جدل بشأن أدوية إنقاص الوزن
ينصح مختصون بتناول المكسرات للتخلص من دهون البطن - تعبيرية

أثارت أدوية إنقاص الوزن، مثل أوزمبك ويغوفي ومونجارو، ضجة كبيرة، في الآونة الأخيرة، بسبب الأعراض الجانبية المصاحبة لها.

وقال طبيب متخصص في أمراض الهضمي إن جسم الإنسان يعمل بطريقة مشابهة لتلك التي تعمل بها هذه الأودية، دون التسبب في هذه المشكلات الصحية. 

ويشير الطبيب، كريستوفر دامان، في مقال على موقع "ذا كونفرزيشن" إلى هرمونات الإنكريتين الموجودة في الأمعاء.وهذه الهرمونات تلعب دورا في التحكم بعمليات الهدم والبناء للغلوكوز، ولذلك كثير من الدراسات تهتم بها لعلاج مرض السكري وغيره من أمراض البنكرياس والجهاز الهضمي.

ويقول الأستاذ المساعد في أمراض الجهاز الهضمي، بكلية الطب في جامعة واشنطن في مقاله إن العناصر الغذائية الموجودة في الطعام تساعد على تنظيم هذه الهرمونات. وتريليونات الميكروبات الموجودة في الأمعاء هي المفتاح لتنسيق هذه العملية.

ويتم حقن أدوية إنقاص الوزن المشار إليها سابقا مرة واحدة أسبوعيا في المعدة أو الفخذ أو الذراع، وهي عبارة عن مادة سيماغلوتيد، وهي تساعد البنكرياس على إطلاق الكمية المناسبة من الإنسولين عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة.

في حين أن تلك الأدوية ساعدت الآلاف من المستخدمين على إنقاص وزنهم بسرعة فائقة، قالت إحدى المستخدمات في دعوة قضائية مرفوعة على عقار" ويغوفي" إنها أمضت أسبوعا دون القدرة على التبرز، لعدم حركة الأمعاء.

أوزمبك علاج للسكري يستخدم لإنقاص الوزن. أرشيفية
بسبب إصابات خطيرة بالأمعاء.. دعاوى قضائية ضد شركات أدوية شهيرة لإنقاص الوزن
ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية أن بعض مستخدمي قد رفعوا قضايا ضد الشركة المنتجة لدواء" أوزمبك" (Ozempic) الذي يستخدم بالأساس لمعالجة مرض السكري من النوع الثاني، ولكنه يستعمل على نطاق واسع كعقار فعال لتخفيض الوزن.

وذكرت تقارير أن مجموعة من الأفراد رفعوا دعوى على الشركة المنتجة لدواء "أوزمبك" بدعوى أنه تسبب لهم بخزل المعدة، وهي حالة تؤثر على الحركة الطبيعية التلقائية للعضلات في المعدة. 

وقالت امرأة إنها شُخصت "بإصابة في الأمعاء تهدد حياتها"، بعد استخدام عقار "أوزمبك"، مما دفع الجراحين إلى إجراء عملية مدتها 8 ساعات على أمل إصلاح القولون لديها.

ويشير الطبيب في تقرير "ذا كونفرزيشن" إلى الدور الذي تلعبه هرمونات الأمعاء الطبيعية والطعام الصحي في عملية التمثيل الغذائي وفقدان الوزن، قائلا إن بكتريا الأمعاء تستخدم مكونات الطعام التي لا يمكنك هضمها مثل الألياف والبوليفينول، وتحولها إلى جزيئات تحفز الهرمونات للتحكم في شهيتك والتمثيل الغذائي.

وتشمل هرمون GLP-1، وهو نسخة طبيعية من أوزمبك وويغوفي. ويساعد GLP-1 وهرمونات أخرى مثل PYY على تنظيم نسبة السكر في الدم، وتخبر الجسم أنه تناول ما يكفي من الطعام، وكذلك المعدة والأمعاء بإبطاء حركة الطعام للسماح بعملية الهضم، وهو ما يطلق عليه "الفرامل القولونية".

وقبل ظهور الأطعمة المصنعة، كانت "المسارات التنظيمية الأيضية بواسطة تنوع بكتيري صحي في الأمعاء" تستخدم هذه الهرمونات لتنظيم عملية التمثيل الغذائي والشهية"، لكن الأطعمة الحديثة كبحت المكونات التي تساعد على تنظيم هذه العملية.

ويقول الطبيب إن إزالة هذه المكونات الغذائية الرئيسية، وبالتالي تقليل التنوع البكتيري، ساهم في ارتفاع معدلات السمنة والسكري.

