الدماغ يتحكم في تخفيض الوزن أكثر من الأدوية
السمنة وباء يغزو العالم | Source: pexels.com

أظهرت دراسة طبية كبرى أن أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من السمنة، وفق آخر تقديرات لعام 2022.

واستند الباحثون في نتائجهم إلى قياسات الوزن والطول لأكثر من 220 مليون شخص من حوالي 190 دولة. 

وتشير الدراسة، التي نشرت في مجلة لانسيت الطبية، يوم 28 فبراير، إلى أن معدلات السمنة لدى البالغين زادت بأكثر من الضعف بين عامي 1990 و2022، وأكثر من أربعة أضعاف بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاما.

ووجد الباحثون أن السمنة منتشرة إلى درجة أنها أصبحت أكثر شيوعا من نقص الوزن في معظم الدول، بما في ذلك العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، التي عانت سابقا من نقص التغذية.

وقال ماجد عزتي، كبير مؤلفي الدراسة المنشورة، الأستاذ في جامعة إمبريال كوليدج في لندن لرويترز: إن عددا "هائلا من الأشخاص يعانون من السمنة".

وأضاف عزتي أنه في حين أن معدلات السمنة مستقرة في العديد من البلدان الأكثر ثراء، فإنها ترتفع بسرعة في أماكن أخرى. ورغم أن نقص الوزن بات أقل شيوعا على مستوى العالم، فإنه لايزال يمثل مشكلة كبيرة في العديد من البلدان، مما يترك أعدادا متزايدة من البلدان تواجه ما يعرف باسم "العبء المزدوج" لسوء التغذية.

وتواجه العديد من البلدان الفقيرة الآن "وباء مزدوجا" يتمثل في سوء التغذية والسمنة، وفق الدراسة. وفي عام 2022، كان معدل انتشار نقص الوزن والسمنة مجتمعين هو الأعلى في منطقة البحر الكاريبي وبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق أخرى.

وتعرف منظمة الصحة السمنة بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون يشكل خطرا على الصحة. ويتم تم تحديد السمنة عادة من خلال مؤشر كتلة الجسم، هو مؤشر بسيط للوزن مقابل الطول، ويعرَّف بأنه الوزن بالكيلو غرام مقسوما على مربع الطول بالأمتار (كغ/م2).

وفي هذه الدراسة، اعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 30 بأنه مفرط الوزن.

ويخلص التحليل المنشور في "لانسيت" إلى ارتفاع معدلات السمنة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مقارنة بالعديد من البلدان ذات الدخل المرتفع. 

وكان أكثر من 60 في المئة من البالغين في جزر بولينيزيا وجزر ميكرونيسيا في المحيط الهاديء يعانون من السمنة، في عام 2022، وهو أعلى معدل في العالم.

وتعتبر تونغا (وهي أرخبيل يضم 176 جزيرة في جنوب المحيط الهادئ) الأعلى بين النساء (81 في المئة بدينات) وساموا الأميركية هي الأعلى بالنسبة للرجال (70 في المئة).

واعتبرت تركيا عاصمة السمنة في أوروبا بالنسبة للنساء بمعدل 43 في المئة، أما بالنسبة للرجال فجاءت رومانيا بنسبة 38 في المئة. وكان النساء والرجال الفرنسيون هم الأكثر نحافة في أوروبا، إذ يعاني 10 في المئة منهم فقط من السمنة المفرطة، وفق "إيكونوميست".

وفي الولايات المتحدة، بلغ مؤشر كتلة الجسم لدى 44 في المئة من النساء و42 في المئة من الرجال، أكثر من 30.

والعدد يتزايد بالنسبة للأطفال والمراهقين أيضا. ووجدت الدراسة أن عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة يفوق عدد الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن في ثلثي البلدان التي شملتها الدراسة. 

التبرع بالدم
التبرع بالدم

التبرع بالدم بانتظام قد لا يكون مجرد إنقاذ لحياة الآخرين، بل قد يسهم أيضًا في تحسين صحة دمك على المستوى الجيني، وفقًا لدراسة جديدة.

قارن فريق دولي من الباحثين عينات من 217 رجلًا تبرعوا بالدم أكثر من 100 مرة في حياتهم مع عينات من 212 رجلًا تبرعوا بالدم أقل من 10 مرات، للبحث عن أي اختلافات في صحة الدم.

على الرغم من أن الفروقات كانت دقيقة، فإن دم المتبرعين المتكرر كان أكثر احتمالًا لامتلاك طفرات مفيدة في جين يسمى DNMT3A وقد تم ربط الطفرات الأخرى في هذا الجين سابقًا بسرطان الدم.

ركز الفريق تحديدًا على خلايا الدم الجذعية، التي تنتج خلايا دم إضافية حسب الحاجة. إذ مع تقدمنا في العمر، قد تبدأ هذه الآلية في التدهور، مما يؤدي إلى مشاكل في سرطانات الدم مثل اللوكيميا.

يحفز فقدان الدم إنتاج هرمون الإريثروبويتين، وفي اختبارات على خلايا الدم الجذعية التي تم معالجتها بالإريثروبويتين، وجد الباحثون أن تلك التي تحتوي على طفرة في جين DNMT3A تنتج الدم بسرعة أكبر من تلك التي لا تحتوي على الطفرة.

يشير هذا إلى أن فقدان الدم المتكرر يؤدي إلى إنتاج أكبر للخلايا الدموية المتحورة.

يقول عالم الخلايا الجذعية دومينيك بونيت من معهد فرانسيس كريك في المملكة المتحدة "الأنشطة التي تضع مستويات منخفضة من الإجهاد على إنتاج خلايا الدم تسمح لخلايا الدم الجذعية لدينا بالتجدد، ونحن نعتقد أن هذا يفضل الطفرات التي تعزز نمو الخلايا الجذعية بدلاً من الأمراض".

قد يساعد التبرع بالدم في تدريب هذه الخلايا الجذعية بشكل أفضل على استبدال الدم بالطريقة الصحيحة.

وقد أكدت اختبارات المتابعة على الفئران هذه الفكرة حول تعزيز القدرة التجديدية، دون إدخال طفرات جينية قد تكون ضارة.

ومع ذلك، هناك بعض القيود التي يجب أخذها في الاعتبار. فمن المرجح أن يكون المتبرعون بالدم أصحّاء بالفعل (لأنها إحدى شروط التبرع بالدم)، لذا فإن تحديد أي فائدة صحية إضافية أمر صعب، لأن ذلك قد يأتي في الواقع من كونهم في حالة بدنية أفضل منذ البداية.

وبغض النظر عن أي فوائد صحية، فهناك حاجة ماسة للمتبرعين بالدم.

في الولايات المتحدة، يحتاج شخص ما إلى الدم أو الصفائح الدموية (التي هي أجزاء صغيرة في الدم) كل ثانيتين، والحصول على دم أكثر صحة هو ميزة إضافية.

وبينما ننتظر المزيد من الدراسات التفصيلية لتأكيد هذه النتائج، تقدم لنا الدراسة مزيدًا من الفهم حول كيفية بدء سرطانات الدم في المقام الأول، وهو ما يوجهنا إلى خيارات علاجية محتملة.

ويقول عالم الخلايا الجذعية هيكتور هيرغا إنكابو من معهد فرانسيس كريك "نهدف الآن إلى معرفة كيف تلعب هذه الأنواع المختلفة من الطفرات دورًا في تطور اللوكيميا أو عدم تطورها، وما إذا كان يمكن استهدافها علاجيًا".