيبة، فوزية شفيق، من اليونيسف، قالت: "لا يمكن معالجة الصحة العقلية، ورفاهية الأطفال والمراهقين وأسرهم بشكل منفرد، إذ يتعين علينا دمج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في أنظمة دعم المجتمع لبناء شبكة كاملة من خدمات الصحة العقلية للشباب".

وأضافت "مسؤوليتنا الجماعية أن نعطي الأولوية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين كجزء من الرفاهية الشاملة لهذه الفئة".

وانتقد التقرير ممارسة اعتبرها "انتقادا للحقوق الإنسانية"، وهي وضع ملايين الأطفال الذين يعانون من حالات الصحة العقلية في مؤسسات رغم وجود عائلاتهم.

ودعا إلى ضرورة التخلص التدريجي من الرعاية المؤسسية لصالح نوع من الخدمات الاجتماعية التي تسمح للأطفال بالنمو وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، مع ضمان الاستمرارية في تعليمهم وتطويرهم بشكل شامل.