وتعمل العقارات المذكورة بطريقة مشابهة للعملية الطبيعية، وساعدت في إنقاص الوزن وتحسين نسبة الغلوكوز في الدم، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، إلا أنها لا تخلو من آثار جانبية تؤثر على الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والقيء والإسهال والإمساك.

وتشمل الآثار الجانبية الأخرى الأكثر خطورة، ولكنها نادرة، التهاب البنكرياس وخزل المعدة الذي لا يعالج، والتهاب البنكرياس.

ويمكن أن تؤدي هذه الأدوية أيضا إلى فقدان كتلة العضلات الصحية والدهون، خاصة في حالة عدم ممارسة التمارين الرياضية. 

وتثير الزيادة الكبيرة في الوزن بعد إيقاف الأدوية أسئلة بشأن التأثيرات طويلة المدى.

الصحفي برادلي أولسون كتب في وول ستريت جورنال أنه يتناول أحد هذه الأدوية لأنه يساعده على مقاومة الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويتساءل: "ماذا سيحدث لو توقف؟".

ويرى الطبيب في مقال "ذا كونفرزيشن" أن نمط الحياة الصحي "هو الطريقة الأهم لإدارة الأمراض الأيضية والصحة العامة" وهذا يشمل ممارسة التمرينات بانتظام، والسيطرة على التوتر، والنوم الجيد، واتباع نظام غذائي متوازن.

نساء يتدربن (صورت تعبيرية)
نساء يتدربن (صورة تعبيرية)

قالت دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة، ونشرتها الدورية العلمية "مجلة جمعية الغدد الصماء"، إن التدريبات الرياضية العنيفة "تقلل الإحساس بالجوع"، خاصة لدى النساء.

وأظهرت الدراسة التي أجريت في جامعة فيرجينيا الأميركية، أن التدريبات الرياضية التي تؤدي إلى زيادة خفقان القلب، تقلل إفراز هرمون الغريلين (Ghrelin)، الذي يطلق عليه اسم "هرمون الجوع".

وحسب المجلة، فقد تم اكتشاف هرمون الغريلين عام 1999، من قبل كوجيما وكانجاوا، حيث يُعرف بأنه يحفز مستقبلات إفراز هرمون النمو.

ويعمل الغريلين، الذي يتوفر بشكلين رئيسيين، الغريلين المعالج (AG) وغير المعالج (DAG)، على تنظيم الشهية وتوازن الطاقة، حيث يحفز النوع الأول الشهية بشكل واضح، في حين لا يؤثر الثاني أو قد يثبطها.

وتشير الأبحاث إلى أن التمارين الرياضية تقلل مستويات الغريلين، خاصةً عند وصول شدة التمارين لمستويات عالية ينتج عنها ارتفاع اللاكتات في الدم، وهي مادة تتكون من تكسير الغلوكوز خلال التمارين الشديدة. 

ويزيد تراكم اللاكتات مع كثافة الجهد البدني، حيث أظهرت الدراسات أن ارتفاع مستوياته يسهم في خفض الغريلين، مما يساعد على تقليل الشعور بالجوع بعد التمارين.

وفي سياق التجربة الأخيرة، طلب الباحثون من 8 رجال و6 نساء من المتطوعين، الصوم لمدة ليلة ثم الانخراط في تدريبات رياضية بدرجات قوة مختلفة، مع إخضاع المتطوعين لاختبارات دم واستطلاع مدى شهيتهم للطعام.

وتبيّن من النتائج أن التدريبات الرياضية العنيفة تقلل مستويات هرمون الغريلين أكثر من التدريبات المعتدلة، وأن المتطوعين يشعرون بقدر أقل من الجوع بعد ممارسة تدريبات قوية.

وذكر الباحثون أن التدريبات المعتدلة لم تؤثر على مستويات الغريلين في الجسم، واتضح أيضا أن فوائد التدريبات العنيفة تظهر بشكل أوضح على النساء، وإن كان من الضروري إجراء مزيد من التجارب على هذه الجزئية من الدراسة.

وصرح عضو بفريق الدراسة أنه "يمكن النظر إلى التدريبات الرياضية كما لو كانت عقارا، حيث يتعين تحديد الجرعة حسب الأهداف الشخصية لكل فرد"، وفق الوكالة الألمانية للأنباء.

ونقل الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية عنه قوله، إن هذه النتائج "تؤكد أن التدريبات الرياضية ربما تكون مفيدة بصفة خاصة في إطار برامج إنقاص الوزن".