الدوكسيسيكلين مضاد حيوي يستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة
الدوكسيسيكلين مضاد حيوي يستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة

قال مسؤولو الصحة في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، الاثنين، إن جرعة واحدة من الدوكسيسيكلين، وهو مضاد حيوي يستخدم على نطاق واسع، بعد ممارسة الجنس، قللت إلى النصف حالات الإصابة ببكتيريا "المتدثرة الحثرية" (الكلاميديا) والزهري بين الرجال المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والنساء العابرين جنسيا، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز". 

وتشير الصحيفة إلى أن النتائج قدمت بصيصا من الأمل وسط تصاعد موجة من الأمراض المنقولة جنسيا في الولايات المتحدة. 

تنتشر بكتيريا داء المتدثرة (الكلاميديا)، وهو من الأمراض الجلدية التي تصيب الرجل أو المرأة عن طريق ممارسة الجنس المهبلي والفموي والشرجي، ويمكن أن يسبب ضررا دائما للجهاز التناسلي للمرأة، كما يُمكن للحوامل أن ينقلْنَ المرض إلى أطفالهن أثناء الولادة، مما يُسبِّب التهاب الرئة أو عدوى العين الخطيرة عند الأطفال الحديثي الولادة، بحسب "مايو كلينيك". 

أما عَدوى داء الزُّهري فتحدث عن طريق بكتيريا. وغالبًا ما ينتشر المرض من خلال الاتصال الجنسي بحسب "مايو كلينيك". 

تم إعطاء المضاد الحيوي للرجال المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والنساء العابرات جنسيا الذين لديهم تاريخ من الأمراض المنقولة جنسيا أو شركاء جنسيين متعددين، وطلب منهم تناول حبتين سعة 100 ملليغرام خلال 72 ساعة من ممارسة الجنس، دون وقاية.

وبحسب النتائج التي تم تقديمها في مؤتمر للفيروسات والالتهابات يعقد في كولورادو حتى الأربعاء، انخفضت حالات الإصابة الجديدة بالكلاميديا والزهري المبكر على مدار عام تقريبا. 

وتأتي هذه النتائج مع وصول مرض الزهري، الذي كان على وشك القضاء عليه في الولايات المتحدة، إلى أعلى معدل للإصابات الجديدة المسجلة منذ عام 1950، حسبما أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في يناير الماضي. 

وتشير "مايو كلينيك" إلى أنه إذا ترك مرض الزهري دون علاج، فإنه يمكن أن يلحق الضرر بالقلب والدماغ ويسبب العمى والصمم والشلل ومشكلات صحية خطيرة أو مهددة للحياة. 

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.